العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

الذكرى التاسعة على معركة الحسكة وصمود حامية فرع الأمن الجنائي

تسع سنوات مرت على ذلك اليوم الصيفي الحار، الذي كان أبطاله مجموعة من المقاتلين من ضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي والجيش العربي السوري و الدفاع الوطني والأجهزة الأمنية والمتطوعين من أهالي المدينة، فمنهم من ارتقى شهيداً كريماً ومنهم من بقي منتظراً ومنتصراً رافع الرأس .

 

في يوم 23 حزيران وفي بداية شهر رمضان من عام 2015، بدأ تنظيم ” داعش” هجومه العنيف على الأحياء الجنوبية من مدينة الحسكة والذي سبقه تفجير العشرات من العربات المفخخة، ومعارك عنيفة خاضها أبطال الجيش العربي السوري والشرطة على مشارف المدينة من البانوراما إلى الرصافة وحي الزهور وحيي النشوة الغربية والشرقية .

 

وبعد تمكن المهاجمين من التغلغل داخل أحياء النشوة الغربية والشرقية الزهور (حوش الباعر)، واحتلال مباني مشفى الأطفال وشركة الكهرباء وعدد من المدارس، أصبحوا وجهاً لوجه مع حامية فرع الأمن الجنائي آنذاك بقيادة العميد شرف الشهيد زياد الدخيل المكلف برئاسة الفرع وزملائه الأبطال، الذين استبسلوا في الدفاع عن مواقعهم لأكثر من 72 ساعة، هذه الساعات التي كانت المهمة في تاريخ المعركة.

 

وروى قائد شرطة محافظة الحسكة الأسبق اللواء المتقاعد “حسيب نديم الطحان” الذي كان أحد أبطال تلك الأيام لتلفزيون الخبر تفاصيل تلك المعركة قائلاً إن: “تلك الأيام الحارة بدرجتها ومعاركها لا تنسى، أياماً كانت الحد الفاصل بين الصدمة والانتصارات على مساحة الوطن، وتابع: “انتصار الحسكة آنذاك على أكبر تنظيم إرهابي في العالم كان باب الانتصارات السورية”.

 

وأضاف اللواء “الطحان” بان: “بسالة وصمود عناصر الجيش العربي السوري والمجموعات الشعبية والأجهزة الأمنية، ومن ثم صمود وشجاعة عناصر قوى الأمن الداخلي في فروع الأمن الجنائي والسجن المركزي و الهجرة والجوازت والمرور وكتيبة حفظ الأمن والنظام هي التي كانت العامل المهم في النصر” .

 

وأشار اللواء الطحان إلى أن: “صمود وشجاعة حامية فرع الأمن الجنائي بمدينة الحسكة كان لها الأثر الأكبر والأهم في مجرى المعارك فلولا صمودهم وبسالتهم لتعقدت الأمور أكثر وتمكن التنظيم الإرهابي من التوغل أكثر في أحياء وسط المدينة ومنها المريديان وأراضي حبو والمساكن وشارع القضاة”.

 

وأكمل اللواء “الطحان” لتلفزيون الخبر: “لم يتمكن التنظيم على مدار ثلاثة أيام والتي كانت كافية بإعادة ترتيب الصفوف وتوحد الجيش و الشرطة والمواطنين في المدينة، من اقتحام مبنى فرع الأمن الجنائي حتى عصر يوم 26 -6- 2015 و باستخدام العربات المفخخة والدبابات تمكن من احتلال فرع الأمن جنائي بعد أن استشهد 12 عنصر من الأبطال الصامدين”.

 

ولفت اللواء “الطحان” إلى أن “صمود حامية فرع الأمن الجنائي رفعت من معنوياتنا جميعاً وشكلت حالة من القوة، حيث تمكنت القوات العاملة على الأرض بالبدء بالهجوم المعاكس على المواقع التي احتلها التنظيم وخلال 34 يوماً من القتال الشرس تمكن الجيش العربي السوري والشرطة والقوات الرديفة من إعلان و تحرير مدينة الحسكة من فلول “داعش ” وتحديداً في ذكرى عيد الجيش و القوات المسلحة الأول من شهر آب”.

 

ويتذكر أهالي مدينة الحسكة تلك الأيام بكل فخر واعتزاز و الحزن في الوقت نفسه على الذين ضحوا بأنفسهم لتعيش المدينة وأهلها بسلام بعيداً عن السواد والسيوف وقطع الرقاب، مدينة عامرة بحب أهلها لبعضهم و لجيشهم الباسل وقواتهم الشعبية التي كانت اللاعب المهم في المعارك.

 

الجدير بالذكر أن شهداء حامية فرع الأمن الجنائي هم ” العميد شرف زياد الدخيل و النقيب شرف خضر راضي و الملازم شرف محمود ديوب و الملازم شرف حواس المحمد و الملازم شرف داوود العلي و الملازم محمد دنبرة و الملازم شرف عبدالهادي رزق و الملازم شرف احمد الدخين و الملازم شرف انس دعاس و الملازم شرف محمود عمورة و الملازم شرف علي الصالح و الملازم شرف خضر العواد و الملازم شرف محسن ملحم”.

 

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى