“لم أنجب لكن كل طفل هو ابني”.. أبناؤك الفنانين خذلوك يا فطوم؟
سبعة مشيعين، وبضعة محبين، حملوا جثمانها في نعشٍ رديء الصنع وغطوها “ببطانية”، مطأطئين الرأس بخيبتهم، مذهولين بوقع الخطا القليل خلف هذا التشييع، فهي التي لطالما قالت: “لم أنجب لكن كل طفل هو ابني”.. فأين أولئك الابناء يا “فطوم حيص بيص”
ففطوم حيص بيص” ملهمة رواد فندق صح النوم لم تجد أياً ممن هاموا بها عشقاً ليرافق جثمانها إلى مثواه الأخير، فما أن انتهى تشييعها حتى ظهرت الحقيقة.. الحقيقة التي عرّت كثيرين ممن اكتفوا بنعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورحلت نجاح حفيظ، وألم رحيلها لم يقتصر على وداع أحد أعمدة الفن عبر تاريخ سوريا فقط، بل فتح بوابة آلام أخرى ربما كانت غافلة أو مستغفلة.
وكان ممن حضروا تشييع الفنانة الراحلة نجاح حفيظ، الفنان عارف الطويل، الذي ظهر في أحد مقاطع فيديو التشييع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يخرجها من المشفى الذي وافتها المنية فيه.
وفي تصريح لتلفزيون الخبر، قال الفنان عارف الطويل “ماحصل هو جحود من الوسط الفني، وهذا ما حصل أيضاً في السابق لعدة مبدعين كهالة حسني وعبد الرحمن آل رشي وهالة شوكت”.
وأضاف الطويل: “هناك مشكلة في التعامل مع المبدعين الذين كان لهم أثر إبداعي واضح، وكانوا أعمدة للفن، ليس فقط سورياً بل وعربياً أيضاً”، مؤكداً أن “هؤلاء الشخصيات لم يحظوا بالعناية اللازمة في آواخر حياتهم”.
وتابع: “عندما تصبح قدرة الفنان على العطاء عملياً محدودة ويبتعد عن العمل، الوسط الفني ينساه أو يتناساه، والمؤسسات الفنية لا تتابع حياتهم بعد أن يكونوا قدموا مسيرة حافلة من العطاء، فيعيشون معزولين ومهمشين”.
وأشار الطويل إلى أن “هذا ما حصل مع الفنانة الراحلة نجاح حفيظ وغيرها، فقلة عملهم تؤدي إلى اعتمادهم على راتب التقاعد القليل جداً الذي تمنحهم إياه نقابة الفنانيين وهو لا يكفي لأيام فيتدهور وضعهم المعيشي”.
وأبدى عارف الطويل ملاحظات حول نقابة الفنانين التي تحكمها قوانين وأنظمة معروفة وموصوفة كباقي النقابات السورية على حد تعبيره، فالرعاية الصحية والراتب التقاعدي الذي تحدده النقابة للمنتسبين لها لاتكفي، فهم بحاجة للرعاية اكثر معنوياً ومادياً، على حد رأي الطويل.
وأردف: “هناك مؤسسات أخرى ووزارات عليها أن تُعنى بالفنانين أيضاً، والعناية لا تكون فقط حين وفاتهم بل في حياتهم، فهم بعد أن يكبروا يفتقرون للإهتمام، وعلى الجهات المعنية معرفة أماكنهم وأوضاعهم من خلال لجان مصغرة”.
وخصّ الطويل بالذكر نقابة الفنانين التي عليها أن تلزم لجان خاصة للإهتمام بالمبدعين من كبار السن، والرعاية بهم، ففي حالة كحالة نجاح حفيظ، كان عليهم متابعة وضعها خصوصاً وأنها كانت وحيدة في آخر أيامها” مشدداً على أن “ما حصل هو جحود واضح”.
يذكر أن الراحلة نجاح حفيظ خلال سنواتها الأخيرة تغيبت عن الشاشة بعد مسيرة فنية ملأتها بالأعمال الكوميدية والتراجيدية وبعد أن أبدعت في دور الأم الحنون، وكانت تعاتب نقابة الفنانين السوريين، معتبرةً أنها تجاهلت من أسسوا الدراما السورية على حساب “فنانين صاعدين”.
وبدأت حفيظ التمثيل عام 1966وتعتبر من الرعيل الأول للفنانين السوريين وقدمت ما يقارب مئة عمل بين السينما والتلفزيون، وحفظها الجمهور بدور “فطوم حيص بيص” الذي أدته في سلسة صح النوم في بدايتها الفنية.
روان السيد – تلفزيون الخبر