العناوين الرئيسيةمجتمع

أطفال حمص خلال العيد بين الألعاب التقليدية والإلكترونية

قضى أطفال مدينة حمص أيام عيد الأضحى بأشكال مختلفة، منها ما كانت روتينية وأخرى فرضتها الظروف الاقتصادية الراهنة على ذويهم.

وانتشر العشرات من الأطفال الذكور في مختلف الأزقة والحارات كما جرت العادة، وتسلحوا بمسدسات الخرز وأنواع مختلفة من الفتيش لتبدأ جولات تبادل إطلاق الحبيبات على بعضهم البعض، في مشهد بات من أساسيات مشهد العيد رغم خطورته.

وتوجه بعضهم الآخر إلى مراجيح الحارة البسيطة في الأحياء الشعبية، فهي ذات تكلفة معقولة قياساً بالامكانيات المادية للسكان، ولا تتجاوز ألفي ليرة لمدة ربع ساعة، وهو وقت كاف للشعور بالسعادة والتقاط بعض الصور التذكارية ممن سمح له أهله باستعارة الموبايل.

وقال صلاح (35 عاماً، موظف، من سكان حي المهاجرين بمدينة حمص) لتلفزيون الخبر إن: “تراجع القدرة الشرائية بشكل كبير مع كل التكاليف التي تكبدتها بشراء الضيافة ومستلزمات العيد قضى على الراتب والمنحة سوية، ولم يعد بالإمكان إلا السماح لأطفالي باللعب في مراجيح الحي بعشرة آلاف ليرة لكل منهم خلال يومين”.

 

واكتظت صالات الألعاب في مختلف أحياء مدينة حمص بعشرات الاطفال المنتظرين دورهم بلعب “فيفا” أو “ببجي” بتكلفة تتراوح بين 10 -15 ألف ليرة للساعة الواحدة، تبعاً للحي والحال الاقتصادي لسكانها ما بين شعبي ومتوسط ومرتفع.

 

وأكد حسين (صاحب صالة للألعاب في حي العباسية) أن: “العيد يشكل فرصة كبيرة للربح والعمل وتعويض فترة الجمود التي مرت منذ عيد الفطر، إذ يأتي عشرات الأطفال منذ الصباح الباكر وينتظرون دورهم باللعب”.

 

وأضاف حسين لتلفزيون الخبر بأن: “تكلفة اللعب لساعة واحدة لا تزيد عن 10 آلاف ليرة، بسبب التكاليف المرتفعة التي دفعتها للتجهيز بدءاً من تركيب الطاقة الشمسية وملحقاتها، بالإضافة إلى الكراسي والطاولات والشاشات وغيرها”.

 

‌وبين حسين أن: “أكثر الألعاب طلباً من الأطفال كرة القدم (فيفا) وببجي التي لا يملك أكثرهم ثمن موبايل كي يلعبها بواسطته، ما يدفعهم للمجيء واللعب عبر الشاشات والكمبيوترات، بينما لا يزال بعضهم الآخر يفضل لعبة كونتر سترايك الشهيرة أو جي تي آي”.

 

وفي الوقت نفسه، توجه عدد من الأطفال رفقة ذويهم إلى مدن الملاهي محدودة العدد في مدينة حمص، كي يلعبوا بالسيارات الكهربائية والأحصنة والقرص الدوار والسفينة وغيرها، وتراوحت تعرفة الدخول ما بين 5-10 ليرة بحسب اللعبة.

 

ودفع تدهور الأوضاع الاقتصادية الراهنة الكثير من الأطفال إلى نسيان ألعاب العيد وثيابه وكل ما يتعلق به، ما دفعهم للعمل في سن مبكرة ليكونوا رجالاً قبل الأوان من حيث تحملهم لمسؤوليات كبيرة وتعب جسدي لا يناسب أعمارهم.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى