انسحابات وشغب وسوء تنظيم في كأس السوبر3 بكرة السلة .. فشل حتى في تنظيم بطولة ودية
تشهد بطولة بطولة كأس السوبر لكرة السلة في نسختها الثالثة، والتي افتتحت يوم الجمعة الماضي 20 أيلول، فشلاً إدارياً وتنظيمياً، تمثل في أعمال الشغب وانسحاب أكثر من فريق وتغيير في الجدول أكثر من مرة نتيجة الظروف، على الرغم من كونها بطولة ودية.
وكان من المفترض مشاركة ثمانية أندية من خمس دول عربية، إلا أن نادي اتحاد عمان الأردني اعتذر عن المشاركة عشية البطولة، وهو ما يعكس سوء تنسيق وتنظيم، ما استدعى دعوة نادي NSA اللبناني الذي وافق وحضر من لبنان في يوم البطولة، ليلعب مع نادي الوحدة الدمشقي ويمنحه أول الانتصار الوحيد في دور المجموعات.
وبحسب المعلن كان يجب أن تضم البطولة ثلاثة أندية من سوريا، هي الوحدة حامل لقب الدوري، وأهلي حلب حامل لقب الكأس، وفريق الجيش، بالإضافة إلى ناديي بيروت بطل العرب، ونادي الأنترانيك من لبنان، ونادي الزمالك المصري، والدفاع الجوي بطل الدوري العراقي، واتحاد عمان الأردني ( الذي انسحب).
أحداث مؤسفة في غياب التنظيم
وشهد اليوم الثالث للبطولة انسحاب نادي أهلي حلب بعد أحداث مؤسفة شهدتها صالة الفيحاء تمثلت بالاعتداء على جمهور ولاعبي نادي الأهلي من قبل جمهور نادي لوحدة على الهواء مباشرة وعلى مرأى جميع من كان يشاهد نقل عمليات التحمية على الهواء مباشرة قبل انطلاق مباراة بيروت اللبناني وأهلي حلب.
وسمع من كان يتابع شاشة “سما” الناقلة للمباريات، كيف قامت مجموعة من جمهور الوحدة بشتم نادي الأهلي ومدينة حلب قبل أن تقوم على مرأى الجميع بالانتقال لمحيط كوكبة صغيرة من جمهور نادي الأهلي ثم الاعتداء عليها، ورمي اللاعبين في أرض الصالة بقوارير المياه وكرسي كسروه من المدرجات، وكل ما وقعت أيديهم عليه.
وسبق الاعتداء على الجمهور حدث غريب، حيث تم إنزال علم النادي الأهلي من السارية الموجودة في سقف الصالة، ورميه على الأرض، في سابقة لم تشهدها صالاتنا، وفي غياب كامل للتنظيم وحفظ النظام.
انسحاب واستغراب وفنادق خمس نجوم
وعلى الفور، أعلنت إدارة نادي أهلي حلب الانسحاب من البطولة، حفاظاً على سلامة اللاعبين، والجمهور، وتم التواصل مع مكتب وزير الداخلية وقيادة شرطة دمشق، التي استجابت وأرسلت عناصر قامت بإخراج اللاعبين من الصالة وتأمين حياتهم.
وعلى الرغم من كل ما جرى، استغرب أحد “أساطير” كرة السلة السورية الذي كان في الاسديو التحليلي للمباراة على أرض الصالة، ومن المفترض أنه شاهد كل شيء، انسحاب نادي الأهلي، في الوقت الذي كان يتحدث فيه عن المصاريف التي تكلفتها الشركة المنظمة للبطولة.
وقال النجم “الأسطورة” أن الشركة لم تقبل إلا أن ينزل الضيوف في فنادق خمس نجوم، واستطرد “حتى نادي الأهلي منزلينو بالفندق”.
أين منظمي البطولة؟
حمّلت مجموعات نادي الأهلي على وسائل التواصل، ومشجعون للنادي، وصحفيون اللجنة المنظمة للبطولة المسؤولية ، واتهموها بالتواطئ مع جمهور نادي الوحدة ، حول ما جرى، طارحة أسئلة بسيطة.
السؤال الأول كان حول إنزال علم النادي الأهلي من ارتفاع أكثر من ٢٠ متراً، وفق الصفحات، ومن الذي قام بإنزاله، وكيف وصل إليه دون تواطئ من أحد؟.
السؤال الثاني كان حول غياب حفظ النظام الذي كان سيعمل على حماية الجمهور، واللاعبين،لو كان موجوداً، من عمل على غياب عناصر حفظ النظام يجب أن يسأل عن سلامة الجمهور الاخر واللاعبين، ويتحمل مسؤولية إصابة عين طفل صغير كان بين جمهور الأهلي الذي تعرض للاعتداء.
الجميع كان يعرف درجة الحساسية بين جمهوري الوحدة والاتحاد، ويعرف أن مباراة الاتحاد مع بيروت ستلي مباراة الوحدة وال NSA، وأن جمهور الوحدة سيكون متواجداً، فلماذا تم تغييب حفظ النظام؟
وأسئلة أخرى حول عدم وجود عناصر تنظيمية تنوب عن حفظ النظام، وحول محاولة إخفاء الحقيقة خلال النقل، علما أنه كان على الهواء مباشرة ، كل هذه الأسئلة برسم لجنة التحقيق التي شكلها المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام برئاسة الكابتن فراس معلا.
الاتحاد الرياضي يشكل لجنة تحقيق
شكل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام برئاسة فراس معلا لجنة تحقيق مهمتها دراسة كل حالات الشغب التي حدثت مساء الأحد في صالة الفيحاء واتخاذ الإجراءات الصارمة قبل بدء الموسم القادم.
وجاء تشكيل اللجنة خلال اجتماع حضره عدد من أعضاء اللجنة الأولمبية السورية ورئيس اللجنة التنفيذية بدمشق ورئيس اتحاد كرة السلة ورئيس نادي الوحدة، ووجه المكتب مجلس إدارة نادي الوحدة الرياضي بالإيعاز لجميع الروابط والتجمعات في النادي لحل نفسها تحت طائلة المسؤولية القانونية.
كما وجه المكتب التنفيذي مجلس إدارة الاتحاد العربي السوري لكرة السلة بتقديم الفيديوهات والصور والأسماءالمسؤولة عن حالات الشغب (محرض ومتدخل وفاعل) للجهات المختصة.
ووجه مجلس إدارة نادي الوحدة بتقديم أسماء الأشخاص المسؤولين عن حالات الشغب.
كما نبه اللجنة المنظمة وإدارة نادي الوحدة لاتخاذ كافة الإجراءات الضرورية واللازمة لضبط الحالة التنظيمية والجماهيرية في بقية مباريات الدورة، مغرماً اللجنة المنظمة بقيمة كافة الأضرار التي لحقت بصالة الفيحاء بعد حصرها.
البطولة “ناجحة” والعصافير تزقزق
لا ينكر أي متابع حق اللجنة المنظمة في تظهير البطولة، كبطولة ناجحة تنظيمياً وإعلامياً، لكن احترام عقل المتلقي هو شرط أساسي لإيصال أي رسالة، ولو كانت “وهمية”.
وخرج البرنامج الراعي للبطولة، على الجمهور ليقول “ نجاح تنظيمي وإعلامي للسوبر بشهادة الكابتن علي الشطي” ومن هو علي الشطي؟ عرفته المذيعة أنه مستشار وزير الإعلام الكويتي، ومعلق قناة الكويت الرياضية.
وكتب البرنامج “عودة الفرق العربية لدمشق تصدرت المشهد وصدى البطولة وصل للبلدان العربية”، وهو ما يجب التعليق عليه بأنك حين تنظم بطولة يجب أن تهيء لها كل مقومات النجاح ليكون تصدرك للمشهد بالإيجاب وليس السلب.
فما هي الرسالة التي سيحملها جمهور ولاعبو فريق بيروت، وهم يشاهدون جمهور لا علاقة له بالمبارة التي تجري على أرض الصالة، يقوم بالاعتداء على الفريق المنافس وجمهوره، ويهدد حياتهم،في غياب لأي عناصر تنظيمية، ما أدى لانسحاب الفريق الاخر، وعدم لعب المباراة، وفوزهم قانونيا في مباراة هي أصلا مباراة ودية!.
هل كانت اللجنة المنظمة للبطولة تعمل وفق سياسة “على الله وتوكلنا” وتبني على “مجاملات لاعبين خلال لقاءات على السوشال ميديا” وهم يتغنون بجمهور لم يحضر سوى في اليوم الأول، ومن حضر منهم في لاحقاً شوه الصالة والمباراة، لتقول أن بطولتها ناجحة؟ .
ينتظر الشارع الرياضي بشكل عام وجمهور النادي الأهلي بشكل خاص، إنصافهم، ومحاسبة المعتدين، واللجنة المنظمة على فشلها في حماية اللاعبين والجمهور، وفي تنظيم البطولة، فلكي نتطور يجب أن نعترف أولاً بالواقع السيء الذي تعيشه السلة السورية.
تلفزيون الخبر
مواضيع متعلقه
الاتحاد الرياضي “يوجه وينبه ويغرم” بعد الشغب الذي أحدثه جمهور نادي الوحدة في الفيحاء