أخصائي يقدم نصائح لتجنب ضغوط العودة إلى المدرسة
تثير فترة العودة إلى المدرسة مخاوف الآباء والأطفال على حد سواء، فمع بدء العام الدراسي الجديد، تنتشر مشاعر القلق والتوتّر، بدءاً من التساؤلات حول الأصدقاء والمعلمين الجدد، وحتى التكيف مع الروتين اليومي الجديد.
وقال الأستاذ في قسم الإرشاد النفسي بجامعة تشرين، الدكتور “فؤاد صبيرة” لتلفزيون الخبر إن: “مرحلة المدرسة تعد من أهم مراحل النمو الإنساني، إذ تتشكل فيها وتتبلور المعالم الأساسية من شخصية الفرد المستقبلية كما ينمو تفكيره ويتطور، ويتعرض الفرد للعديد من المواقف والخبرات الجديدة، منها ما هو سار ومنها ما هو مؤلم”.
وتابع “صبيرة”: “عادة ما يشعر الأهالي والطلاب بالضغط والتوتر العصبي قبل بدء العام الدراسي الجديد، حيث يكون هناك صعوبة تقبل الأهل لانتقال طفلهم (المنتقل من الروضة للمدرسة) إلى مرحلة حياتية جديدة وهي مرحلة المدرسة، كما تتميز هذه المرحلة برفض الطفل للذهاب إلى المدرسة، ما يثير الخوف والتوتر لدى الأهالي والطلاب”.
وتساعد بعض المهام اليومية الصباحية كالاستيقاظ باكراً، وتجهيز واختيار ملابس الطفل، وتحضير علبة الطعام على تخفيف هذه المشاعر السلبية، والقيام بأنشطة إيجابية تجلب السعادة والبهجة بهدف التقليل من مشاعر التوتر، وفقاً “لصبيرة”.
وأضاف “صبيرة”: “كما أن القلق والتوتر لدى أغلب الآباء ناجم عن توقعاتهم السلبية المرتبطة بما سيشعر به أطفالهم الصغار، ويفشلون عادة في الأسابيع الأولى من التغلب على تلك المشاعر السلبية”.
وأكمل “صبيرة” لتلفزيون الخبر: “كما أن باقي التلاميذ والطلاب ليسوا بعيدين عن تلك المشاعر السلبية التي قد ترتقي لتصبح صدمة نفسية، إذ أنه لمجرد تفكيرهم بالانصياع للضوابط وللقواعد والأنظمة المدرسية كالحضور والمشاركة وكتابة الوظائف البيتية، تتولد لديهم مشاعر سلبية مترافقة بالقلق والخوف والتوتر”.
ونصح “صبيرة” الأهل للتخفيف من المشاعر السلبية لأطفالهم بالتحدث مع أطفالهم دائماً عن الأحداث والخبرات التي جرت معهم في المدرسة، والاستماع إلى مخاوفهم، وإخبارهم بأن كل يوم في المدرسة يمكن أن يكون أجمل من الآخر”.
وأشار “صبيرة” إلى دور المعلمين والمعلمات عبر استقبال التلاميذ والطلاب بحرارة منذ اليوم الأول ببعض الجمل والعبارات الوجدانية اللطيفة، وتشجيعهم على التعليم والتعلم من خلال استراتيجيات التعلم الحديثة”.
وبين “صبيرة”، أنه: “من الجيد عند التحضير للدخول المدرسي أن تتحدث بإيجابية مع الأبناء عن المدرسة، و إشراكهم في شراء المستلزمات المدرسة، وقيامهم بأنشطة تسبق دخوله للمدرسة، كزيارة المدرسة قبل بداية العام الدراسي أو اللقاء بالمعلمين، كي يتعود على البيئة المدرسية الجديدة، وينخفض بالتالي التوتر والقلق النفسي”.
وأشار “صبيرة” إلى أنه: “في حال كانت الضغوطات أو المخاوف شديدة أو كان مستوى التكيف والتأقلم ضعيف ومترافق مع تغيرات في السلوك واضطرابات نوم وفقدان شهية، وبعض الأعراض النفسية الجسدية، فعندها من الضروري استشارة المتخصص النفسي بهدف وضع برنامج سلوكي يناسب طبيعة شخصية التلميذ أو الطالب وعلاقته مع أسرته أو مع المجتمع”.
وختم اختصاصي علم النفس التربوي والصحي حديثه حول بعض العوامل التي تخفف الضغط النفسي مثل: “التخطيط الأولي الجيد، ممارسة الأنشطة البدنية الخفيفة، واتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب العادات الصحية السلبية، والتواصل مع الآخرين، وسماع الموسيقى وممارسة تمارين الاسترخاء”.
يذكر أن وزارة التربية السورية حددت موعد بدء العام الدراسي القادم يوم الأحد 8 أيلول 2024 في جميع المدارس الرسمية والخاصة، على أن يداوم الإداريون والمعلمون والمدرسون بدءاً من صباح يوم الأحد 1 أيلول 2024.
بشار الصارم- تلفزيون الخبر