العناوين الرئيسيةمجتمع

بناء الطفل بعد النزاعات أهم الخطوات على طريق بناء وطن سليم مُعافى

تعمل الدول بعد النزاعات على بناء المجتمع وتحصينه ومعالجة الآثار السلبية التي طالته جراء الاحتراب والاقتتال خصوصاً في حالات مثل الحالة السورية التي استمرت لحوالي 14 عاماً.

 

وتستهدف الشعوب أول ما تستهدفه في عملية المعالجة والتحصين بعد النزاع، الأسرة، التي تعد نواة المجتمع وبالأخص الأطفال ضمنها في محاولة لإزالة الآثار السلبية للنزاع التي صاحبتهم خلال نشأتهم، إضافة لتعزيز قيم المواطنة والتسامح والحرية والاختلاف والإنسانية عندهم لضمان بناء مجتمعات أكثر استقراراً وسلمية في المستقبل.

 

استشارية: تعزيز قيم المواطنة والتسامح والاختلاف هو حجر زاوية في بناء الدولة

وأوضحت الاستشارية في التعليم والتدخل المبكر روعة الكنج لتلفزيون الخبر أن “تعزيز قيم المواطنة والتسامح والاختلاف هو حجر زاوية في بناء الدولة بعد النزاعات وبناء الهوية المشتركة، خاصة وأننا نعاني من أزمة هوية، بالتالي بنائها يساعد في خلق هوية مشتركة ومنع إعادة دائرة العنف ومنع الأفكار التي تؤدي لها بما يضمن بناء مجتمع متعافٍ وسلمي”.

 

وتابعت “الكنج” أن “تعليم هذه القيم للأطفال تجعلهم على دراية بحقوقهم وواجباتهم وتمكينهم من مهاراة الحياة اللازمة لتشكيل أدواتهم لمواجهة الحياة والتواصل وبناء الوعي والوجدان والمصير المشترك”.

 

وأكدت “الكنج” أنه “يجب إيجاد مناهج تركز على المواطنة، خصوصاً في المدارس التي تشكل خط دفاع أول عن العقل والوجدان والهوية، وهنا نتحدث عن سلاح ذو حدين فعندما أعمل وفق هذا المنهج وأُقصّر في عملي أخلق دون دراية قنبلة موقوته”.

 

وأضافت “الكنج” أنه “يمكن تعزيز هذا المنهج عبر ورش العمل والأنشطة التفاعلية التي تبني الجسور بين الثقافات المختلفة، وتوجد التفاهمات من خلال الحكاية والدراما والفنون والرياضة والعلم والتطوع والخدمة المجتمعية وتطوير أدوات الحوار والتواصل وإغراق الأطفال بكل ما سبق وعدم السماح لتشكيل فراغ يتم تعبئته بتصرفات غير صحيّة”.

 

كما أنه “يجب أن تكون المناهج التي تدرّس للأطفال حيادية وخالية من جميع أنواع التمييز، وتدعم تنوع الثقافات والمكونات ويجب تدريب الكوادر التعليمية بشكلٍ عالي المستوى على هذا النوع من المناهج”.

 

ورأت “الكنج” أنه “يقع كل ذلك على عاتق جميع الجهات من الأسرة للمجتمع فالنظام السياسي بالتساوي بينهم، من خلال التوجيه والحوار والتعليم والاقتصاد وصولاً للدستور مع التركيز على أن المدارس شريك قوي وأساسي لبناء مجتمع متماسك”.

 

مضيفة أن “على الحكومة مراقبة أداء كل هذه العناصر التي تساهم بتنشئة الطفل بشكلٍ سليم وتسهيل عملها والمنظمات والجمعيات تساهم بدورها أيضاً من خلال الدعم الفني، بالمحصلة الحفاظ على الأمن الثقافي والتعليمي هو الحل لتفكيك كافة الألغام الموجودة بعقل الطفل لبناء وطن ومجتمع سليمين”.

 

رئيس جمعية حقوق الطفل: الأسرة أولاً فالمدرسة ثم الحكومة

بدوره، تحدّث رئيس جمعية حقوق الطفل هيثم سلطجي لتلفزيون الخبر، قائلاً إن “تعزيز قيم المواطنة والتسامح والحرية لدى الأطفال ستسهم بالطبع في بناء مجتمعات أكثر استقراراً وسلمية، فمن خلالها سيتم إعادة بناء الهوية المجتمعية وتعزيز الوحدة الوطنية وكسر دائرة العنف وبناء المجتمع يحترم الحريات ويُقلل من فرص عودة الاستبداد ويعزز الإنسانية المشتركة ويضمن مستقبل مستقر”.

 

ويمكن تحقيق ذلك بحسب “سلطجي” من خلال “مناهج تعليمية تركّز على هذه القيم وأنشطة لا صفية تُعزز التفاهم والتعاون، علاوة على دور الأسرة في تعليم احترام الآخرين ودور الإعلام والفنون لنشر رسائل التسامح، إضافة لدور القادة والمؤثرين والخبراء النفسيين والاجتماعيين”.

 

وأكمل “سلطجي” أن “الجهات الرئيسية المعنية هي الأسرة أولاً فالمدرسة ثم الحكومة، وذلك عبر سن سياسات وقوانين تدعم التسامح والمواطنة، والمجتمع المدني أيضاً له دور كبير من خلال تنظيم حملات توعية وأنشطة مجتمعية، إضافة للمنظمات الدولية التي تقدم الدعم الفني والمالي وتبادل الخبرات”.

 

مسؤول: العبء الأكبر على وزارة التربية والتعليم

 

وشدد مدير التعليم في وزارة التربية محمد سائد قدور لتلفزيون الخبر على أنه “يقع على وزارة التربية والتعليم العبء الأكبر في توجيه سياسة الناس وتعزيز قيم التسامح والانفتاح، خصوصاً وأن الأسرة اليوم ممزقة بعد فقدان الأب أو الأم وانشغالهم بلقمة العيش والحكومة تعول على المدرسة كونها المؤسسة الرسمية التي تصل إلى كل الناس، ومع ذلك لا بد من التكاتف بين المدرسة والأسرة”.

 

وأشار “قدور” إلى أنه “من أهم البرامج التي يمكن اتباعها هو تنظيم الفعاليات الرياضية والعلمية التي يشارك فيها الطلاب من مختلف المناطق والمؤتمرات والندوات العالمية للاستفادة من الظروف التي عاشتها بقية الدول والاطلاع على هذه التجارب”.

 

يُذكر أنه بحسب منظمة “اليونيسيف” يحتاج حوالي 7.5 مليون طفل في البلاد إلى المساعدة الإنسانية بعد حوالي 14 عاماً من النزاع.

 

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى