العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

42عاماً على اغتيال “بشير الجميل” الرئيس الذي جاء على ظهر دبابة “إسرائيلية” .. فهل من عبرة اليوم؟

وقف الرئيس اللبناني المدعوم من كيان الاحتلال “بشير الجميل” بين مؤيديه في “بيت الكتائب” بالأشرفية غرب بيروت ليلقي خطابه الأخير، مساء 14 أيلول 1982، لكنه لم يستمر سوى ل10 دقائق، قطعها انفجار قنبلة أودت بحياته وحياة عدد من أعضاء ومناصري الحزب اليميني (الكتائب اللبنانية) زرعها بطل الحزب السوري القومي حبيب الشرتوني.

 

كيف بدأت القصة؟

انضم “الجميل” إلى حزب “الكتائب اللبنانية” عام 1958 وكان يبلغ من العمر حينها 12 عاماً، وتدرج في الرتب الحزبية حتى تولى مهمة قيادة الجناح العسكري للحزب 1975 مع مطلع الحرب الأهلية اللبنانية.

 

دخل “الجميل” في صراعات دموية مع المقاومة الفلسطينية واليسار اللبناني والجيش العربي السوري، حيث ارتكب سلسلة من المجازر مثل “مجزرة الكرنتينا” و”مجزرة تل الزعتر” و”مجزرة الدامور” و”حرب الفنادق” و”مجزرة أهدن” وحربي “المئة يوم” و”زحلة” ضد الجيش السوري و”معارك الصفرا” ضد حليفه (قوات النمور) اليمينية نتيجة خلاف على اقتسام الدعم الصهيوني.

 

وتحالف “الجميل” مع كيان الاحتلال خلال اجتياح لبنان 1982، حيث اجتمع وزير حرب العدو “شارون” مع “الجميل” قبل الغزو بأشهر لتنسيق العملية مع وعده بتنصيبه رئيساً للجمهورية.

 

وهو ما حصل في 23 أب 1982، عندما استطاع “الجميل” تأمين نصاب حصوله على مقعد الرئاسة بعد محاصرة الدبابات الصهيونية لمقر مجلس النواب ليتبع ذلك عدة لقاءات مع قيادات صهيونية، حيث التقى “شارون” 12 مرة داخل الأرض المحتلة وخارجها.

 

الاغتيال و”لكل خائن حبيب”

انتسب البطل اللبناني حبيب الشرتوني إلى الحزب “السوري القومي الاجتماعي” أواخر 1977، وخضع لدورات عسكرية مكثفة في بداية عمله الحزبي ثم في منتصف عام 1982 بدأ العمل مع قيادات الحزب ومنهم نبيل العلم على عملية اغتيال “الجميل”.

 

وقام البطل الشرتوني في 13 أيلول 1982 بوضع كمية من المتفجرات تصل لحوالي 50 كغ في منزل أحد أقاربه بالأشرفية في الطابق الذي يعلو “بيت الكتائب”، وفي الغرفة التي تقع فوق غرفة “الجميل” مباشرةً، وفي اليوم التالي طلب من أقاربه مغادرة المنزل.

وفي تمام الساعة 4:10 دقائق من مساء 14 أيلول نفذ البطل “حبيب” مهمته بنجاح وفجر مقر “الكتائب” أثناء قيام “الجميل” بإلقاء خطاب مع أنصاره وقيادات الحزب ما أدى لمقتله على الفور رفقة عدد من الكتائبيين.

 

واعتقلت “القوات اللبنانية” البطل “الشرتوني” بعد يومين من الحادثة وأقر البطل بإنجازه على الفور قائلاُ “أنا حبيب الشرتوني أُقر، وأنا بكامل أهليتي القانونية بأني نفذت حكم الشعب بحق الخائن بشير الجميل، وأنا لست نادماً على ذلك بل على العكس إذا أتى مرةً أُخرى فسوف أقتله، وستصح مقولة لكل خائن حبيب وأُبشركم أن هناك ألف ألف حبيب لكل خائن عميل في بلادي”.

 

وبعد تسليمه للسلطات اللبنانية قضى البطل “الشرتوني” 8 سنوات في سجن “رومية” قبيل فراره منه 1990 أثناء الاشتباكات بين الجيش السوري والقوات التابعة للعماد ميشيل عون آنذاك.

 

الرد على الاغتيال

لجأ أنصار “الجميل” بالتعاون مع قوات الاحتلال الى الرد على الاغتيال بتنفيذ مجزرة في مخيمي “صبرا وشاتيلا” استشهد فيها نحو 3000 من المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين.

 

بعد 35 عاماً محاكمة لا قيمة لها !

حاول مناصرو “القوات اللبنانية” و”الكتائب” على مدار السنوات بعد اغتيال الخائن (الجميل) استصدار حكم إعدام بحق البطل (الشرتوني).

 

وأصدر المجلس العدلي اللبناني في 20 تشرين الأول 2017 حكماً غيابياً بإعدام حبيب الشرتوني ونبيل العلم بتهمة اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق بشير الجميل وتجريدهما من حقوقهما المدنية.

 

ونشر الحزب “القومي السوري الاجتماعي” بياناً اعتبر فيه الحكم القضائي” حكماً جائراً تشوبه مغالطات قانونية وهو حكم يحرم المواطنين من حقهم في مقاومة الاحتلال، ويشكل طعناً في الصميم لآلاف الشهداء والضحايا والمقاومين الذين قضوا في مواجهة هذا الاحتلال وهو حكم منفصل عن سياقه التاريخي”.

 

هناك من يحاول تكرار الخطأ!

 

اليوم ومع ازدياد حدة الصراع مع كيان الاحتلال، يحاول بعض العملاء في لبنان وسوريا تكرار تجربة الخائن “بشير الجميل”، من خلال التٱمر على المقا*ومة وداعمها الرئيسي سوريا لصالح “إسرائيل”.

 

ويقوم هؤلاء العملاء سواء كانوا أحزاب متطرفة كما في لبنان (القوات والكتائب) أو ميليشيات إرهابية كما في سوريا بالتنسيق مع الكيان والولايات المتحدة لكسر حزب الله والدولة السورية مؤملين أنفسهم بتسلم السلطة في حال زوال أكبر خطرين على الكيان في منطقتنا.

 

وتجهد ميليشيا “القوات اللبنانية” نفسها بزعامة سمير جعجع على توجيه الاتهامات والإفتراءات ضد بيئة المقا*ومة في لبنان كما تختلق الأكاذيب حول الدولة السورية

 

يماثلها في العمالة ميليشيات إرهابية في الجزيرة السورية وجنوب سوريا تتٱمر مع الاحتلالين الأمريكي و”الإسرائيلي” عبر ضرب نقاط للجيش العربي السوري وسرقة خيرات البلاد وتقديم المعلومات خدمةً للعدو.

 

يذكر أن العملاء في لبنان وسوريا تناسوا مصير “الجميل” و”جيش لحد” وغيرهم من الخونة الذين حاولوا تسلم الحكم في بلدانهم على ظهر دبابة الاحتلال مقدمين أعلى درجات الخيانة ولم ينالوا في النهاية سوى التخلي والذل “الإسرائيلي”.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى