ماذا جرى في قاعدة “بيت ليد” الصهيونية؟
اقتحم يمينيون صهيونيون، الاثنين، قاعدة “بيت ليد” التابعة لجيش الاحتلال على خلفية اعتقال الشرطة العسكرية لعدد من جنود الاحتلال بعد ورود تقارير عن قيامهم بتعذيب أسرى من غزة في مركز اعتقال بالنقب.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إن “أكثر من 1200 متظاهر وصلوا إلى القاعدة وعشرات منهم نجحوا في اقتحام المعسكر”.
وتأتي هذه الحادثة على خلفية تقارير انتشرت عن تعذيب جنود الاحتلال لأسرى فلسطينيين والاعتداء الجنسي عليهم في أحد المراكز الأمنية لتقوم شرطة الكيان العسكرية باعتقالهم.
وطالب المتظاهرون المحسوبون على وزير الأمن القومي للكيان “بن غفير” بحسب الإعلام العبري رئيس الأركان “هاليفي” بالاستقالة وسجنه عوضاً عن الجنود الموقوفين.
وتابعت وسائل الإعلام “الإسرائيلية”، أن “رئيس الأركان ألغى اجتماع تشاوري مع القيادة الأمنية للأحداث شمالاً ضد لبنان وذهب فوراً إلى القاعدة”.
وتحدث “هاليفي”، أن “وصول مثيري الشغب ومحاولات اقتحام القواعد هو سلوك خطير ضد القانون وغير مسبوق ويصل إلى حد الفوضى ويمس بالجيش وأمن الدولة والمجهود الحربي”.
ودعا وزير حرب الكيان “غالانت” الشرطة الصهيونية إلى التحرك فوراً ضد مخالفي القانون، بدوره قال رئيس حزب العمل “غولان”، أن حكومة “بن غفير” تدعم التمرد والفوضى داخل الجيش بأمر من وزير منتهك للقانون واختفاء الشرطة بشكل متعمد وتجاهلها الهجوم ليس صدفة.
وأكمل “غولان”، بأنه على الشرطة التدخل فهي ليست شرطة حزب فاشي على رأسه وزير يدعم الانقلاب على القانون و “بن غفير” يعرّض “إسرائيل” و “مواطنيها” وأمنها للخطر.
واعتبر رئيس الكيان “هرتسوغ”، أن “إسرائيل” تمر بأحد أصعب الأسابيع على المستوى الأمني ودعا المتظاهرين إلى مغادرة القاعدة العسكرية وترك الجيش يعمل على تحقيق النصر، فيما أكّد زعيم المعارضة الصهيونية “لابيد” أنه “تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء”.
ونوّه وزير المالية الصهيوني “سموتريتش” إلى أن “الشرطة العسكرية أمرت بالاتصال بأسرى محررين من غزة لسماع شهادات حول انتهاكات الجنود”.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن جيش الاحتلال، أن “الجيش مصدوم من تعامل الشرطة مع عملية الاقتحام وعليه تم استدعاء كتيبتين من الضفة الغربية وكتيبتين من غزة وأعاد جنود من الإجازة لحماية المنشآت العسكرية من المتظاهرين”.
وأكّدت الشرطة الصهيونية في بيان لها، أن “كل الأحداث قرب معسكر (بيت ليد) والمحكمة العسكرية انتهت وتم تفريق المتظاهرين وما يُنشر بخلاف ذلك يضلل الجمهور”.
وعزز جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، الثلاثاء، قواته في محيط قاعدة “بيت ليد” قبيل جلسة لمحاكمة الجنود خشية اقتحامها مجدداً، كما طالب “غالانت” رئيس حكومة الكيان بمحاسبة أعضاء “الكنيست” الذين شاركوا بالاقتحام إضافةً للتحقيق مع “بن غفير” في منع الشرطة من التحرك ضد المتظاهرين.
وردّ “بن غفير” على مطالبة “غالانت” بالتحقيق معه بتقديم طلب إلى “نتنياهو” لفتح تحقيق مع “غالانت” لكشف إذا ما كانت لديه معلومات عن هجوم 7 تشرين الأول الماضي ولم يرسل تعزيزات.
يُشار إلى أن “بن غفير” يعتبر أحد صقور المتطرفين في حكومة الكيان ويعمل على إلغاء الوجود الفلسطيني سعياً لإقامة دولة عبرية خالصة على أرض فلسطين، كما يُعرف عنه كرهه الشديد للعرب وتصريحاته الداعمة لشن حرب ضد لبنان وسوريا وإيران وكل أطراف محور المقاومة.
ويعيش الكيان منذ أكثر من عام حالة تخبّط كبيرة على الصعيد الداخلي نتيجة استمرار التظاهرات ضد حكومة “نتنياهو” وتعاظمها، إذ يطالب المتظاهرين باستقالة “نتنياهو” ووزرائه المتطرفين.
يُذكر أن بعض التحليلات اعتبرت أن حادثة “بيت ليد” مخطط لها لتكون “الشجرة” التي ينزل بها “نتنياهو” عن تصعيده ضد لبنان، وعلى المقلب الآخر حذرت تحليلات أُخرى من كون هذه الحادثة “إبرة مُخدر” يسعى الكيان خلالها لإشعار لبنان بأنه تراجع عن عدوانه حتى تخفض المقاومة جهوزيتها ليوجّه بعدها الكيان ضربة عسكرية كبيرة ومفاجئة.
تلفزيون الخبر