العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

الذكرى 104 لمعركة ميسلون يوم أريق الدم لأجل الشرف الرفيع

حلّت في 24 تموز الذكرى 104 لوقوع معركة ميسلون على أطراف دمشق، بين الجيش السوري وجيش الاحتلال الفرنسي القادم لغزو دمشق.

 

أصل الحكاية

 

رفض وزير الحربية عام 1920 يوسف العظمة ما يعرف ب “إنذار غورو” الذي أرسله المندوب السامي الفرنسي للحكومة الفيصلية، مهدداً إياها إما بالالتزام ببنود “الإنذار” الذي يُعد أهمها حل الجيش السوري، أو تحمل تبعيات الأمور.

 

ورغم قبول الحكومة الفيصلية بـ “الإنذار” إلا أن “غورو” اتجه بجيشه لاحتلال دمشق، الأمر الذي رفضه يوسف العظمة رغم قناعته بفرق الإمكانيات، إلا أنه آثر جمع بقايا الجيش وبعض المتطوعين لمواجهة الجيش الفرنسي كي لا يقال أن الاحتلال دخل سوريا دون مقاومة.

 

ودعا “العظمة” المتطوعين من جميع أحياء البلاد للالتحاق به رفقة ما تيسر من الضباط والجنود الذين استطاع إعادة جمعهم، حيث ذهب للملك فيصل ليستأذنه بتحريك الجيش نحو الجبهة قائلاً له “لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ”.

 

المعركة

 

وصل “العظمة” وجيشه المكون من المتطوعين وبعض الضباط إلى منطقة ميسلون يوم 23 تموز 1920، واجتمع بكبار قيادات الجيش وأبلغهم خطته وٱلية صد القوات الفرنسية البالغ عددها حوالي 10 ٱلاف جندي بقيادة الجنرال غوبيه، والمزودة بأسلحة نوعية وثقيلة قياساً بالأسلحة القديمة التي يملكها الجيش السوري.

 

وتمركز العظمة في مركز قيادة الجبهة في أعلى مرتفع يُشرف على الجبهة بكاملها، وفي الساعة التاسعة من صباح 24 تموز بدأت المعركة عندما بدأت المدفعية الفرنسية في التغلُّب على المدفعية السورية، وتمكنت الدبابات الفرنسية من التقدم باتجاه الخطِّ الأمامي السوري في دفاع القلب.

 

وعول “العظمة” على الألغام المدفونة لتُوقِف تقدم هذه الدبابات، إلا أن الألغام لم تَقم بعملها ولم تُؤثر فأسرع إليها يبحث فإذا بأسلاكها قُطعت على يد عملاء الاحتلال.

 

وخلال المعركة وبعد نفاذ الذخائر نزل “العظمة” من مركزه على جانب الطريق، حيث يوجد مدفع عربي سريع الطلقات وأمر الرقيب المسؤول عن المدفع بإطلاق النار على الدبابات المتقدمة، وما كان من أحد رماتها إلا أن أطلق ناره باتجاه “العظمة” فارتقى شهيداً ظهر 24 تموز 1920.

 

وتمكن الفرنسيون من تحقيق نصر غير شريف، نظراً لكثرة عددهم وقوة تسليحهم، وعلى الرغم من استبسال الجيش السوري إلا أن المعركة كانت نتيجتها متوقعة، وانتهت باستشهاد 400 جندي سوري مقابل 42 قتيلاً من الفرنسيين و154 جريحاً، ليتمكن الجيش القرنسي بعد المعركة من دخول سوريا واحتلالها ولتبدأ مرحلة الانتداب الفرنسي.

 

ودُفن العظمة في المكان الذي استُشهد فيه، وأصبح قبره في ميسلون إلى اليوم رمز التضحية الوطنية الخالدة، وليكون أول وزير حربية يستشهد مع جنده في ساحة المعركة.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى