مهندس الطوفان وعقله.. استشهاد “السنوار” على طريق تحرير فلسطين
نعت حركة “حماس” رئيس مكتبها السياسي القائد الشهيد يحيى السنوار، وقال القيادي في حركة “حماس”، خليل الحية، إن “القائد يحيى السنوار ارتقى شهيداً مقبلاً غير مدبر حتى آخر لحظة من حياته وكان ثابتاً على أرض غزة وملهماً في إذكاء روح الصمود”.
وأضاف “الحية”، أن “القائد الشهيد السنوار قهر السجان وواصل عطاءه وجهاده بعد تحرره من السجون إلى أن نال أشرف وسام ومقام شاهداً وشهيداً”.
وأكّد “الحية”، أن “استشهاد القائد السنوار وقادة ورموز الحركة لن يزيد حركتنا ومقاومتنا إلا قوةً وصلابةً وإصراراً على المضي في دربهم”.
وتحدّثت وسائل إعلام “إسرائيلية”، في وقتٍ سابق، أنه “تم تصفية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار خلال اشتباك في مدينة رفح، وتأكّد ذلك بعد فحص الحمض النووي”، بحسب الرواية “الإسرائيلية”.
وتابعت الوسائل، أن “السنوار كان يرتدي بدلته العسكرية ويقاتل قوات الجيش المتواجدة في رفح وتم قتله خلال اشتباكات بين قوة مشاة في حي السلطان برفح وليس عملية اغتيال”.
وزعم الكيان لأشهر طويلة، أن “السنوار مُختبئ في نفق تحت الأرض أو هرب لمصر تاركاً القطاع لمصيره مع الحرب”، لكن مجريات شهادته تكشف زيف الاحتلال، إذ استشهد خلال اشتباك على الخطوط الأمامية في حي تل السلطان في مدينة رفح بقطاع غزة وهو يرتدي جعبته العسكرية.
من هو الشهيد “السنوار”؟
اعتبرت قيادة الاحتلال “الإسرائيلي”، أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار هو المهندس الأول لعملية طوفان الأقصى، وأنه صاحب كل خطط الخداع الاستراتيجي التي مارستها وتمارسها الحركة مع الكيان.
وكان “السنوار” من القيادات الأولى لحركة “حماس”، إذ جرى اعتقاله أكثر من مرة أخرها منتصف ثمانينات القرن الماضي بتهمة تشكيل خلايا مخربة ضد الاحتلال، وحكم بالسجن لحوالي 430 عاماً، إضافةً إلى 30 عاماً قضى منها 24 عاماً في السجن.
واعتبر “السنوار” قائد الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وقام بتعلّم العبرية وشكّل حالة ضغط كبيرة على الكيان من داخل سجنه، كما أنه أدار ملفات عدة لحركة “حماس” من داخل سجنه.
وجمعت “السنوار” علاقة كبيرة مع مؤسس “حماس” الشيخ الراحل أحمد ياسين وكان مقرباً منه، وعُرف عنه أنه من جناح الصقور داخل الحركة.
وتحرر “السنوار” من أسره خلال صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011 التي حررت المقاومة خلالها حوالي 1500 أسير مقابل إطلاق سراح “جلعاد شاليط”.
وعاد “السنوار” إلى القطاع ليمارس دوره كقائد للمقاومة، إذ انتُخب في 2012 عضو مكتب سياسي في الحركة مشرفاً على كتائب “القسام”، وفي 2017 رئيساً للحركة ضمن غزة بدل إسماعيل هنية.
وحاول “السنوار” رأب الصدع مع الفصائل الفلسطينية، سيما “فتح”، وأسس غرفة الفصائل المشتركة، وعزز الحوار الفلسطيني، كما أيّد إعادة العلاقات مع مصر، بعد انقطاعها نتيجة مشكلات مع حكم الرئيس “السيسي”.
وكان “السنوار” إلى جانب قائد “القسام” محمد الضيف من أكثر المؤيدين لعودة العلاقات مع سوريا، وضرورة وجود علاقات ممتازة مع الدولة السورية حرصاً على فلسطين.
وفي السادس من آب الماضي أعلنت الحركة اختيار “السنوار” رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية، الذي استُشهد بعد استهدافه في طهران من قبل كيان الاحتلال “الإسرائيلي”.
يُذكر أن كيان الاحتلال تمكّن خلال الشهرين الأخيرين من اغتيال قادة كبار في المقاومة الفلسطينية واللبنانية، لكنه رغم ذلك فشل في تحقيق أي من أهدافه المُعلن عنها، سواء القضاء على المقاومة في البلدين وتهجير أهالي غزة نحو سيناء، أو إرجاع حزب الله إلى شمال الليطاني وإعادة المستوطنين نحو شمال وجنوب الأرض المحتلة.
تلفزيون الخبر