صحيفة تركية: الأحداث العنصرية ضد السوريين شلت الصناعة في “قيصري”
قالت صحيفة “يني شفق” التركية إن مدينة “قيصري”، إحدى أهم المدن الصناعية في تركيا، شهدت توقفاً شبه كامل في الإنتاج بسبب الإحداث العنصرية التي استهدف العمال السوريين.
ويشكل السوريون، وفق الصحيفة، ثلث القوى العاملة في المنطقة الصناعية المنظمة بقيصري، وقد أدى خوفهم على حياتهم إلى عدم قدرتهم على الذهاب إلى العمل، مما تسبب في تعطل الإنتاج في العديد من المصانع.
وتعاني “قيصري” بالفعل من نقص في العمالة، حيث لا يرغب الشباب التركي في العمل في الوظائف التي يشغلها السوريون. وتفاقمت هذه المشكلة بسبب الهجمات العنصرية، مما يجعل من الصعب على الشركات العثور على عمال جدد، وفق الصحيفة.
وبينت الصحيفة التركية أن “نحو 30-35 ألف سوري يعملون في المنطقة الصناعية في المدينة لم يخرجوا من منازلهم منذ أيام بسبب الخوف على حياتهم، ما تسبب في تعطل الإنتاج في العديد من المصانع، بل وتوقفه تماماً”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “في معرض التوظيف الذي أقيم في المدينة الشهر الماضي، تم تلقي 10 آلاف طلب توظيف، ولكن قبل 1000 منهم فقط العمل في الصناعة. الباقون رفضوا العمل لأنهم يريدون أن يكونوا موظفين في وظائف مكتبية”.
وأوضحت نقابة اتحاد عمال النسيج والجلود في بيان نشرته قبل أيام، بأن الكثير من العمال السوريين لم يتمكنوا من الذهاب إلى العمل بسبب الخوف، وفق ما ذكرته الصحيفة.
وكان أعلن وزير الداخلية التركي “علي ييرلي”، الجمعة، “اعتقال 13 شخصاً من 474 تم توقيفهم على خلفية اعتداءات على منازل وممتلكات تعود للسوريين في ولاية قيصري”، بحسب ما أعلنته وسائل إعلام تركية.
وكان اعتدى مجموعة من الأتراك، بداية الشهر الجاري، على سيارات السوريين، ومتاجرهم، ورمي بيوت بعض السوريين بالحجارة وتكسير زجاج النوافذ، وأظهرت لقطات فيديو حرق السيارات وبعض المتاجر، احتجاجاً على إشاعة “تحرش لاجئ سوري بطفلة تركية”.
وانتشر مقطع فيديو ليل الأحد الماضي، يظهر ما قيل إنه حادثة تحرش قام بها لاجئ سوري ضد طفلة تركية في ولاية قيصري التركية، إلّا أن السلطات أكدت أن حادثة التحرش وقعت فعلاً لكن الطفلة كانت سورية قريبة الشاب المعتدي، وليست تركية.
وأسهمت العمالة السورية بنمو الاقتصاد عبر سنوات اللجوء في تركيا، وبلغ عدد العاملين في السوق التركية حوالي مليون سوري منذ 2017، بالإضافة إلى وجود أكثر من 25 ألف منشأة اقتصادية سورية في جميع أنحاء الولايات تركيا، وفق بحث أجراه “مركز حرمون للدراسات” نهاية العام الماضي.
وأوضح المركز أن إجمالي عدد الشركات التي ساهم سوريون في إنشائها منذ عام 2010 وحتى العام الحالي بلغ نحو 10 آلاف و332 شركة، برأسمال قيمته 632 مليون دولار، حصة السوريين منها تقارب 80%.
وبينت الوثيقة أن بعض السوريين تمكنوا من جلب ما لديهم من ثروة نقدية، وأنشأوا مشاريع منتجة في مختلف القطاعات، قدرت قيمتها بما يعادل 10 مليارات دولار، أوجدت ما يزيد عن 77 ألف فرصة عمل كتأثير مباشر.
يشار إلى أن الجوانب الإيجابية لوجود اللاجئين السوريين في تركيا كانت بتوفر قوة عمل شابة وجاهزة للدخول إلى سوق العمل، حالت ظروف الحرب واللجوء دون تمتعها بالتعليم والتأهيل الكافيين، بحسب المركز.
تلفزيون الخبر