العناوين الرئيسيةثقافة وفن

نجيب محفوظ.. مسيرة حافلة بين الكتابة والترجمة ومحاولة الاغتيال

يصادف الثلاثين من شهر آب ذكرى وفاة الأديب والروائي المصري نجيب محفوظ صاحب المسيرة الممتدة لـ70 عاماً، بداية من نشر ترجمته الأدبية الأولى لكتاب “مصر القديمة” عام 1932، وصولاً إلى نشر “أحلام فترة النقاهة” عام 2004 قبل وفاته بعامين.

 

نشأته والأسرة

ولد نجيب محفوظ في 11 كانون الأول 1911 في بيت القاضي بحي الجمالية بالعاصمة المصرية القاهرة، في أسرة متوسطة، وكانت ولادته متعثرة بسبب كبر أمه في السن، ويبلغ فرق العمر بينه وبين أقرب إخوته 10 سنوات.

 

حياته والبدايات

التحق “محفوظ” بالكُتّاب، وتعلم القراءة والكتابة، وعندما كان عمره 7 سنوات اندلعت الثورة عام 1919، التي تأثر بها وذكرها في أول أجزاء ثلاثيته “بين القصرين”.

 

ودرس “محفوظ” في التعليم العام، والتحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة بعد ذلك) عام 1930، وحصل على ليسانس (بكالوريوس) الفلسفة.

 

واشتغل “محفوظ” في بداية حياته العملية موظفاً بوزارة الأوقاف (1938-1945)، ثم مديراً لمؤسسة “القرض الحسن” حتى عام 1954، واختارها رغم بعدها عن سكنه لوقوعها في منطقة الأزهر، لكنه يقول إنها ألهمته بشخصياتها المتنوعة في القاهرة العريقة.

 

الأدب و”نجيب محفوظ”

 

بدأ اهتمام “محفوظ” بالكتابة في سن صغيرة، حيث كتب سيرته الذاتية منذ صغره تحت عنوان “الأعوام” متأثراً بكتاب “الأيام” لطه حسين، وذكرت مواقع صحفية أنه كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم قبل أن يجد نفسه في الأدب.

 

ونشر “محفوظ” خلال سنوات الجامعة مقالات فكرية وفلسفية عدة في مجلة “الرسالة” و”المجلة الجديدة” التي كان “سلامة موسى” رئيس تحريرها، والذي نشر له عام 1932 ترجمته الأولى لكتاب جيمس بيكي “مصر القديمة”.

 

ثم نشر “محفوظ” روايتي “رادوبيس” عام 1943 و”كفاح طيبة” في العام الذي بعده، لينتقل بعدها من الرواية التاريخية إلى الواقعية الاجتماعية التي اشتهر بها كثيراً حيث وصف المجتمع من خلال بناء قصصي جميل يعتمد على شخصيات وأماكن واقعية، وتركزت أغلب رواياته على حي الجمالية ومنطقتي الحسين والأزهر.

 

ونشر خلال هذه الفترة 8 روايات، استطاع خلالها أن يكون نجم تلك المرحلة بدءاً من رواية “القاهرة الجديدة” (1945) ووصولاً إلى نشر الجزء الأخير من ثلاثية القاهرة “السكرية” (1957).

 

وقرر “محفوظ” بعد توقف لثلاث سنوات من الكتابة الواقعية، أن يدخل عالم السينما كاتباً للسيناريو، وشارك في الكتابة مع المخرج “صلاح أبو سيف”.

 

وكتب بعدها آخر رواية اجتماعية واقعية وهي “أولاد حارتنا” التي نشرها بين عامي 1959 و1960، متجهاً إلى الكتابة الرمزية بأسلوبه الخاص.

 

وبعدها نشر أعمالا رمزية عدة ما بين رواية ومجموعة قصصية، منها “اللص والكلاب” (1961)، و”دنيا الله” (1962)، و”الطريق” (1964)، و”الشحاذ” (1965)، ليصل إلى ذروة الكتابة الرمزية في رواية “الحرافيش”.

 

وبدأت عيون النقاد تتجه إلى “محفوظ” بعد نشر روايته السادسة “زقاق المدق” عام 1947، حيث أشاد به عميد الأدب العربي “طه حسين”، والنقد الإيجابي الذي كتبه عنه المفكر الإسلامي “سيد قطب”.

 

وتميزت حياة محفوظ الأدبية بابتكاره أساليب جديدة تجمع بين الواقعية والرمزية والكتابة البوليسية، فضلاً عن الكتابة الرومانسية، ونقلت الكثير من رواياته إلى التلفزيون والسينما.

 

ونشر “نجيب محفوظ” في حياته 35 رواية و19 مجموعة قصصية وكتاباً مترجماً، إضافةً إلى العديد من سيناريوهات الأفلام التي شارك فيها وعشرات المقالات التي كتبها في شبابه، ومن أشهر أعماله الروائية: “عبث الأقدار” “رادوبيس”، “كفاح طيبة”، “خان الخليلي”، “زقاق المدق”، “السراب”، “قصر الشوق”، وغيرها الكثير.

 

وأول مجموعاته القصصية، كانت “همس الجنون” في أربعينيات القرن الـ20، وهي مجموعة القصص التي كتبها أثناء فترة الدراسة الجامعية، ونشر أيضاً منها: “دنيا الله”، “خمارة القط الأسود”، “حكاية بلا بداية بلا نهاية”، “الحب فوق هضبة الهرم”، و”الشيطان يعظ”.

 

تعرضه للاغتيال

 

في 1994 طعنه أحد المسلحين في رقبته أمام منزله، وقالت تقارير إعلامية إنه “أقدم على ذلك بعدما اعتبر أن الأديب المصري قد سخر من الذات الإلهية والأنبياء في رواية أولاد حارتنا”.

 

وأثرت هذه المحاولة على أعصاب يده اليمنى، فلم يستطع الكتابة بعد هذا التاريخ، وكانت جميع أعماله المنشورة بعد ذلك من مسودات سابقة.

 

الجوائز والأوسمة

 

وحصل نجيب محفوظ على العديد من الجوائز والأوسمة، أهمها:

جائزة نوبل في الأدب عام 1988 عن مجمل أعماله، وقد أشادت اللجنة بـ”ثلاثية القاهرة”، و”الحرافيش”، و”زقاق المدق”، جائزة الدولة في الأدب عام 1957، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962، وقلادة النيل العظمى عام 1988.

 

الوفاة

توفي نجيب محفوظ يوم 30 آب 2006 في حي العجوزة بالجيزة عن عمر ناهز 95 عاماً، تاركاَ خلفه إرث أدبي وفلسفي وإنساني كبير تتذكره الأجيال حتى هذه اللحظة.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى