نصائح لتخفيف الانفعال والعصبية أثناء ترقّب واستقبال النتائج الامتحانية
يُعاني كثير من الطلاب وأهاليهم من القلق والتوتر أثناء ترقّب نتائج شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة، ما ينعكس سلباً على الجو العام للأسرة والصحة النفسية لأفرادها.
وقال اختصاصي علم النفس الصحي، الدكتور “فؤاد صبيرة”، لتلفزيون الخبر، إن “فترة انتظار نتائج شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة من أكثر الفترات ضغطاً وتوتراً في حياة الطلاب والأهالي، إذ يشكّل هذا الامتحان نقطة تحوّل في مسارهم التعليمي والمستقبلي”.
وأكمل “صبيرة”، أنه “تترافق هذه المرحلة بمشاعر متناقضة من القلق والخوف والترقّب من القادم ومن المستقبل المنتظر، الأمر الذي يُرخي بظلاله على صحة الأبناء النفسية والجسدية، وعلى المزاج العام للأسرة وأفرادها”.
وتابع “صبيرة”، أن “وقد يتطوّر الأمر إلى اتجاه أحد الوالدين لضرب أو لوم أو مقاطعة الابن لنيله درجات غير متوقعة، ولتجنّب هذا الأمر وللتخفيف من العصبية والانفعال خلال وأثناء استقبال النتيجة، هناك مجموعة من النصائح يجب على الوالدين اتباعها”.
وذكر “صبيرة” بعض أسباب التوتر التي يجب معرفتها قبل النصائح وهي “ضغط التوقعات لأن هذا يشعر الطلاب بالضغط من قبل الأهل والمعلمين والأصدقاء، خاصةً فيما يتعلّق بالفرع الجامعي الذي سيحصل عليه، والخوف من الفشل أو الحصول على درجات أقل من المتوقّع، مما قد يؤثر على مستقبلهم الأكاديمي والمهني، والانتظار الطويل دون معرفة النتائج يزيد من حدة هذا التوتر”.
وحول أهم النصائح، أجاب “صبيرة”، لتلفزيون الخبر، أنه “ليس من الجيد أن يكون تقديم الحب والعاطفة للأبناء مرهوناً بالنتيجة لأن هذا سيزيد من الضغط النفسي على كل من الأبناء والآباء، والنتيجة التي سيحصل عليها الابن أو الابنة هي نتيجة خاصة بهم، وهنا عليهم أن يكونوا على قناعة بأن الأبناء بذلوا الكفاية المطلوبة من الجهد خلال العام الدراسي من دراسة ومراجعة وتقديم”.
وأضاف “صبيرة”، أن “تقديم الدعم والمساندة النفسية للأبناء والتحدّث معهم بشكلٍ مستمر، وأن يكونوا فخورين بهم مهما كانت النتيجة التي سيحصلون عليها، لأن النتيجة هي مجرّد مؤشر لتحصيلهم والحياة لن تتوقف عندها أبداً”.
وتابع “صبيرة”، أنه “إضافةً إلى العمل على توجيه الأبناء كي يتعلّمون من أخطائهم من أجل النجاح في المراحل القادمة، لهذا السبب لا يجب ربط النتيجة بالنجاح لأن التعثر في الدراسة أو عدم الحصول على الدرجات المتوقعة يجب أن يكون فرصة للأهل ليقفوا مع أبنائهم من أجل بدايات مستقبلية أفضل”.
وأردف “صبيرة”، أن “إدارة الوقت وتنظيمه من قبل الأهل والأبناء وممارسة بعض الأنشطة الترفيهية، يساعد في تقليل التوتر، كممارسة الرياضة أو الرسم أو سماع الموسيقى، والتحدّث مع الآخرين كالأصدقاء أو أفراد العائلة حول المشاعر والمخاوف، إذ يمكن أن يخفف من حدة التوتر ويقدّم دعماً معنوياً مهماً”.
وزاد “صبيرة” بالنصائح أنه “من الضروري أن يسود التفكير الإيجابي بدلاً من تبنّي أفكاراً سلبية ترتبط بإمكانية حصول الطالب على نتائج غير كافية، لأن هذا سيسهم وبفعاليّة في تحسين الحالة النفسية للجميع، وممارسة الاسترخاء العضلي عدة مرات في اليوم الواحد لأن هذا يعمل على تحسين المزاج ورفع مشاعر التفاؤل”.
ويجب على الأهالي أن يدركوا أن فترة انتظار النتائج ليست نهاية العالم، بل هي جزء من رحلة طويلة ستكون مشبعة بالتحديات والمواجهات والفرص، وعليه نذكّر الأهل أن التعامل مع التوتر بطرق وأساليب سليمة ومناسبة ستساعدهم بالتأكيد في تجاوز هذه المرحلة بثقة وقوة ومسؤولية لكي يكونوا مهيّئين ومستعدين بشكلٍ أفضل للمستقبل بما يحمله من خبرات سارة أو غير سارة، وفقاً لـ”صبيرة”.
وبيّن “صبيرة”، أنه “على الجميع سواء كان الأهل أو الأبناء تقبّل النتيجة كما هي، لأن نتيجة الامتحان هي ثمرة جهد الطالب وتحصيله واستعداده له”.
ونصح “صبيرة” الأهالي، بـ”عدم التركيز على معدل الأبناء، والتركيز على مدى استعدادهم والجهد الذي بذل من قبلهم للحصول على هذه النتائج، وأن يتعاملوا مع النتائج بشكلٍ متوازن وعقلاني، والابتعاد عن المبالغة والتضخيم في مظاهر الفرح أو الحزن والقلق والخوف أو حتى العصبية لأن هذا سيكون له آثاراً كارثية على المناخ الأسري وحتى على العلاقات السائدة ضمن المنزل”.
ولفت “صبيرة”، أنه “على الأهل دعم الأبناء على تقبّل النتائج، وإشعارهم بأن نتيجة الامتحان هي ثمرة جهد وتعب وثمار ما قدموه، والابتعاد قدر الإمكان عن اللوم أو إعطاء المقارنات مع طلاب نالوا معدلات أعلى من معدلات أبنائهم ، لأن هذا كفيل بأن يشعر أبنائهم بالإحباط والفشل”.
وأشار “صبيرة” إلى أنه “على الأهل أيضاً الأخذ بالاعتبار الفروقات الفردية في الدراسة والتحصيل والذكاء والاستعداد للامتحان، فقدرات الأبناء واستعدادهم وتوفير الجو الاجتماعي والنفسي والتعليمي مهمة في عملية التحصيل وعلى الأهل مراعاتها”.
وتابع الاختصاصي “وأن يدركوا جيداً أن التوتر أو الغضب أو اللوم ومفرزاته ليست إلّا خبرات يمكن أن تشل التماسك الأسري والعلاقات البينية بين أفراد الأسرة”.
وختم “صبيرة”، أنه “وربطاً بما ذكر لا بدّ من تشجيع الأهل لأبنائهم لنسيان الإخفاقات أو خبرات الفشل، والاستعداد من جديد لمواصلة الدراسة لتحقيق نتائج أفضل تتماهى مع طموحاتهم وتوقعاتهم المستقبلية، وأن تكون نتائج هذا الامتحان عبرة لهم من أجل مستقبل أفضل”.
يُذكر أن وزارة التربية أعلنت يوم الأحد 7 تموز الجاري موعداً لإصدار نتائج الثانوية العامة لدورة 2023/2024، الدفعة التي عاش طلابها قلقاً وضغطاً كبيرين منذ بداية عامهم الدراسي حتى آخر أيام امتحاناتهم، انطلاقاً من تغييرات مفاجئة طرأت على النظام التعليمي وإلغاء التكميلية في منتصف العام الدراسي ومن ثم الرجوع عن هذه القرارات، وليس انتهاءً بالجدل الكبير الذي شهدته العديد من اسئلة المواد الامتحانية.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر