تخلى عن مهنته بسبب ارتفاع الآجار.. هل تذكرون “أبو شادي” الحالم بائع أشرطة “الكاسيت”؟
ترك “أبو شادي” الحالم الذي كان يبيع أغاني “فؤاد غازي” و”عادل خضور” على أشرطة “الكاسيت” مهنته بسبب ارتفاع أجرة المحل بشكل كبير والذي يفوق قدرته على الاستمرار، رغم ارتباط اسمه بالكثير من الذكريات للأهالي والمحلات المجاورة.
مجموعة من أشرطة “الكاست” مع آلة تسجيل قديمة وحاسوب ثابت، آخر ما أحاط “بأبو شادي” قبل ترك محله بنفس المشهد منذ عامين عندما التقينا به سابقاً، يروي “أبو شادي” لتلفزيون الخبر، :”لم يكن مجرد محل يمكن تغييره بسهولة، فهو جزء من ذاكرتي وتاريخي في هذه المهنة، ويحمل كل تفصيل فيه حكاية، ربما لعاشق أو تائه أو رجل مسن يحن لأغاني الزمن الجميل”.
وتابع “أبو شادي” (53 عاماً) الذي ظل محافظاً على مهنته في بيع أشرطة الكاسيت منذ عام 2000، لتلفزيون الخبر، “يقع المحل في شارع فرعي من شوارع حي الزهراء الحمصي، وحاولت إيجاد محل آخر قريب لكن أغلب المحلات مؤجرة، والشاغر منها وصلت أجرته في الشوارع الفرعية الداخلية إلى مليون ليرة سورية”.
وتابع “أبو شادي” صاحب المحل الوحيد في الحي لبيع الأشرطة : “وحتى في الحارات التي تعتبر أرخص بالأسعار، تراوحت الآجارات إن وجدت بين 700 ألف ومليوني ليرة سورية للمحل، عدا عن الشروط الصعبة مثل الدفع عن أشهر سلف وتأمين لصاحب المحل وفواتير الكهرباء والمياه والانترنت”.
“ولايمكن الاقتراب من الشوارع الرئيسية في أحياء الزهراء والأرمن بحمص، حيث تراوحت الآجارات بين مليون ونصف إلى 5 ملايين ليرة سورية حسب حجم المحل وموقعه”، وفقاً لتعبير “أبو شادي”.
وكان “أبو شادي”، عبر لتلفزيون الخبر، في وقت سابق عام 2022، عن عدم تخليه عن المهنة رغم استغراب كل من يدخل الى المحل، معلقاً :”(لسا عندك كاست)، مضيفاً: “ولكنني أحببت هذه المهنة وعشقتها ومازلت احتفظ بأدق تفاصيلها كالاسفنجة التي تستخدم للتنظيف ولن أتخلى عنها ماحييت وكل امرئ حر فيما يهوى”.
ويحافظ “أبو شادي” على العديد من اشرطة “الكاسيت” لمطربي الزمن الجميل ومطربي فترة التسعينات، ويتميز أرشيفه كما أطلق عليه بأغاني (ام كلثوم -ميادة الحناوي-وردة-عبد الحليم-محمد عبد الوهاب وفؤاد غازي) و يتمنى لو يضيف له بعض الأشرطة لبعض المطربين الشعبيين القدامى ك”الزوزوري” و”صالح عبدالله”.
ويعتبر محل “أبوشادي”، نقطة علام للكثير من المحلات المجاورة وبعض المنازل وعيادات الأطباء رغم بساطة المحل ومساحته الصغيرة التي لاتقارن بما وصلت إليه الأجرة هذه الأيام.
ويحاول الكثير من الشباب في حمص البحث عن محل للأجرة، لإقامة مشروع لهم يعينهم على مصاعب الحياة، لكن يقابلون بأزمة عدم وجود محلات للاستئجار من جهة إضافة لارتفاع الآجارات والتي لاتقارن بما سيدره المحل عليهم.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر