العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

10 سنوات على مجزرة مطار الطبقة.. همجية “داعش” وصمود الجيش

شهد مطار الطبقة العسكري واحدة من أعنف المعارك في الحرب السورية في آب عام 2014 إثر سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي عليه بعد عدة محاولات اقتحام وحصار على مداخله، قوبلت بصمود أسطوري من عناصر الجيش العربي السوري في الدفاع عن المطار الذي كان يعد آخر معاقله في محافظة الرقة آنذاك.

 

بداية الوجع

 

مع انطلاق الحرب على سوريا في 2011 شهدت محافظة الرقة بعض المشاكل الأمنية التي كانت ضمن إطار التظاهر والتجييش ضد الدولة، واستمر ذلك بالتدحرج إلى أن قامت ميليشيا ما يسمى ب”الجيش الحر” في شباط 2013 بالسيطرة على المدينة ومهاجمة حواجز الجيش.

 

وفي حزيران 2013 أعلنت ميليشيا “جبهة النصرة” الإرهابية سيطرتها العلنية على الرقة، حيث تحولت المدينة لساحة اقتتال بين عناصر التنظيم نتيجة الخلافات حول السرقات والتهريب، ووصل الأمر بهم لتقطيع سكة الحديد التي تربط الطبقة بحلب والحسكة وبيعها للتجار بكل ما فيها من حديد وأخشاب وذلك بالتوازي مع الاعتداءات على المدنيين.

 

في كانون الثاني 2014 وبعد سلسلة من المعارك مع “جبهة النصرة” تمكن تنظيم “داعش” الإرهابي من السيطرة على المدينة ودمج كل الميليشيات بها تحت لوائه ليتفرغ لمقاتلة الجيش العربي السوري.

 

قصة صمود

 

خاض جنود وضباط الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية والشرطة معارك عنيفة ضد تنظيم “داعش” بعد احتلاله لمدينة الرقة، ليتمركز عناصر الجيش في 3 مراكز أساسية وهي الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة العسكري.

 

وقام إهابيو “داعش” بمحاصرة المواقع العسكرية المذكورة والتي تحولت إلى ما يشبه الجزر المعزولة، خاض فيها أبطال الجيش العربي السوري معارك شرسة محاولين رد خطر التنظيم.

 

المعركة ثم المجزرة

 

في 19 ٱب 2014 اندلع قتال عنيف في محيط مطار الطبقة بين “داعش” وقوات المطار، وذلك بعد احتلال التنظيم لمجموعة قرى على أطراف المطار وفرض حصار عليه.

 

وعلى مدار أيام شن إرهابيو التنظيم أكثر من هجوم انتحاري ضد حامية مطار الطبقة محاولين إسقاط المطار واقتحامه، وفي 24 أب تمكن التنظيم من اختراق أسوار المطار واستولوا على أجزاء كبيرة منه وذلك أثناء قيام عناصر المطار بالإنسحاب نحو منطقة إثريا.

 

وعقب سيطرته على المطار نفّذ تنظيم “داعش” الإرهابي بين 27 و28 أب 2014 مجزرة بحق عناصر الجيش المتواجدين ضمنه والذين قرروا البقاء للتغطية على انسحاب رفاقهم، حيث أعدام التنظيم بين 200 و250 عسكري عدا عن المئات من المدنيين.

 

واستمر تنظيم “داعش” الإرهابي بالسيطرة على مطار الطبقة حتى 2017، حينما استولت عليه ميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأمريكي.

 

وفي تشرين الأول 2019 وبالتوازي مع تهديدات الاحتلال التركي باجتياح مراكز “قسد” بالرقة سلمت الميليشيا مطار الطبقة العسكري لقوات الجيش ليدخله الجيش في 14 تشرين الأول للمرة الأولى منذ 5 سنوات.

 

ونقلت مصادر محلية لتلفزيون الخبر ٱنذاك أن وحدات من الجيش انتشرت في المنطقة الجنوبية لمحافظة الرقة وبسطت سيطرتها على مدينة الطبقة بشكل كامل، إضافة لبلدات عديدة في ريف المدينة الجنوبي والجنوبي الشرقي مع توارد أنباء عن أن الخطوة القادمة ستكون باتجاه مدينة الرقة.

 

وأفادت المصادر أن الجيش العربي السوري تابع مسيره شمالاً ليفرض السيطرة على اللواء 93 قرب مدينة عين عيسى التي تعتبر المقر الرئيسي لما يعرف بـ”الإدارة الذاتية” التابعة لميليشيا “قسد”.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى