اقتصادالعناوين الرئيسية

العمل المستقل عن بعد في سوريا آفاق تعِد بمستقبل أفضل

مع تزايد الاعتماد على التقنيات الحديثة والتحولات الرقمية في كافة أنحاء العالم، أصبح العمل المستقل عن بعد خيارا شائعا في سوريا، حالها حال معظم بلدان العالم، تكيفا مع التغيرات.

 

وخاصة بين الشباب الذين يسعون للحصول على فرص عمل مرنة ومستدامة بعيدا عن القيود التقليدية لسوق العمل المحلي، ويعني العمل عن بعد أداء المهام الوظيفية عبر الإنترنت من مكان بعيد عن مقر الشركة، ويتطلب مزيجاً من المهارات التقنية والتنظيمية.

 

أفضل وقت للعمل عبر الإنترنت

وقال محمد حبش، الخبير في العمل المستقل، عبر “فيسبوك”: أن أفضل وقت للعمل عبر الإنترنت كان قبل 12 عاماً، ثاني أفضل وقت للعمل عبر الإنترنت هو اليوم”.

 

وعن ذلك قال “حبش” لتلفزيون الخبر: العقد الماضي تغيرت الكثير من الأمور سواء التقنية مثل تحسن خيارات الاتصالات والإنترنت وصارت متاحة أكثر وأرخص. كما انتشرت الثقافة الرقمية بشكل أكبر بين الناس، وازداد الطلب على مهن جديدة يمكن إنجازها عن بُعد.

 

وعن أبرز التحديات التي يواجهها العاملون عن بعد في سوريا وآفاقها المستقبلية، قال “حبش”: التحديات عديدة لكن غالباً لها حلول، مثل انقطاع الكهرباء، يمكن استخدام مولدات الطاقة أو البطاريات الاحتياطية، أما بالنسبة لحلول الدفع الإلكتروني، فيمكن استخدام وسائل الدفع المتاحة مثل الحوالات البنكية.

 

وأضاف محمد حبش لتلفزيون الخبر: وبالنسبة لارتفاع أسعار التجهيزات اللازمة، مثل الحواسيب الجيدة، يمكن تجاوزه من خلال استثمار الأجهزة المتاحة أو البحث عن حلول تمويلية.

 

وفيما يتعلق بالتحديات الثقافية، أوضح حبش بقوله “تفهم المجتمع لمفهوم العمل عن بعد لا يزال محدوداً، لكن هذا يتغير تدريجياً مع زيادة الوعي بأهمية العمل المستقل”.

 

وأسهب خبير العمل المستقل بقوله “الآفاق مبشرة لأن القيود كانت أكبر سابقاً، وكل ما يأتي سيكون أفضل، خاصة مع وعود بالانفتاح ورفع العقوبات مما يسهل الوصول إلى خدمات كانت محظورة، سواء بالمصادر العلمية أو حتى الشحن والدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية”.

 

مجتمع العمل المستقل في سوريا

 

وفي سياق منفصل وحول وجود كيان جامع ينظم عمل المستقلين، قال محمد حبش: تمكن المستقلون السوريون من بناء سمعة قوية في سوق العمل، ولكن لا يوجد حتى الآن ما يمكن القول عنه بأنه مجتمع العمل المستقل في سوريا”.

 

وأضاف: مازال المستقلون السوريون يعملون بشكل منفرد ولا يوجد أي كيان فيزيائي أو حقيقي يجمعهم مثل النقابات أو الاتحادات أو الجمعيات، وهذا يعود لسببينؤ أولهما قلة عدد المستقلين السوريين مقارنة بالمصريين مثلاً، وثانيهما أن هذا النوع من العمل لا يزال في بداياته، فثقافة العمل المستقل لا تزال انتشارها محدوداً.

 

المنصات المحلية الموثوقة للعمل الحر

 

وعن وجود منصات محلية موثوقة يمكن للسوريين العمل من خلالها قال “حبش”: بدأت مؤخراً إحدى المنصات المحلية عملها، والتي أسسها سوريون وتركز على المستقلين السوريين.

 

وأوضح بقوله “ولكن لا يزال الطريق أمامها طويلاً للنجاح، حيث يجب عليها إقناع أصحاب المشاريع، سواء سوريين أو عرب، بطلب الخدمات عن طريقها بدلاً من المنصات العربية المشهورة.

 

واردف “حبش” بقوله “نجاح أي منصة عمل حر يعتمد على المشتري وليس البائع، لأنه الذي يمول المنصة ويعطي دافع المستقلين للانضمام إليها. كما أن ثقافة شراء الخدمات المصغرة من المستقلين بدون توظيف دائم لا تزال جداً محدودة في سوريا”.

 

وعن نصيحة من خبرته لمن يسأل نفسه اليوم “ماذا أعمل؟” في ظل المتغيرات والواقع المحيط، قال “حبش”: تعلم مهارة مناسبة لميولك وليس بالضرورة تخصصك الدراسي.

 

وأضاف بقوله “مصادر التعلم على الإنترنت كثيرة ومتاحة مجاناً، تعلم مهارات البيع والتسويق وغيرها التي ستلزمك لتبيع خدماتك عبر الإنترنت.

 

وختم نصيحته بقوله “كن جاداً وملتزماً بالعمل المستقل، لأنه قد يكون نمط العمل الجديد والوحيد الذي تعتمد عليه في حياتك القادمة للعيش الكريم”.

 

تحديد التخصص، وتجهيز الأدوات التقنية اللازمة، والتسجيل في منصات العمل الحر، خطوات البدء بالعمل المستقل عن بعد وصولاً إلى بناء سمعة قوية يكتسبها المستقل من التزامه وجودة عنله، ما يضمن له استمرارية وجذبا لعملاء جدد، وهي عوامل مشتركة، بغض النظر عن طبيعة التخصص.

 

تنظيم الوقت وإدارة المشاريع

إدارة الوقت هي واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها المستقلون عن بعد، خاصة في بيئة العمل من المنزل، ويتطلب العمل المستقل الانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت بفعالية.

 

ويمكن استخدام أدوات خاصة يعتمدها المستقلون، لتنظيم المهام وتحديد أولويات المشاريع، إضافة لتخصيص أوقات للراحة ولأداء مهام الحياة اليومية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

 

التعلم المستمر والتطور المهني

 

يصف المستقلون عملهم بأنه رحلة تعلم مستمر وتطور مهني دائم، ونظرا للتطور السريع في مجالات العمل الرقمي، يجب على العاملين في مجال العمل الحر تطوير مهاراتهم باستمرار.

 

وينصح الخبراء المستقلون في سوريا الاستفادة من الدورات التدريبية عبر الإنترنت مثل “Udemy”، “Coursera”، و”LinkedIn Learning” لتعلم تقنيات جديدة وتعزيز مهاراتهم، مما يزيد من فرصهم في السوق.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى