اخبار العالمالعناوين الرئيسية

كاليفورنيا أمام مخاطر الأعاصير النارية.. ماذا تعرف عنها؟

في الوقت الذي يواجه فيه رجال الإطفاء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تحديات كبيرة، قد يتعيّن عليهم أيضاً التعامل مع الأعاصير النارية، وفق اختصاصيين، وهي ظاهرة نادرة وخطيرة، فماذا تعرف عنها؟.

 

حذّرت هيئة الطقس الوطنية من أن مزيج الرياح القوية والأجواء شديدة الجفاف خلق “وضعاً خطراً على نحو خاص”، حيث يمكن أن تتوسع أي حرائق جديدة بشكلٍ مفاجئ.

 

ولم تذكر التحذيرات الأعاصير النارية، بشكلٍ مباشر، لكن عالم الأرصاد الجوية، تود هول، قال إن “الأعاصير النارية ممكنة بالنظر إلى الظروف المتطرفة”.

 

وتعرّف مجموعة التنسيق الوطنية لحرائق الغابات الإعصار الناري أو “دوامات النار”، بأنه “ظاهرة طبيعية نادرة تحدث عندما تتشكل دوامات من الهواء الساخن والغازات المشتعلة نتيجة لحرائق الغابات الشديدة”.

 

و “هذه الدوامات تحمل معها الدخان والحطام واللهب، ممّا يجعلها تشبه الأعاصير الصغيرة ولكنها أكثر خطورة بسبب شدة الحرارة واللهب الذي تحمله”، وفق المجموعة.

 

وتتضمّن أسباب تشكّل الأعاصير النارية: الرياح القوية، الجفاف، والحرارة الشديدة، وتهدد حياة رجال الأطفاء والممتلكات إذ تسهم بانتشار الحرائق بسرعة كبيرة.

 

وفي عام 2018، تسبب إعصار ناري بحجم ثلاثة ملاعب كرة قدم في مقتل رجل إطفاء عندما انفجر في حريق هائل ومدمر كان قد نشب بالفعل بالقرب من مدينة ريدينج، التي تبعد نحو 400 كيلومتر شمال سان فرانسيسكو في شمال ولاية كاليفورنيا.

 

ودمّرت الحرائق في كاليفورنيا أحياء بأكملها، وأسفرت عن مقتل العشرات وأجبرت آلاف السكان على الإخلاء خلال الأيام الماضية.

 

أين تشتعل النيران؟

 

بدأت سلسلة من الحرائق الكبيرة والصغيرة، الأسبوع الماضي، في تشكيل حلقة من النار حول لوس أنجلوس، أكبرها حريق باليساديس على طول ساحل المحيط الهادئ غرب وسط المدينة، والذي أحرق حتّى يوم الثلاثاء أكثر من 23700 فدان.

 

ثاني أكبر حريق يقع في الشرق في جبال سان غابرييل شمال باسادينا، وأحرق أكثر من 14000 فدان، ودمّر آلاف المنازل وشرّد عشرات الآلاف من الأشخاص.

 

بدأ حريق آخر في مقاطعة فينتورا، شمال غربي لوس أنجلوس، في وقت متأخر من يوم الاثنين وأحرق 56 فداناً بحلول يوم الثلاثاء، وفي ريفرسايد تم الإبلاغ عن حريق غابات صغير في وقتٍ مبكر من بعد ظهر الثلاثاء.

 

وتمكّنت فرق الإطفاء من احتواء عدد من الحرائق الأصغر حجماً بشكلٍ كامل: حريق كينيث، الذي اندلع مساء الخميس في حي ويست هيلز في وادي سان فرناندو، وحريق ليديا في غابة أنجيليس الوطنية، وحريق صن ست الذي اندلع يوم الأربعاء في هوليوود هيلز، وحريق آرتشر الذي اندلع صباح الجمعة في جرانادا هيلز.

 

وكان رجال الإطفاء على وشك السيطرة على حريق هيرست، الذي بدأ عند الحافة الشمالية للمنطقة الحضرية، بالقرب من سيلمار، وحتى الثلاثاء، أحرق هذا الحريق حوالي 800 فدان وتم احتواؤه بنسبة 97%.

 

كم عدد المنازل التي دمّرت؟

 

تشير التقديرات الأولية لحجم الأضرار التي أحدثتها حرائق باليسديس وإيتون إلى أن كل منهما من بين أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ كاليفورنيا.

 

فقد ألحق حريق باليساديس الضرر بنحو 5000 مبنى، وألحق حريق إيتون الضرر بنحو 7000 مبنى، وهي الفئة التي تشمل المنازل والمرائب والشركات، وفقاً لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا.

 

وقد دمّر حريق باليساديس مؤسسات مثل مدرسة باليساديس تشارتر الثانوية، وهي المدرسة الأم للعديد من المشاهير وموقع تصوير للعديد من البرامج التلفزيونية.

 

وفرض الحرس الوطني ووكالات إنفاذ القانون المحلية حظر التجوال وحاولوا إبقاء الأحياء التي تم إخلاؤها مغلقة حتّى يتمكن السكان من العودة بأمان.

 

وأفاد عمدة مقاطعة لوس أنجلوس روبرت جي لونا، الثلاثاء، أنه تم القبض على ما لا يقل عن 39 شخصاً في المناطق المتضررة من حرائق إيتون وباليساديس، وشملت التهم النهب وسرقة الهوية وحيازة المخدرات وحيازة أدوات السطو، وفقاً للمسؤولين.

 

ما عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم؟

 

قُتل ما لا يقل عن 25 شخصاً في الحرائق، وأودى حريق إيتون بحياة 17 شخصاً على الأقل، مما يجعله أحد أكثر الحرائق فتكاً في تاريخ كاليفورنيا، كما قُتل ما لا يقل عن 8 أشخاص في حريق باليساديس، وحذر المسؤولون من أن حصيلة القتلى من المرجّح أن ترتفع.

 

لماذا اندلعت العديد من حرائق الغابات في نفس الوقت تقريباً؟

 

حذر خبراء الأرصاد الجوية لأيام قبل اندلاع الحرائق الأولى الأسبوع الماضي من أن خطر الحرائق سيكون مرتفعاً للغاية، إذ تحوّل الغطاء النباتي إلى مادة قابلة للاشتعال بعد أشهر من الجفاف هذا العام.

 

ويتزامن الطقس البارد مع وصول رياح سانتا آنا، وهي هبّات قوية وجافة تهب من الجنوب الغربي من نيفادا ويوتا إلى جنوب كاليفورنيا وترتبط بالحرائق الأكثر تدميراً في المنطقة.

 

هل من المتوقع أن تستمر الحرائق في النمو؟

 

كان رجال الإطفاء يتسابقون لاحتواء الحرائق، وقد أحرزت جهودهم تقدماً كبيراً مع تراجع الرياح خلال عطلة نهاية الأسبوع.

 

وعلى الرغم من أن الرياح الثلاثاء كانت أخف بشكلٍ عام، إلّا أن خبراء الأرصاد الجوية قالوا إنه قد يكون هناك زيادة كبيرة في سرعات الرياح الأربعاء، ومن المتوقع أن تنخفض سرعات الرياح يوم الخميس وتظل منخفضة حتّى نهاية الأسبوع.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى