العناوين الرئيسيةرياضة

ما هي حركة الذئاب الرمادية التي رفعها لاعب تركي وتسببت بأزمة مع ألمانيا؟

أوقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لاعب منتخب تركيا “مريح ديميرال” لمبارتين متتاليتين في بطولة أمم أوروبا بسبب رفعه شعار منظمة “الذئاب الرمادية” بعد فوز منتخبه على النمسا في ثمن نهائي يورو 2024.

 

وشهدت العلاقات التركية الألمانية توتراً، بعد استدعاء السفير التركي لدى برلين رداً على استدعاء نظيره الألماني في أنقرة، وعلّقت وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر” على الحركة قائلة إن “رمز المتطرفين اليمينيين الأتراك ليس له مكان في ملاعبنا”، مضيفة “استخدام كرة القدم الأوروبية كمنصة للعنصرية أمر غير مقبول على الإطلاق”.

 

ووصفت الخارجية التركية رد فعل السلطات الألمانية تجاه “ديميريل” تحت خانة “معاداة الأجانب”، وقالت في بيان : “ندين ردود الفعل ذات الدوافع السياسية على استخدام رمز تاريخي وثقافي، بشكل لا يستهدف أحداً، خلال احتفالات فرحة في حدث رياضي”.

 

وأكد “ديميرال”، الذي يلعب في صفوف “الأهلي” السعودي، في تصريحات عقب المباراة إن احتفاله بهذه الطريقة لا يحمل أي رسالة سياسية، قائلاً “أردت فقط أن أظهر مدى فخري وسعادتي”.

 

وترتبط الإشارة التي لوّح بها اللاعب التركي بتنظيم تركي يوصف بأنه يميني متطرف يدعى “الذئاب الرمادية”، وتصنفه فرنسا على أنه “تنظيم إرهابي” منذ العام 2020، بينما تمنع النمسا رسم الإشارة الخاصة به منذ العام 2019. ويرسم أتباع هذا التنظيم بأيديهم شارة الذئب للدلالة على انتمائهم إليه.

 

ويعتبر التنظيم على أنه “فرع الشباب” والجناح العسكري لـ”حزب الحركة القومية التركي” وهو حليف “حزب العدالة والتنمية” الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان دعا التنظيم إلى أفكار متطرفة واستخدم العنف خلال ثمانينيات القرن الماضي ضد الناشطين اليساريين والأقليات العرقية في تركيا.، بحسب وكالة “فرانس برس”.

 

وأوردت وكالة “رويترز” أن التنظيم شارك في أعمال عنف سياسية بين اليساريين والقوميين، أدت إلى مقتل نحو 5 آلاف شخص قبل انقلاب عام 1980 في البلاد، كما يُتهم التنظيم بتنفيذ أعمال عنف أخرى منذ تاريخ تأسيسه.

 

وكانت المرة الأخيرة التي شغلت فيها هذه التحية ألمانيا الى هذا الحد، عام 2018، بعدما قال مشرعون ألمان تابعين للحزب الديمقراطي المسيحي، إنهم يعتزمون وضع تشريع يحظر رموز منظمة “الذئاب الرمادية” وعلى وجه التحديد، تحية اليد التابعة لها لأنها “تذكر بالتحية النازية”.

 

من جهتها، اعتبرت وكالة الأناضول التركية في خبر نشرته عن الحادثة، أن الذئب الرمادي “هو موروث تاريخي وثقافي قديم لدى الأتراك”، ملمحةً بذلك على أن الإشارة ليس لها أن ترتبط بالضرورة بتنظيم “الذئاب الرمادية” الذي تأسس عام 1968 على يد أحمد يغيت يلدريم.

 

ونشرت دراسة عن “معهد الشرق الأوسط”، عام 2009، للمحاضر في العلوم السياسية “أكين أونفير”، تحدث الباحث عن معنى “الذئاب الرمادية” في الثقافة التركية، وقال إن الحركات القومية التركية تستخدم الشعار انطلاقاً من أسطورة قديمة.

 

وترتبط الأقصوصة بحسب “أونفير” بوادٍ أسطوري خصب في جبال ألتاي، في آسيا الوسطى، يتمتع بقدسية روحية رمزية لدى الأتراك. وتحكي وتحكي الأسطورة التركية “ارغينكون” قصة ذئبة تدعى أسينا (مصورة على شكل ذئب رمادي)، تساعد العشائر التركية التي تقطعت بها السبل في جبال ألتاي إلى سهول أرغينكون الخصبة، حيث تمكنوا من العيش والاستمرار كمجموعة عرقية.

 

ويرمز الذئب الرمادي، وفق أساطير تركية، إلى الشرف، وتدور حول فتى صغير نجا من هجوم على قريته، حيث عثرت أنثى ذئب عليه ورعته حتى شُفي. بعد ذلك، أنجبت الذئبة عشرة أولاد، نصفهم ذئب ونصفهم بشر، ومن بينهم أشينا الذي أسس عشيرة آشينا التي ينحدر منها الترك الرحّل.

 

بينما تحكي أسطورة “إرغنيكون” عن أزمة كبرى للترك القدماء بعد هزيمة عسكرية، حيث استراحوا في وادي إرغنيكون الأسطوري مُحاصرين لمدة أربعة قرون. تمكنوا أخيرًا من الخروج بفضل حداد صهر الجبل ليفتح ممراً، مما سمح للذئب الرمادي بقيادتهم إلى الحرية.

 

يذكر أن “يويفا” اتخذ إجراءات صارمة ضد سوء السلوك خلال بطولة “يورو 2024″، كما في بطولات سابقة نظمتها، حيث أوقف لاعب ألبانيا “ميرليند داكو” لمباراتين، بعدما قاد المشجعين لإطلاق هتافات مسيئة ضد صربيا ومقدونيا الشمالية، عقب مباراة بلاده ضد كرواتيا.

 

كما قام بالتحقيق بسلوك اللاعب الإنجليزي “جود بيلينغهام” بسبب إيماءة غير سياسية مسيئة قام بها، ومع صحافي من كوسوفو يدعى “أرنيلد ساديكو” من تغطية المباريات المتبقية من اليورو، بعد أن ردّ على جماهير صربيا الذين كانوا يهتفون “كوسوفو هي قلب صربيا”، برسمه النسر الألباني بيديه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى