محليات

ما هي “متلازمة غيلان باريه” التي تؤدي للشلل وهل انتشرت في اللاذقية؟

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن انتشار مرض أصاب مدينة اللاذقية يسمى “متلازمة غيلان باريه” المسببة للشلل، و قالت أنه تم تسجيل أكثر من 11 إصابة في أقل من أسبوع والمرض في طريقه للتحول الى وباء.

وقال مشاركون على ” فيس بوك ” إن معظم الحالات التي تم تسجيلها تشير الى أن المرض أصاب من هم يترددون الى البحر بكثرة أي أنه تم نقل المرض لهم عن طريق البحر، كما تناقل اخرون أخبارا عن جرثومة تتسبب بالاسهال والاعياء وايضاً ناتجة عن المأكولات وتحديدة اللحوم واللبنة تحديدا”.

وقال الدكتور كامل درويش ، اختصاصي تشخيص مخبري ، لتلفزيون الخبر ” من الخطأ الحديث بكثافة عن جائحة مرض غيلان باريه و قيام البعض بنشر الرعب في قلوب المواطن، فعندما يقرأ المواطن العادي هذه البوستات يعتقد أن الموت اقترب منه أو من أطفاله إلا أن هناك عدد من النقاط يجب الإضاءة عليها وتوضيحها للمواطنين”.

وأوضح الدكتور درويش ” تعرف متلازمة غيلان باريه بأنها اضطراب نادر في الجهاز المناعي يعمل على مهاجمة الخلايا العصبية في الجسم. يبدأ عادةً بضعف عام وإحساس بالخدر والتنميل في الأطراف، و بسبب انتشاره السريع في الجسم غالباً ما ينتهي بشلل عام مما يجعله حالة اسعافية تستوجب دخول المشفى لتلقي العلاج في معظم الحالات”.

وتابع درويش “المرض مناعي ذاتي مجهول السبب وغير معدي ولا ينتقل من شخص لآخر ولا يمكن أن يكون جائحة، فهو مرض فرداني، كما ان ربط البعض هذه المتلازمة مع بعض الفيروسات او الجراثيم هو غير موثوق بمعنى ان الدراسات الإحصائية وجدت توافق نسب معينة من الحالات مع وجود هذه الفيروسات او الجراثيم في جسم المصاب دون أثبات الآلية المرضية و دورها في حدوث المرض”.

وأضاف “تشخيص المتلازمة في مشافينا يعتريه الكثير من الشكوك لأن التشخيص اعتمد على السريريات و بعض التحاليل المخبرية ( ان توفرت ) غير المؤكدة و هنا لا اشكك بقدرة زملائنا لكن واقعنا الصحي ليس بهذا التطور ليسمح لنا بتأكيد متلازمة يحتاج فيها التشخيص إلى مراكز متخصصة خاصة في حال ازدياد عدد الحالات”.

وبدورها قالت مسؤولة التقصي الوبائي بمديرية الصحة الدكتورة سحر جبور لتلفزيون الخبر إنه تم تسجيل 15 حالة اشتباه بمتلازمة “غيلان باريه” في اللاذقية ويتم الآن معالجتهم بشكل سليم.

واوضحت جبور “إن متلازمة غيلان بارية هي حالة اضطراب مناعي ذاتي تاتي بعد أمراض تنفسية أو انتانات معوية، أو عصبية أي أن أي شخص يصاب باضطراب تنفسي أو اضطراب معوي من الممكن أن يتلو ذلك متلازمة غيلان بارية، سواء كان اضطراب التنفس او الامعاء ناتج عن تسمم مائي أو غذائي”.

وتابعت جبور لتلفزيون الخبر “أي شخص تناول غذاء غير نظيف وتسبب هذا الغذاء باضطرابات معوية من الممكن أن تتلوه متلازمة غيلان بارية، وأيضاً عن طريق الماء أي شخص قام بشرب ماء غير نظيف أو مارس رياضة السباحة بمياه غير نظيفة وسبب له اضطرابات من الممكن أن تتلوها متلازمة غيلان بارية”.

وأضافت “لا يوجد أعمار محددة للإصابة ، لان المتلازمة مرهونة بالاضطراب المعوية أو التنفسية وتاتي بعدها مباشرة، وأصغر حالة وصلتنا تبلغ من العمر 5 سنوات واكبر حالة لدينا 47 سنة، معظمها التهاب أعصاب تلتها متلازمة غيلان باريه ، وتم اجراء الترصد الوبائي للتأكد أن هذه الحالات هي متلازمة غيلان باريه”.

وبينت جبور ان 15 حالة موجودة الآن في مستشفيات اللاذقية وذلك لوجود جهاز خاص للتشخيص ويتم معالجتها بشكل جيد ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة أو شفاء إلى الآن والشفاء من المرض يحتاج إلى 4 أسابيع”.

وعن أعراض المرض قال الدكتورة جبور “يبدأ المرض باضطراب حسي خفيف في رؤوس أباخس الأصابع ثم يليه ضعف عضلي صاعد يصيب العضلات الباسطات أكثر من العضلات العاطفات المقابلة لها، وياتي بعد اضطراب معوي او تنفسي أو عصبي”.

سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى