هل يتحول “جدري القردة” لجائحة عالمية وماذا يختلف عن كورونا؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء “جدري القردة” حالة طوارئ صحية عامة عالمياً، وهو أعلى مستوى تأهب بالمنظمة، وذلك عقب امتداد تفشي المرض من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة، ليعيد إلى الاذهان جائحة كوفيد 19 التي ضربت العالم على مدار عامين.
ويصعب تحديد المرحلة التي يصبح فيها مرض “جدري القردة” فتاكاً، قبل تفشي جدري القردة في 2022، وكانت تذكر نسبة غير دقيقة من الوفيات تتراوح بين 1 و10%، بسبب التباين في وجود سلالتين رئيسيتين لفيروس جدري القردة: السلالة 1 والسلالة 2 الأقل خطورة بكثير، وهي التي تسببت بتفشي الوباء عام 2022″، وفقاً للجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة.
ويختلف فيروس “كورونا” عن فيروس “جدري القردة”، فالأول يصنف ضمن الفيروسات التاجية والثاني من فئة الفيروسات المغلفة، وهذا يجعل “كوفيد 19” أكثر قدرة على الانتشار وإنشاء المتحورات.
ويعتبر فيروس “كورونا” فيروساً تنفسياً، حيث ينتشر عندما يتنفس الشخص المصاب قطرات صغيرة محملة بالفيروس، ولأن ينتشر بسرعة عبر الهواء، فمن الصعب السيطرة عليه، لأن شخصاً واحداً يمكنه أن يتسبب بإصابة العديد من الأشخاص الآخرين بمجرد التنفس، كما يمكن للمصابين أن ينشروا الفيروس حتى لو لم تظهر عليهم أعراض.
بالمقابل، يمكن أن ينتقل “جدري القردة” عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي، لكنه ليس فيروساً تنفسياً، مما يجعله أقل قابلية للانتقال،
وينتشر في المقام الأول من خلال الاتصال المباشر (عادة لفترة طويلة) مع شخص مصاب وخاصة عند لمس الطفح الجلدي الذي يسببه الفيروس أو سوائل الجسم.
ويمكن أن ينتشر أيضاً عن طريق لمس الأشياء والأسطح التي استخدمها شخص مصاب ولامست لفترة طويلة تقرحات الجلد، كما يعد الاتصال الجنسي إحدى الطرق الرئيسية لانتقال الفيروس، ويمكن أيضاً للنساء الحوامل المصابات أن ينقلن الفيروس إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى المولود الجديد عند الولادة.
وتظهر أعراض “كوفيد 19” عادة بعد يومين إلى 14 يوماً من التعرض للفيروس، ويمكن أن تشمل الحمى والقشعريرة والصداع والتهاب الحلق وفقدان حاسة التذوق أو الشم، أما في حالة جدري القردة فقد يستغرق ظهور الأعراض ما يصل إلى 3 أسابيع بعد التعرض للفيروس.
وتتضمن أعراض “جدري القردة” ظهور بثور مليئة بالصديد وطفح جلدي، يمكن أن يكون مؤلماً ويثير الحكة، ويميل إلى الانتشار على الوجه والأطراف، ويتعافى معظم الأشخاص منه بعد مرور ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
ويمكن أن يكون المرض شديداً، وحتى مميتاً في حالات معينة، مثل الإصابة بالأمراض المزمنة، لكن معدل الوفيات ليس قريباً من معدل الوفيات الناجمة عن “كوفيد-19”.
ويحذر خبراء الصحة من أنه إذا لم يتم احتواؤه، فقد ينتشر الفيروس مرة أخرى في جميع أنحاء العالم، فيما يرى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن هذا الخطر ضعيف، وبحسب الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة هناك اختلافات كثيرة بالمقارنة مع ما حصل مع جائحة “كورونا”.
يُشار إلى أن جدري القردة ليس مرضاً جديداً، حيث جرى اكتشافه منذ عدة عقود والعلماء على معرفة شبه تامة به عكس “كوفيد-19″، بالإضافة لذلك ثمة عدة لقاحات فعالة للغاية ضد جدري القردة، لكنها غير متوافرة في إفريقيا، فعند انتشار الفيروس في 2022، أطلقت الدول المتطورة بسهولة حملات تلقيح.
يُذكر أن فيروس “جدري القردة” اكتُشف عام 1958 في الدنمارك لدى قردة استخدموا في الأبحاث، واكتُشف أول مرة لدى البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديموقراطية، لكنه بدأ ينتشر إلى باقي العالم عام 2022، بما فيها الدول المتقدمة.
تلفزيون الخبر