العناوين الرئيسيةمجتمع

بعد انقطاع 12 عاماً.. جيل جديد يشهد مراسم استقبال الحجاج للمرة الأولى في سوريا

عاد الحج إلى سوريا للمرة الأولى منذ بداية الحرب على البلاد، حيث استطاع 17500 حاجاً من الجمهورية العربية السورية تأدية مناسك الحج في مكة المكرمة.

 

ونتيجة عدم قدرة السوريين داخل البلاد على أداء فريضة الحج على مدار 12 عاماً، ظهر جيل كامل لا يعلم عن طقوس الحج واستقبال الحجاج شيء، سوى من بعض المسلسلات الشامية التي لا يمكنها توصيل الحالة الجمالية التي كانت تسيطر على الأحياء الموجود بها حجاج.

“صرع راسي من أسبوع بدو يكون معنا نحنا وعم نجهز الزينة لجده الراجع من الحج” يتحدث “أبو نورس” من ركن الدين بدمشق لتلفزيون الخبر، عن كيفية تفاعل ابنه مع فكرة تحضير مراسم تجهيز استقبال جده القادم من الحج.

 

وأضاف “أبو نورس”: “خطي ما بيعرفوها، هاد الجيل قديش صرلنا ما زينا للحجاج، زمان قبل كنا من رابع يوم العيد نكون عم نجهز لنزين وكل الحارة تجتمع عند بيت الحجاج للتزيين، ونجيب مجسمات للكعبة، وصور للمدينة، ولافتات.. هلأ يا دوب كم شريط أضوية وكم ورقة (أهلا وسهلا بالحجاج) وخلصنا، مافي قدرة على أكتر بس رغم هيك بالنسبة للجيل الطالع شغلة جديدة وحلوة ومفكرينها بتشبه باب الحارة”.

وشرحت “دعد” من بانياس لتلفزيون الخبر، عن مراسم استقبال والدها “وصل الوالد إلى المنزل وكانت العائلة والجيران باستقباله على وقع الأناشيد الدينية، ومن ثم العراضة، وبعد ذلك كان هناك عزيمة للرجال، كما يحدث في المسلسلات تماماً، وكان الشعور غير قابل للوصف، خصوصاً وأني أشهد هذه المراسم للمرة الأولى”.

 

وتابعت “دعد” حديثها “ليلاً يأتي المهنئين، ونوزع عليهم بعض الهدايا من مكة مثل المسابح وسجادات الصلاة، وأهم شيء (مي زمزم) والتمر لكونهما يحملان رائحة الكعبة، على حد توصيف الضيوف”.

أما “حلا” من حي الصليبة في اللاذقية تشرح لتلفزيون الخبر: “الشارع كان كلو مزين ومدخل البناية والطوابق لحد ماتوصلي لبيت الحجاج، وكان مكتوب بكل النواحي (حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً)، وأهل الحاج عم يضيفوا راحة ومي زمزم وطعمتهن فيها نكهة خاصة، وهالشي خلاني اتمنى كون معاهن خصوصاً وأنا أول مرة بشوف هيك شي، اقشعر بدي”.

وأوضح “سليم” من حلب لتلفزيون الخبر، أن “استقبال الحجاج هذا العام مختلف عما كان عليه قبل الحرب، حيث ظهرت الفوارق الاقتصادية، فهناك من أقام استقبال أسطوري فرق ميلوية وعراضة وأكل وشرب”.

 

وأضاف “سليم” أن “هناك من التزم باستقبال على حسب وضعه المادي واكتفى بتوزيع مياه زمزم فقط، قبل الحرب كان هناك فوارق بالتأكيد، لكن الجميع كان لديه الفرصة لاستقبال (ببيض الوجه)، لكن الحرب جعلت الفوارق المادية كبيرة بين الناس وهذا ما أثر على جمالية استقبال الحجاج، سابقاً كانت أبسط وأوسع وممكنة للجميع”.

وقال “عمر صالح” (8 سنوات) من دمشق لتلفزيون الخبر “حضرت 5 عراضات للحجاج لهلأ، وفي واحد حملني على كتافه، وصرت غني معهن، وشربت مي زمزم كتير، وكانت طعمتها طيبة، أنا ورفقاتي صرنا نروح لعند الكل وكان شي حلو وبسلي وما في متلو، البواب كلها أضوية والناس فرحانة”.

 

يذكر أن عراضات الحجاج مختلفة عن غيرها حيث بين “أبو يامن” (صاحب فرقة عراضة شامية) أنواعها خلال حديثه مع تلفزيون الخبر “في كذا ردية منها.. حجاجينا وحجاجينا زاروا مكة ورجعوا لينا.. ويا نبي أنا بدي نظرة وياحبيبي يا بو الزهرا”.

 

والأشهر على حد قوله “يا سباع البر حومي اشربي ولا تعومي.. اشـربي من بير زمزم.. زمزم عليها السلام.. ويا سلام اضرب سلام علي مظـلل بالغـمام.. الغـمـامـة غـمتـو.. غـمتـو ومـا لمتـو.. غمتـو خـوفاً عليه.. وعلينا وعـليه.. وعلى من زار قبره وعلى من حج إليه”.

 

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى