كيف تجدد الغابات والأحراج المحترقة نفسها وهل يلعب الإنسان دوراً بذلك؟
قالت الأستاذة في قسم الموارد الطبيعية المتجددة والبيئة بكلية الهندسة الزراعية في جامعة حلب، الدكتورة غصون السمّان، لتلفزيون الخبر، إن “الأحراج والغابات المحترقة تجدد نفسها أمّا بذرياً أو خضرياً”، مشيرةً إلى أن “الحرائق التي تحدث بمعظم الغابات في سوريا هي غابات صنوبر”.
وأوضحت الدكتورة “السمّان”، أن “النوع الرئيس في غابات الصنوبر المحترقة هو صنوبر بروتي، مع أنواع أُخرى مرافقة له، والتي تكوّن مساحاتٍ واسعة من غابات الساحل السوري، وتُغطّي مناطق جبلية وعرة ذات انحدارات شديدة”.
وتابعت “السمّان”، إنه “بالتالي فهي أكثر الغابات عرضة للحرائق لاحتوائها على مواد سريعة الاشتعال مثل (الراتنج والتربنتين)، وهذا النوع لا يتجدد إلّا بذرياً، وبما أن معظم الحرائق التي تحدث سطحية تاجية فهي تقضي على كامل الأشجار والشجيرات والغطاء النباتي للغابة وتفحمها بالكامل”.
وأردفت الاختصاصية، أنه “بالتالي يتجمّع الرماد على سطح تربة الغابة، وهذا ما يجعل المخاريط المحمّلة بالبذور تموت بالكامل، أي أن عملية تجدد الصنوبر البروتي بعد الحريق بطيئة، إلّا إذا كانت الغابات التي احترقت مجاورة للغابات التي لم تصلها ألسنة النار”.
وأضافت “السمّان”، إن “عندها يمكن لبذور الصنوبر الواردة من المخاريط الناضجة جنسياً والمتفتحة أن تتطاير عن طريق الرياح إلى الموقع المحروق، فيحدث الإنبات وتعود دورة الحياة من جديد، مع وجود صعوبات عدة ترافق عملية التجدد هذه، ممّا يجعلها تستغرق عدة سنوات، وقد تصل في بعض الأحيان لعشرات السنوات حسب ظروف موقع كل غابة”.
وعن الإجراءات التي يستوجب اتخاذها في مواقع الغابات المحترقة، أجابت “السمّان”، أن “أولى الخطوات فرض الحماية الكاملة للموقع، ومنع دخول سكان وأهالي القرى المجاورين للغابة إليها، إضافةً إلى منع دخول الحيوانات إليها، وخاصةً في فصل الربيع بهدف الرعي”.
وذكرت الاختصاصية، إنه “من الإجراءات المهمة أيضاً فتح الطرقات ضمن الموقع لتسهيل عملية إعادة تأهيل الغابة، وتتم عملية التأهيل هذه بحسب ظروف كل غابة”.
ولفتت “السمّان” إلى “ضرورة تفعيل النهج التشاركي بين السكان المحليين وأفراد الضابطة الحراجية، وتعزيز دور التفاهم والثقة المتبادلة بينهم”.
وأشارت الاختصاصية إلى أن “الإنسان العادي يستطيع أن يساعد في عملية تسريع تجدد الغابة المحروقة عن طريق عدم قطع الأشجار وعدم إجراء التفحيم ضمن الغابة”.
وتابعت “السمّان”، إن “بالإضافة إلى المشاركة في عمليات التشجير بأنواع اقتصادية (ذات عائد اقتصادي) يستفيد منه، وأيضاً منع إدخال الحيوانات الرعوية خلال السنوات الأولى من تجدد الغابة إليها”.
وبيّنت “السمّان”، أنه “من المهم أيضاً عدم دخول الغابة المحروقة للاصطياف أو التنزه، فهذا يساعد الغابة على التجدد بشكلٍ أسرع وخلال فترة زمنية أقصر، خاصةً خلال السنوات الأولى من تجدد المساحات الخضراء بعد وقوع الحرائق”.
وشهدت اللاذقية مؤخراً حرائق ضخمة، على مدى ثلاثة أيام متواصلة، اندلعت في مناطق حراجية متفرقة بالمحافظة، وسط صعوبات كبيرة في عمليات الإخماد، نظراً لوعورة التضاريس من جهة، والظروف المناخية التي ساعدت على امتداد نطاقها وخروجها عن السيطرة من جهة أُخرى.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر