“رجع أيلول” بوقع مختلف على السوريين
تقول فيروز في مطلع إحدى أشهر أغانيها “رجع أيلول”، قاصدة في الجزء الثاني حبيبها البعيد الذي لم يعد منذ فترة طويلة، ولطالما شكل شهر أيلول ملاذا للعشاق والرومانسية وخاصة من محبي الشتاء.
لكن وقع هذا الشهر مختلف جذرياً على السوريين، ولا يتعلق من قريب أو بعيد بجماله في أغنية فيروز، وهو العائد على أسرهم بهموم كبيرة تتصدرها المونة و بدء العام الدراسي، في ظل أوضاع اقتصادية مستمرة بالتعقيد.
وحمل أيلول في جعبته لهذا العام أرقاماً قياسية وصلتها كلفة إعداد المونة، وفي مقدمتها المكدوس، التي تجاوزت كلفة إعداد١٠٠ كيلو منه المليون ونصف المليون ليرة سورية، أي ما يعادل راتب أربعة أشهر لموظف الدرجة الأولى.
وتحول المكدوس، المونة الاستراتيجية لعدد كبير من السوريين، إلى هم كبير على كاهل المواطنين جراء ارتفاع أسعار مكوناته، ليكون تحضير كميات كبيرة المكدوس ضرباً من الحيرة والجنون، ما دفع الكثير منهم للتخلي عن تحضيره لهذا العام.
ولجأ الكثير من المواطنين لاستبدال بعض المكونات بأخرى أقل ثمناً، فيضع فستق العبيد عوضاً الجوز، وزيت القطن سيء الطعم عوض زيت الزيتون.
وعملت عائلات أخرى على تحضيرها عند أقاربها في الأرياف كون الأسعار تكون أرخص من المدينة، والاكتفاء بحشو الباذنجان بالفليفلة والاستغناء عن المكسرات، واستخدام عبوات قديمة مستعملة بقصد التوفير، بحسب أمجد (موظف).
وتأتي معاناة المواطن مضاعفة هذا الشهر، مع تزامن تحضير المونة مع بدء العام الدراسي، وارتفاع أسعار اللوازم المدرسية بشكل كبير، لتصل تكلفة تجهيز طالب واحد نحو نصف مليون ليرة.
وترواح سعر البنطال بين 50- 100 ألف، والقميص 35-50 ألف وأيضاً بحسب نوع القماش المستخدم، فهناك القماش الذي يكفي الطالب كل العام الدراسي، وهناك ” الستوك” الذي يهترئ بعد شهرين.
وإن كان أيلول بالنسبة لفيروز هو شهر للحب والشوق للغائب، فإنه بالنسبة للسوريين مختلف، إذ لم يعد “ذنبه مبلول” بالأمطار فقط، بل بدأ بأعباء مالية تفوق قدرتهم وتثقل كاهلهم أكثر من بقية الشهور.
عمار ابراهيم- تلفزيون الخبر