محليات

الكهرباء تعود لحلب رسمياً بعد خمس سنوات.. ولا برنامج تقنين في العيد

أعلنت وزارة الكهرباء، يوم الأربعاء، عن وضع خط الكهرباء الجديد 230 ك.ف الخاص بمدينة حلب والقادم من محطة حماة في الخدمة، لتعود الكهرباء الحكومية بشكل رسمي لأول مرة إلى المدينة بعد توقفها لحوالي خمس سنوات كاملة.

وقال وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي، الذي قَدِم لمدينة حلب لإعلان عودة التيار الكهربائي إليها، لتلفزيون الخبر إنه “تم رسمياً وضع الخط الكهربائي الجديد في الخدمة، بعد التأكد من جاهزيته بشكل كامل”.

وأكد خربوطلي أن “محافظة حلب حالياً بلا تقنين للتيار الكهربائي طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك أسوةً بباقي المحافظات السورية التي رفع عنها برنامج التقنين أيضاً خلال العيد”.

ولفت خربوطلي إلى أنه “استطعنا منذ يوم الخميس وحتى الجمعة إيصال التيار الكهربائي للمدينة بلا تقنين، وبشكل عام فإن برنامج التقنين رفع بحسب ما يمكن التعامل معه لأهمية عيد الأضحى المبارك“.

ووعد خربوطلي أهالي مدينة حلب “بتحسن كبير في الواقع الكهربائي”، مشيراً إلى أنه “مع عمل الخط الجديد فإن برنامج التقنين سيكون كباقي المحافظات السورية، وسيتم التعامل مع محافظة حلب كهربائياً كما يتم التعامل مع باقي المحافظات، والوضع في تحسن مستمر”.

وأضاف خربوطلي أن “الخط الجديد يأتي من محطة حماة ويمر عبر السلمية فالشيخ هلال وأثريا وصولاً إلى خناصر ومن ثم السفيرة وصولاً إلى مدينة حلب”.

وتابع: “يلزم لتجهيز هذا الخط في الأحوال الطبيعية حوالي السنتين، إلا أنه انتهى خلال ثمانية أشهر بجهود عمال وورشات الكهرباء وبتضحيات الجيش العربي السوري الذي أمن طريق خناصر”.

ولفت خربوطلي إلى أن “الخط الكهربائي جاهز وآمن بأمان طريق السيارات والشاحنات في خناصر، فهو ممتد على طول الطريق الذي تعبره السيارات يومياً”.

ويستطيع الخط الكهربائي الجديد 230 ك.ف إيصال استطاعة 200 ميغاواط من الكهرباء كحد أقصى، ومن شأنه ضمان استقرار عملية التغذية، كون أن الخط أصبح مؤمن وبعيد عن مناطق وسيطرة المسلحين، الذين كانوا يتعمدون قطع التيار الكهربائي عن المدينة طيلة سنوات الحرب.

وبلغت كلفة إنشاء الخط الجديد حوالي سبعة مليارات ليرة سورية، وأقيم على مسافة 172 كم، بحسب تصريحات رسمية.

وعاشت مدينة حلب طيلة سنوات الحرب من وضع سيء جداً في الواقع الكهربائي، لتختفي الكهرباء كاملاً عام 2013، مع توقف عمل المحطة الحرارية الواقعة في الريف الشرقي لحلب، والتي كانت تغذي كامل منطقة الشمال السوري.

ومر على مدينة حلب منذ ذلك الحين العشرات من الوعود الرسمية، حول تأمين التيار الكهربائي للمدينة، والتهميش والصمت في أحيان أخرى، الأمر الذي أجبر الأهالي للجوء إلى الحل الوحيد الذي كان موجوداً لإنارة المدينة، و هو “الأمبيرات”.

وبعد تحرير المدينة بشكل كامل من قبل الجيش العربي السوري، عادت تغذية التيار الكهربائي لها “بالاسم فقط”، فالوضع اقتصر على ساعتي تغذية طيلة الـ 24 ساعة، في حال كان التيار موجوداً، إلا أن حتى تلك الساعتين لا فائدة منهما، بسبب الانقطاعات العامة المتكررة والتي لم يعد يمكن إحصاءها صباحاً ومساءً، بشكل يومي.

ويجتمع أهالي مدينة حلب على أن الأمبيرات هو الحل المجبرين عليه، إلا أنه ليس الحل الدائم، وخصوصاً مع استغلال أصحاب الأمبيرات للوضع عبر فرضهم أسعار مرتفعة، ليأتي إعلان عودة التيار الكهربائي أملاً لإنهاء ظاهرة “الأمبيرات”.

وبعث إعلان عودة التيار الكهربائي التفاؤل في أهالي مدينة حلب الذين انتظروا لسنوات طويلة انصافهم أسوةً بباقي المحافظات، متأميلن استمرار تحسن الوضع وعدم ظهور “مشاكل فجائية” تحرمهم مما انتظروه طيلة خمس سنوات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الأحياء الواقعة في الجهة الشرقية من مدينة حلب، والتي تم تحريرها بشكل كامل، تبقى في معاناتها بعدم وصول التيار الكهربائي إليها، بسبب عدم وجود المنظومة الكهربائية اللازمة لذلك، والتي سرقت بشكل كامل.

ويتنظر أهالي تلك المناطق مع عودة التيار الكهربائي إيجاد حل جذري لمناطقهم، والعمل بشكل جدي من قبل شركة الكهرباء لإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية وتخليصهم من استغلال أصحاب الأمبيرات الذين يتقاضون مبالغ كبيرة هناك تصل لـ 2200 ليرة سورية.

وتنتشر العديد من الأحاديث حول وجود خطة مخصصة لتلك الأحياء مع انتهاء الخط الجديد، إلا أن أحداً من المسؤولين لم يصرح بها، لحين إقرار تلك الخطة بشكل نهائي.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى