العناوين الرئيسيةفلسطين

بعد شهر على استشهاده.. أبناء السيد يُنفذون وعوده ويكسرون هيبة الاحتلال

“انتهى الزمن الذي نخرج فيه من بيوتنا ولا يخرجون من بيوتهم التي بنوها على الاغتصاب.. انتهى الزمن الذي نهجر فيه ولا يهجرون.. انتهى الزمن الذي تهدم فيه بيوتنا وتبقى بيوتهم قائمة.. انتهى الزمن الذي نخاف فيه ولا يخافون، ونقول لكم: جاء الزمن الذي سنبقى فيه وهم إلى زوال”.

 

قبل 12 عاماً وعند الانتهاء من عملية إعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت إثر تدميرها في 2006 قال الأمين العام لحز*ب الله الشه*يد السيد حسن نص*ر الله هذه الكلمات متوجهاً بها إلى جمهوره مطمئناً ولقادة الكيان محذراً من تكرار محاولة غزو لبنان.

 

في 27 أيلول الماضي شنت طائرات “F35” التابعة لجيش الاحتلال عدواناً همجياً على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت مستنداً إلى معلومة أسماها “ذهبية” تشير إلى اجتماع كبير يضم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وكبار قادة المقاومة.

 

واستخدم الكيان خلال عمليته 85 قنبلة خارقة للتحصينات تزن الواحدة طنًا، ما أدى إلى تسوية ما يقارب 10 أبنية مدنية سكنية بالأرض وترك دماراً كبيراً في المنطقة.

 

ونعى حزب الله أمينه العام السيد “نصر الله” شهيداً على طريق القدس صبيحة 28 أيلول الماضي رفقة القائد العسكري مسؤول منطقة الجنوب علي كركي “أبو فضل”.

 

وبعد استشهاد السيد بأيام وقبله عدد من قيادات الصف الأول والثاني في هيكلية الحزب أعلن كيان الاحتلال في الأول من تشرين الأول الجاري عن بدء عملياته البرية في جنوب لبنان بهدف سحق المقا*ومة وإبعادها عن الشريط الحدودي مقابل إعادة المستوطنين لشمال فلسطين.

 

كيف كانت وعود السيد قبيل استشهاده؟

 

ظهر السيد في خطابه الأخير في التاسع عشر من أيلول الماضي إثر مجزرتي “البيجر” اللتين نفذهما كيان الاحتلال من خلال تفجير أجهزة اللاسلكي التي يستخدمها حوالي 5000 عنصر في حز*ب الله أغلبهم في قطاعات مدنية.

 

وتحدى السيد خلال كلمته “نتنياهو” ووزير دفاعه “غالانت” بشأن إعادة المستوطنين إلى الشمال بقوله “لن تستطيعوا إعادة السكان إلى الشمال وهذا هو التحدي بيننا وافعلوا ما شئتم والطريق الوحيد هو وقف الحرب على غزة”.

 

ورداً على تهديد قائد المنطقة الشمالية في الكيان بالقيام بعملية برية في لبنان، أوضح السيد: “الأحمق يقترح الدخول البري للقرى الأمامية، نحن نتمنى أن يدخلوا براً لأنهم حالياً في الثكنات والمواقع مختبئين وبجهد كبير نحدد وجودهم، أما إذا دخلوا، أهلًا وسهلًا، هذه فرصة تاريخية ونتمناها، الحزام الأمني سيتحول إلى جهنم لجيشكم”.

 

وختم السيد حديثه عن موعد الرد على اعتداءات الكيان: “الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة لأننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقاً في المواجهة”.

 

وقبل هذا الخطاب في كلمته خلال ذكرى عاشوراء أكد السيد أنه “إذا جاءت دباباتكم (العدو) إلى لبنان وجنوبه لن تعانوا نقصاً في الدبابات لأنه لن تبقى لكم دبابات”.

 

واقع يفوق الخيال

 

بعد شهر على استشهاد السيد وخيرة القادة في الصفين الأول والثاني لحزب الله وبدء الاحتلال عملياته البرية مدعماً ذلك بحملات جوية همجية غير مسبوقة أدت لاستشهاد وجرح آلاف المدنيين وتدمير شبه كُلي للقرى الحدودية وقرى جنوب لبنان والبقاع إضافة لحجم الإجرام في استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

كان أبناء السيد عند قول أمينهم ووعده فلم يستطع كيان الاحتلال حتى تاريخه تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها رغم جلبه لست ألوية من نخبة قواته العسكرية.

 

وأدهش أبناء السيد العالم بأسره وخصوصاً قادة الكيان الذين لم يقتنعوا باستمرار المقا*ومة في ثباتها بعد الخسارات التي تلقتها خلال أسبوعين والكفيلة بتفكيك أكبر حزب في الكون.

 

لكن على أرض الواقع ما يجري يفوق أقصى طموحات المُحبين حيث لم يقوى الكيان رغم تدميره الممنهج للحافة الأمامية عند الشريط الحدودي مع لبنان من تحقيق أي توغل بري ولو محدود أو شكلي يُرضي الشارع الداخلي للاحتلال.

 

ونفذ أبناء السيد كلامه كما قاله عندما تحدى قادة الكيان بشأن موضوع إعادة مستوطني الشمال، فبعد مرور أكثر من عام على بدء جبهة إسناد لبنان لغزة وبعد شهر على استشهاد السيد لم تتوقف الأمور عند عدم إعادة المستوطنين، بل زاد عدد النازحين فيهم، عدا عن إصدار غرفة عمليات المقاومة السبت أوامر إخلاء جديدة ل25 مستوطنة حدودية.

 

وفي متابعة لتنفيذ وعود السيد قام أبناء الأمين بتحويل درة أسلحة الكيان دبابة “ميركافا” إلى لعبة على الشريط الحدودي في إنجاز يفوق ما تم في وادي الحجير عام 2006 لجهة العدد والقوة والأسلوب وهذا عند الشريط الحدودي وليس في العمق كما حرب تموز.

 

وبات استهداف “تل أبيب” وحيفا وعكا وكبرى قواعد الاحتلال ومصانعه العسكرية خبر يومي روتيني عند جمهور المقاومة والعدو على حد سواء نظراً لتحول حال هذه المدن لواقع مشابهة لحال المستوطنات الحدودية مثل “كريات شمونة”.

 

وحتى 25 تشرين الأول الجاري أكد حزب الله أن “العدو “الإسرائيلي” لم يتمكن من احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان”.

 

وتابع الحزب: “دمرنا 28 دبابة “ميركافا” و4 جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، وحصيلة خسائر العدو بلغت أكثر من 70 قتيلاً و600 مصاب من ضباطه وجنوده، وإسقاط 3 مسيّرات من طراز “هرمز 450” وواحدة من طراز “هرمز 900”.

 

وخلال اليومين الأخيرين وثق الكيان مقتل حوالي 20 من جنوده وجرح ما يقارب المئة معظمهم حالات خطرة خلال المعارك مع جنوب لبنان.

 

يُذكر أن السيد في أحد خطاباته وصف علاقته مع مقاومة الاحتلال قائلاً “هذا الطريق سنكملهُ، لو قُتلنا جميعاً، لو استُشهدنا جميعاً، لو دُمرت بيوتنا على رؤوسنا، لن نتخلّى أبداً عن خيار المقاومة”.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى