العناوين الرئيسيةفلسطين

تشرين الأول.. يوم تيقنّا أن التحرير ممكن

بدأت المقاومة الفلسطينية صبيحة السابع من تشرين الأول 2023 عملية “طوفان الأقصى” من خلال اجتياح بري لغلاف قطاع غزة، وإطلاق ما يقارب 5 آلاف صاروخ على المستوطنات وسط معلومات أشارت إلى تنفيذ عمليات أسر لجنود الاحتلال.

 

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية حينها أنه عند “الساعة السادسة صباحاً أطلقت المقاومة الفلسطينية 5 آلاف صاروخ طالت 35 نقطة في العمق وغلاف غزة”.

 

وتابعت الوسائل “في المرحلة الأولى من العملية تحرك 300 مجاهد لاقتحام مواقع العدو على الغلاف، ثم السيطرة على المستعمرات، وبلغ عدد المستعمرات التي تم السيطرة عليها سيطرة تامة 3 مستعمرات ومدينة سيديروت”.

 

وأكملت الوسائل “أطلقت المقاومة المرحلة الثانية من العملية والتي اشترك فيها 1100 مجاهد لتأمين القوات المنتشرة في المواقع والمستعمرات الصهيونية”.

 

وقامت المقاومة بحسب وسائل إعلام بشغل العدو بثلاثة هجومات تثبيتية (خداعية) من البحر باتجاه عسقلان و”زيكيم” كما استخدمت المسيرات المذخرة والطائرات البخارية المظلية للاستطلاع والدعم والإسناد الناري.

 

وفي ما يتعلق بخسائر الاحتلال في 7 تشرين الأول 2023: أسفرت العملية في حصيلة “إسرائيلية” عن أكثر من 1200 قتيل “إسرائيلي” وآلاف الجرحى و حوالي 200 أسير، كما تمت السيطرة على مركبات للاحتلال.

 

وجاءت العملية دعماً للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ونصرةً للمسجد الأقصى، ومحاولة لإعادة القضية الفلسطينية للضوء بعد موجات التطبيع العربي.

 

وشكلت العملية صدمة كبيرة لكيان الاحتلال، وهزت ثقة المستوطنين بفكرة الكيان بحد ذاته، وكشفت عن حجم الترهل الأمني لدى العدو، وقدرة المقا*ومة على الثبات والصمود.

 

وقام الاحتلال على مدار عام وبدعم ومساعدة أمريكية غربية غير مسبوقة بشن عدوان همجي على قطاع غزة بهدف تهجير سكانه نحو سيناء المصرية وتصفية القضية الفلسطينية.

 

واستخدم الكيان في عدوانه جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، ما أدى إلى تدمير 70% من القطاع بشكل كُلي، واست*شهاد 41,825 فلسطيني وجرح 96,910، وتهجير مئات الآلاف، وفقدان الآلاف تحت الأنقاض.

 

ورغم كل بطشه، لم يستطع الكيان حل ملف الأسرى أو القضاء على المقا*ومة الفلسطينية ما دفعه لتصدير أزماته للخارج من خلال العدوان على سوريا واليمن وإيران ولبنان والعراق في محاولة لإشعال فتيل حرب إقليمية وكسر مصادر الدعم لغزة.

 

وقام الكيان خلال الأسبوعين الأخيرين بشن عدوان على لبنان من أجل إجبار المق*اومة اللبنانية على إيقاف جبهة الإسناد والدعم للشعب الفلسطيني، والتي أطلقتها في 8 تشرين الأول 2023.

 

وقدمت المقا*ومة اللبنانية من خلال جبهة الإسناد خيرة قادتها وعلى رأسهم السيد حسن نص*ر الله، إضافة إلى أكثر من ألفي ش*هيد لبناني.

 

خسائر الاحتلال بسبب “الطوفان”

 

على الصعيد الاقتصادي

 

بحسب تقارير “إسرائيلية”، منذ بداية عملية “طوف*ان الأقصى” حتى نهاية الربع الأول من 2024 نزح ما يقارب نصف مليون مستوطن من جنوب وشمال فلسطين المحتلة بفعل عمليات المق*اومة، وهو ما كلف حكومة الاحتلال 2 مليار دولار حتى مطلع العام فقط.

 

وأفاد تقرير “بنك إسرائيل”، بحسب إعلام الاحتلال، بأن عجز موازنة الكيان العامة حتى آذار 2024 بلغ 6.6%، وارتفعت تكاليف ديون الكيان بمقدار 4%، أما تكاليف الحرب حتى آذار الماضي وصلت إلى ما يقارب 75 مليار دولار، بالإضافة إلى انخفاض القيمة الإجمالية للأسهم المسجلة على المؤشر الرئيسي لبورصة “تل أبيب” بنحو 19 مليار دولار.

 

وأدت هذه التداعيات، بحسب تقرير البنك، إلى ضخ البنك 30 مليار دولار لدعم “الشيكل”، كما قفز الإنفاق الحكومي على الحرب وتعويض الشركات والأسر بنسبة 88.1%، مع إمكانية أن تصل الخسائر الاقتصادية إلى ما نسبته 10% من الناتج المحلي الإجمالي للكيان وهو ما يعادل 52 مليار دولار.

 

وبين تشرين الأول 2023 وآذار 2024، عبرت 38 ألف رحلة دولية من مطار “بن غوريون” مقارنة ب 70 ألف رحلة في الفترة ذاتها بين 2022 و2023، وانخفضت حركة تنقل الأفراد من 10 مليون إلى 4.3 مليون للفترة ذاتها، مع انخفاض عدد السياح من 300 ألف إلى 50 ألف شهرياً.

 

وتراجعت الزراعة والصناعة، بحسب إعلام الاحتلال، بسبب نقص العمالة، وتراجعت حركة الملاحة الجوية والبحرية فبات ميناء “إيلات” شبه معطل رغم أن 40% من واردات الكيان تمر عبر هذا الممر الحيوي، كما تم إغلاق 60% من المؤسسات التي تعمل في قطاع التشييد والبناء، وتراجع حجم التجارة عبر قناة السويس بنسبة أكبر من 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

 

وفي مطلع شباط الماضي، خفضت وكالة التصنيف الائتماني “موديز” تصنيف الكيان إلى “A2” من “A1” بسبب المخاطر السياسية المتزايدة وضعف التمويل العام الناجم عن الحرب.

 

على الصعيد العسكري والسياسي

 

في حدث استثنائي في تاريخ الكيان، أعلن بتاريخ 10 حزيران الماضي 4 من كبار رجالات حكومة الحرب والجيش منهم وزير الدفاع “غانتس”، استقالتهم من أعمالهم احتجاجاً على تصرفات رئيس وزراء الكيان “نتنياهو” وتأكيداً لفشلهم في التعامل مع “طو*فان الأقصى”.

 

وأصيبت سمعة جيش الاحتلال في مقتل لاستمرار المقاومة الفلسطينية بدك مستوطنات الاحتلال على امتداد الخارطة الفلسطينية المحتلة بالصواريخ، رغم كل محاولات الكيان بتدمير المقاومة على مدار عام دون القدرة على تحقيق أي نصر حقيقي أمام الثبات الفلسطيني في غزة.

 

واختلف الرأي العام العالمي في نظرته للقضية الفلسطينية، حيث ظهرت حملات مناصرة جدية وغير مسبوقة في ما يسمى بالعالم الغربي، وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، حيث عجت الجامعات باعتصامات مطالبة بإيقاف الحرب على غزة، ووقعت صدامات مع الشرطة في كلا البلدين.

 

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في آيار الماضي بغالبية ساحقة قراراً يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين بشكل إيجابي، الأمر الذي يواجه “فيتو” أمريكي، كما اعترفت كل من سلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا وأرمينيا بدولة فلسطين.

 

وفيما يتعلق بقتلى جيش الاحتلال، قال زير الدفاع المستقيل “غانتس” في خطاب استقالته أن “ألف عائلة صهيونية خسرت أبناءها” ، وهذا يشير إلى أن الحد الأدنى لقتلاهم هو ألف قتيل. وبحسب تقارير جيش الاحتلال، هناك حتى نيسان 2024 أكثر من 650 قتيل بينهم جنود وقادة، وآلاف الجرحى الذين جلهم مصاب بإعاقات دائمة.

 

يذكر أن المقاومة في لبنان وغزة مستمرة بمنع الاحتلال عن تنفيذ أهداف حربه وهي حل المقاومة وتصفية القضية وإطلاق سراح الأسرى وإعادة المستوطنين إلى منازلهم في الشمال والجنوب، وذلك بدعم ومناصرة سوريا وإيران والعراق واليمن وسط خذلان عربي وعالمي غير مسبوق، وصمت تام للجهات الأممية.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى