العناوين الرئيسيةفلسطين

من وزع الشاي في مرجعيون يوزع البقلاوة اليوم في إدلب.. والمقاومة باقية

لعب كيان الاحتلال خلال السنوات الأخيرة على تعويم مفهوم حرية الرأي في التعامل مع “إسرائيل” معتمداً على بعض “المؤثرين” من إعلاميين وفنانين وأُدباء يقولون بضروة التطبيع مع الكيان واعتباره جار.

 

واستند هؤلاء على أن شعوب المنطقة ملت الحروب من جهة إضافة لتشويه صورة مقاومي الكيان، زاعمين أنهم متوافقين معه في الباطن ويقومون ببعض المسرحيات الصوتية لكسب ود جمهورهم.

 

وانتشرت هذه التيارات بعد احتلال العراق 2003 ثم ما جرى على لبنان من تخبطات عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري عام 2005 وما تبعه من اتهامات لسوريا وحزب الله.

 

وأصبحت “الخيانة وجهة نظر” لدى البعض حتى في عز الأزمات مبررين ذلك أن من يدافع عن الكرامة ويقاوم الاحتلال لم يستشرهم برغبتهم في هذا التصرف معتبرين أن المقاومين مجموعة من “المغامرين”.

 

وبرز مشهد في حرب 2006 يلخص الفرق بين تيارين فبينما يقاوم رجال حزب الله الاحتلال عند تخوم مارون الراس وعيتا الشعب ووادي الحجير استضاف بعض اللبنانيين قوى الاحتلال في إحدى ثكنات الجيش.

 

وفي 11 آب 2006 دخلت قوة معادية إلى ثكنة مرجعيون واتخذت من 400 عنصر لبناني من قوى الأمن الداخلي دروعاً بشرية، واستقبل قائد المجموعة القوة “الإسرائيلية” التي دخلت الثكنة وقدم لها الشاي وخرجت صور توضح حميمية المشهد.

 

ومر الزمن وتغيرت الأحوال لكن الثابت بين الطرفين ظل كما هو حيث ظهرت فئة من السوريين المحسوبين على تيارات تابعة للاحتلالين التركي والأمريكي، وهم فرحون باستهداف كيان الاحتلال لمراكز الجيش السوري متناسين أن من يضرب جيش وطني على أرض وطنية ومن عدو مجرم.

 

وبعد شن الاحتلال “الإسرائيلي” لعدوانه غير المسبوق على غزة ثم تبعها على لبنان عاد “ثوار الأزمة” في إدلب وشمال حلب لإظهار مواقفهم المساندة للكيان وتوزيع البقلاوة بعد استشهاد قادة المقاومة في حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله.

 

ورغم تكاثر الأسئلة (الأخلاقية قبل العقلية) حول كيفية قيام قائد ثكنة مرجعيون باستقبال جنود العدو ومشاركتهم الشاي في 2006 أو فرح “ثوار” إدلب وأرياف حلب بقصف بيروت واغتيال القادة في 2024.

جاءت الإجابة من وسط فلسطين المحتلة حيث نفذ مقاومان اثنان من “القسام” مساء الثلاثاء عملية بطولية في “تل أبيب” أدت لقتل ثمانية “إسرائيليين” وهما محمد مسك وأحمد الهيموني.

 

وكان والد محمد المسك هو الشهيد القسامي رائد المسك الذي نفذ عملية وقتل 20 مستوطناً وأصاب أكثر من 150 آخرين بالقدس عام 2003 إبان انتفاضة الأقصى.

 

والعبرة من هذه الحادثة هي أن المقاومة لدى معتنقي فكرتها تورث عبر الأجيال لا يهزها استشهاد قيادي أو مدني أو دمار عمراني بل وكما قال الشاعر السوري الكبير نزار قباني “محالٌ أن ينتهي الليمون”.

 

يذكر أن حزب الله شن منذ صباح الأربعاء ما يقارب 55 عملية استهدفت قوات الاحتلال وتحشيداته عند الحدود مع لبنان ما أوقع العشرات منهم بين قتيل وجريح بعد أقل من أسبوع على اغتيال الكيان لأمين عام الحزب السيد “نصر الله” في ضاحية بيروت الجنوبية.

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى