العناوين الرئيسيةمحليات

الرئيس بشار الأسد يرأس اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة

ترأس الرئيس بشار الأسد، الثلاثاء، اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية أمامه، وفق وكالة “سانا”.

 

وقال الرئيس الأسد “أتمنى أن تكون الحكومة الجديدة على قدر الآمال الكبيرة للمواطنين السوريين، والتعديل أو التغيير هو ليس هدفاً بحد ذاته وإنما هو أداة وهو فرصة جديدة للتجديد للتطوير وللنهوض بالوضع العام في الوطن”.

 

وأضاف الرئيس الاسد “ومن الطبيعي أن تكون هذه الآمال التي نلمسها في المجتمع بشكل عام مبنية على الأشخاص، هذه هي الحالة الطبيعية، ولكن أول تحد تواجهه أية حكومة جديدة هو أن تحول هذه الآمال المبنية على الأفراد إلى آمال مبنية على المؤسسات عبر السياسات”.

 

وتابع الرئيس الأسد “عبر الخطط المثمرة الناجمة عن حوار فعال داخل مؤسسة مجلس الوزراء، بين أعضاء الفريق الحكومي مع المؤسسات الحكومية أو مؤسسات الدولة بشكل عام، المؤسسات الأخرى مع المؤسسات الاهلية كالمنظمات الشعبية وغيرها ومع شرائح المجتمع كافة”.

 

وأكمل الرئيس الأسد “تبدؤون أعمالكم اليوم في ظروف صعبة جداً وأيضاً من الطبيعي أن يكون الهدف الأول لأية مؤسسة عامة هو أن تبدأ بتخفيف وطأة الظروف عن المواطن ولكن هل يمكن أن نقوم بهذا العمل من دون أن نخفف الوطأة عن الحكومة ذاتها”.

 

“من دون أن نسهل الطريق لأي فريق حكومي بمستوياته المختلفة وبمؤسساته المختلفة.. لا.. ما الذي أقصده وكيف.. أولاً وأول خطوة لتسهيل الطريق أمام أية حكومة هو ألا ترفع سقف التوقعات فوق الممكن.. ألا تقدم وعوداً غير قابلة للتنفيذ”.

 

وأردف الرئيس الأسد”هذه الآمال ترتفع وتكون النتائج المزيد من الإحباط.. ويقضي المسؤول ومعه المواطن سنوات خلال فترة وجود الفريق الحكومي أو المسؤول حسب كل قطاع يلهث خلف تحقيق هذه الوعود من دون القدرة على تحقيقها.. ما هي النتيجة”.

 

“النتيجة المزيد من النقد والنقد الحاد للمسؤول.. هذا النقد الذي نتهمه أو نصفه بأنه نقد غير موضوعي.. على اعتبار أن هناك ظروفاً فرضت عدم تنفيذ هذه الوعود.. لكن في الواقع ما هو غير موضوعي هو الوعود التي قدمت”.

 

وتابع الرئيس الأسد “بالنسبة للمواطن لا نستطيع أن نطلب منه أن يحدد ما هو الممكن وما هو غير ممكن.. المواطن لديه مرجعية.. المرجعية هي ما نعلنه في البيان الوزاري.. في التصريحات في السياسات المعلنة في أي صيغة من صيغ الإعلان.. مرجعية المواطن هي ما نقوله وما نعد به”.

 

وقال الرئيس الأسد “فإذاً أول طريق لنسهل عمل الحكومة في هذه الظروف الصعبة هي أن تكون هذه الحكومة حكومة الواقع لا حكومة الأحلام.. لا أحد يريد سراباً.. لا المواطن ولا أنتم ولا أي شخص.. هذا الشيء يعكس في البيان الوزاري.. بداية عبر بيان وزاري شفاف وواقعي ومبني بسياساته وبخططه على الحقائق أي بالمختصر هو بيان الممكن لا بيان المأمول”.

 

وأشار الرئيس الأسد إلى أنه “أحياناً نخلط بين الممكن والمأمول بالعمل الرسمي.. لدينا الكثير من الآمال.. كل واحد فينا لديه الكثير من الآمال والأحلام نستطيع أن نضع هذه الآمال في أي مكان ماعد السياسات والخطط.. هنا لا يوجد آمال.. يوجد حقائق ويوجد وقائع”.

 

وأكمل الرئيس الأسد “ألف باء الواقعية التي أتحدث عنها هي ان المنظومة الحالية وخاصة الإدارية والاقتصادية لا يمكن أن تستمر.. هذا العنوان الأساس”.

 

وأردف الرئيس الأسد “اليوم لو نظرنا إلى كل دول العالم بالمئات.. مئات من الدول أعتقد أن الدول التي تتبنى منظومات مشابهة لمنظوماتنا قد تكون أقل من أصابع اليد الواحدة.. وأنا لو سئلت لا أذكر أية دولة بهذا الاتجاه.. فهذا يعني بكل بساطة أننا نسير في اتجاه آخر”.

 

“لا يمكن أن يكون معظم أو الأغلبية الساحقة من دول العالم بالاتجاه الخاطئ ونحن فقط بالاتجاه الصحيح.. والنتائج تدل على ذلك.. وأنا لا أتحدث عن نتائج الحرب بشكل عام اتحدث عن سياق عمره عقود من النظام الإداري والاقتصادي”.

 

وتابع الرئيس الأسد “السبب في هذا التأخر ليس جديداً هو سبب قديم قبل الحرب وقبل ذلك بكثير.. لأنه كان لدينا بشكل عام في المجتمع السوري في الوطن قناعة عامة بأن المنظومة جيدة وأن أي خلل هو خلل في الأداء.. خلل في الإدارة.. خلل في الأشخاص لذلك كنا نبني آمالنا على تبديل الأشخاص وليس على تبديل المنظومة”.

 

وبين الرئيس الأسد أن “هذا الرفض القديم لهذا التغيير أدى لنتيجة واحدة أن الحكومات المتعاقبة ونحن كمسؤولين في الدولة اتبعنا سياسة الترقيع وليس سياسة التغيير.. لو أتينا بقطعة قماش مهترئة وقمنا بترقيعها من وقت لآخر فمع كل هذا الترقيع لا بد من أن تصل إلى مرحلة التآكل النهائي”.

 

“لذلك سياسة الترقيع لم تعد نافعة.. وكل يوم نتأخر فيه بالإصلاح وبالتغيير سوف ندفع ثمناً أكبر بكثير.. وسوف نصل لمرحلة التآكل الكلي التي يصبح معها الإصلاح غير ممكن.. لذلك الزمن ضروري ومهم بالنسبة لنا جميعاً”.

 

وأضاف الرئيس الأسد “علينا في هذا السياق أن نشرح السياسات بشكل واضح السياسات الكلية العامة.. أن نشرح السياسات القطاعية.. أن نشرح السياسات الوزارية.. نشرح عن الأسباب الموضوعية والدوافع والعقبات والتحديات التي تدفع باتجاه تلك السياسات أو التي أحياناً تفرض علينا تلك السياسات”.

 

” ليس بالضرورة أن تكون سياسات مبنية على قناعة.. أحياناً تبنى بحسب الظروف التي نمر بها.. نشرح عن النتائج المتوقعة على الحالة العامة للمواطنين على كل جوانب المعاناة سلباً أو إيجاباً.. نشرح عن إمكانية الحل لكثير من المشكلات.. الحل إن كان كاملاً أو كان جزئياً أو عدم إمكانية حل مشكلة ما”.

 

وأكمل الرئيس الأسد “أما العناوين الجدلية وهي كثيرة لأننا في مرحلة انتقالية.. فعلينا أن نشرح ماهي النتائج المتوقعة أو القيمة المضافة لهذه السياسات.. وبالمقابل ما هو الثمن الذي سندفعه إن لم نتبع تلك السياسات.. وعلى كل جهة في المجتمع وفي المؤسسات أن تتحمل مسؤولية قرارها في هذا الموضوع.. هذا بالنسبة للسياسات”.

 

وتوجه الرئيس الأسد للحكومة الجديدة قائلاً” شاءت الأقدار والظروف أن تبدؤوا عملكم اليوم في ظل الهجمة الشرسة للصهاينة على أشقائنا في لبنان.. جرائم بلا حدود من الصعب أن نصفها أو نتحدث عنها”.

 

“ولكن مع الساعات الأولى لعملكم يجب أن يكون العنوان الأساسي الآن في هذه الساعات وفي تلك الأيام قبل كل العناوين الأخرى كيف يمكن أن نقف مع أشقائنا في لبنان بكل المجالات وبكل القطاعات من دون استثناء ومن دون تردد”.

 

وكان أصدر الرئيس بشار الأسد، الاثنين، مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور “محمد غازي الجلالي”.

 

وشهدت الحكومة الجديدة استمرار عدد من الوزراء السابقين مع تبديل حقائبهم، إذ تسلّم محمد سامر الخليل وزارة الصناعة، ولؤي عماد المنجد وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وديالا بركات وزيراً للثقافة، بعد أن شغلوا في الحكومة السابقة وزارات الاقتصاد والتجارة الخارجية، الشؤون الاجتماعية والعمل، والدولة لشؤون المشاريع، على التوالي.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى