دبس الرمان زينة الأطباق السورية وأحد مكوناتها الأساسية
يُعد دبس الرمان، مكوّن أساسي في الكثير من الأطباق السورية، فهو بنكهته الممزوجة بين الحموضة والحلاوة يضيف مذاقاً لاذعاً ومحبباً في العديد من المأكولات الباردة والطبخات المتنوعة، عدا عن فوائدة الكثيرة.
وشرحت المدرّسة كوثر صالح من قرية المحروسة بريف مصياف في حديثها لتلفزيون الخبر، طريقة تحضير دبس الرمان، وتجهيزه للمونة كغيره من المواد الأساسية التي يتم تموينها.
وتحدثت “صالح” عن طريقة تحضيره التي تتبعها في قريتها الواقعة في محافظة حماة، قائلة: “خلال هذه الفترة من السنة يكون موسم الرمان وبداية قطافه، والمرحلة الأولى في إعداد الدبس المكوّن منه هو القيام بفرط الرمان أي استخراج حباته الصغيرة”.
وأضافت “صالح”: “ثم يتم تنضّف حبات الرمان من القشور الصفراء، كي لا تعطي نكهة مرّة، وتُعصر وتُصفّى بقماش، لأكثر من مرة، حتى تصبح خالية من البذور وقوامها متماسك”.
وقالت “صالح”: “ثم أضع عصير الرمان المصفّى في وعاء على النار، والمدة التي يحتاجها على النار مرتبطة بالكمية المستخدمة، كما يمكن تقدير الأمر بأنه إذا كان الوعاء ممتلئ بالمادة، يكون جاهزاً عندما تقل الكمية إلى ربعها وبحسب الكثافة المرغوب بها”.
وبيّنت “صالح” أنّه “من الممكن اختيار الرمان الحامض أو اللفان في صنع الدبس، أو النوعين معاً، إذ ممكن استخدام الرمان اللفان أو حلو المذاق كعصير مركّز، أمّا الوسط والحامض يضاف إلى بعض الطبخات والسلطات”.
وأشارت “صالح” إلى أن “15 كغ من الرمان، يمنح 1 كغ من الدبس، لكن الأمر يختلف بحجم الرمان ككل، كما أن طريقة إعداده قد تختلف بين منطقة وأخرى”.
وحول تكلفة تحضير دبس الرمان، أجابت “صالح” أنّ “الأمر مرتبط بساعات العمل والكمية المراد تجهيزها، ومدة استهلاك الغاز، وسعر كغ الرمان”.
ولفتت “صالح” إلى أن “دبس الرمان يضاف إلى العديد من الأطباق ولا يمكن الاستغناء عنه فيها، في مقدمتهم الفتوش واليالنجي والملفوف، والكبة بأنواعها”.
بدورها، قالت الشابة لونا شعبان من طرطوس لتلفزيون الخبر، إنها “تضيف دبس الرمان إلى معظم أكلاتها، بإضافته مباشرة وبكمية وفيرة، سيّما إلى السلطات، الفلافل والطبخات التي تتواجد فيها اللحمة الحمراء”.
وذكرت “شعبان” أنها “تحب مذاق دبس الرمان الحامض خاصة في بداية تحضيره، وعندما يكون لونه فاتحاً، كما أن العديد من المأكولات التي لا تفضلها تجدها جيدة في حال إضافة دبس الرمان إليها”.
وأضافت “شعبان” أنها “اعتادت على استخدامه في حالات مرضية معينة، مثل ظهور قلاع بالفم أو كمهدئ لتهيّج السعلة، مضيفة أنها “لا تعلم إن كان علاجه لذلك الأمرين مثبت علمياً إلّا أنه فعلاً يخفف الألم عنها”.
ولفتت “شعبان” إلى أن “الاستفادة من قشور الرمان وعدم رميها، بإضافتها إلى مشروب المتة، أو حتى مضغ قطعة صغيرة منها، في حال الشعور بالغثيان أو تقلّب المعدة بسبب البرد أو الحموضة”.
يذكر أن دراسة أولية نشرت في مجلة Journal of Applied pharmaceutical، عام 2012، أشارت إلى أن دبس الرمان يساهم في تقليل مستويات الدهون الثلاثية وتأكسد الدهون في الكبد.
واكتشف باحثون صينيون، في دراسة نشرها موقع “WeChat”الصيني، في بذور الرمان مواد البوليفينول وفيتامينات وأحماض عضوية مختلفة لها خصائص مضادة للأكسدة، والتي تؤثر إيجاباً في عمل الجهاز الهضمي وتحسين عملية التمثيل الغذائي والشهية.
فاطمة حسون- تلفزيون الخبر