سوق سوداء لمياه زمزم في سوريا وبورصتها تصل إلى 325 ألف ليرة
لم تسلم المياه من تقلبات بورصة الأسعار في سوريا، سواء عبوات المياه المعدنية، أو مياه الآبار التي يعتمد عليها السوريون في المناطق التي لا تصلها مياه الاستخدام اليومي لأسباب لا جدوى من نقاشها حالياً، إلا أن هذه “البورصة” طالت حتى مياه “زمزم”.
ونُشر على أحد مجموعات “فيسبوك” المختصة بالبيع والشراء غالون مياه زمزم سعة 5 ليتر بمقابل 260 ألف ليرة سورية “فقط” وبعد الخصم عن سعرها الأساسي المحدد بـ325 ألف ليرة.
وبعد إجراء بحث بسيط عن سعر مياه زمزم في مواقع التجارة العالمية، وبالسعة ذاتها فيتراوح ما بين 44 إلى 76 ألف ليرة، متضمناً أجور التوصيل، وبالتالي فإن السعر المقابل للمادة في سوريا يتخطى الستة أضعاف على الأقل.
وظهر البيع على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا منذ عدة سنوات لاسيما مع بدء الأزمة الاقتصادية ومحاولات البحث عن سبل جديدة لتحقيق موارد مالية.
واقتصرت هذه الظاهرة على عمل مسوقين ضمن صفحات أو مجموعات فيسبوكية، يطرحون بضائعهم مقابل أسعار “معومة” إن صح التعبير، بحيث لا رقيب ولا ضابط عليها، خاصة مقابل البضائع المهربة أو المدخلة إلى البلاد بغير الطرق الرسمية.
وتصل عادة مياه زمزم إلى سوريا إما عن طريق المعتمرين، أو مع عودة الحجاج بعد انتهاء موسم الحج إلى مكة المكرمة.
ويتم الطلب على مياه زمزم غالباً لأغراض شفائية، لما يؤمن به العديد من المسلمين بكونها مياهاً مباركةً، ولها منافع وفوائد عديدة، على المستويين الجسدي والروحاني.
وأثار السعر المطروح لمياه زمزم تساؤلات عديدة، باعتبار استحالة إمكانية فصلها عن الحكاية المرتبطة بها، بكونها إغاثة سماوية لنبي الله اسماعيل وأمه هاجر بعدما نفذ منهما الماء في وادي القفر، بينما تحولت، ليس فقط في سوريا، إلى سلعة تجارية تدر أموالاً طائلة سنوياً على من احتكرها في عبوات بلاستيكية.
الجدير بالذكر أن ماء زمزم ينبع من بئر يعد الأقدم في العالم من حيث استمراريته، ويرجع تاريخه إلى خمسة آلاف عام، يقع في الحرم الموجود بمكة المكرمة، وعلى بعد 21 متراً من الكعبة، ويبلغ عمقه 30 متراً تقريباً.
وتقول الروايات الإسلامية، أن بئر زمزم ظهر على يد المَلَك جبريل بضربة من جناحه، ليشرب منه النبي اسماعيل حين كان رضيعاً وأمه هاجر، بعدما تركهما ابراهيم عليه السلام بأمر الهي في وادٍ قاحل بمكة ونفذ منهما الماء.
لين السعدي – تلفزيون الخبر