ما علاقة “بيبسي” سوريا بشركة “بيبسي العالمية” الداعمة لـ”إسرائيل” ؟
منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” وما تلاها من عدوان صهيوني خرق كل المعايير الإنسانية على مستوى التاريخ ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، أطلق مناصرو القضية حملة مقاطعة لجميع المنتجات الصهيونية أو التي تتصل بشكل أو بأخر بالكيان وداعميه.
وضربت هذه الحملة كُبرى العلامات التجارية العالمية سيما المتعلقة بالأغذية في مقتل، حيث كشفت عن خسائر كبيرة لها في الربع الأول من 2024.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، أعلنت شركة “بيبسيكو” الأمريكية الداعمة للكيان التي يعتبر مشروب “بيبسي” أحد منتجاتها عن خسائرها خلال الربع الأخير من 2023، حيث تراجعت أرباحها بنسبة 57.7% وذلك بشكل رئيسي نتيجة حملات المقاطعة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا.
وفي نيسان الماضي، نشر تقرير الشركة أن وحدة “كواكر أوتس” التابعة لها وقعت بخسائر بقيمة 49 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2024 وتراجعت إيراداتها بأكثر من 200 مليون دولار ما دفعها لرفع سعر منتجاتها في الشرق الأوسط.
الواقع في سوريا
صحيح أن البضائع التابعة لشركات صهيونية وأمريكية لا تجد طريقاً إلى الوصول للسوق السورية نتيجة توجهات حكومية اقتصادية نواتها “مكتب مقاطعة “إسرائيل”” التابع لوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية من جهة
إضافة للرفض الشعبي التلقائي لأي منتج مرتبط بالكيان من جهة أُخرى لكن على سبيل المثال تتابع شركة “جود” الحاصلة على امتياز انتاج المياه الغازية لمنتج “بيبسي” المرتبط بشركة “بيبسيكو” الأمريكية الداعمة للكيان الترويج لمنتجاتها وضخها في الأسواق المحلية.
وتعتبر شركة “جود” في اللاذقية هي الوكيل الحصري لشركة “بيبسي” العالمية ضمن سوريا، والتي مازالت تنتج عبوات المشروب الغازي الداعم للاحتلال على خطوط معاملها.
وبلغ سعر عبوة “بيبسي” العائلية قياس ليتر بتاريخ 16 حزيران 2024 في الولايات المتحدة الأمريكية دولار واحد (حوالي 13500 ألف بسعر المركزي و14800 بسعر سوق السوداء)، أما في سوريا وصل سعرها إلى 11 ألف ليرة في دمشق ما يعاني معادلتها تقريباً للسعر العالمي.
وحاول تلفزيون الخبر الاتصال بشركة “جود” لصناعة المياه الغازية من خلال الأرقام الموجودة عبر صفحة المؤسسة على “فيس بوك” عدة مرات، لتبيان علاقة المؤسسة مع الشركة الأم الأمريكية الداعمة للكيان لكن لم يُجب أحد.
كما حاول تلفزيون الخبر التواصل مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية لفهم حيثيات الموضوع لكن كما حصل مع “جود” لم نصل لأي جواب.
أسئلة لابُد منها
في حال كانت شركة “جود” مازالت تحظى بامتياز بيع منتجات “بيبسي” في سوريا كما هو منشور على عبواتها المطروحة في السوق، ما هو تعليقها على حملات المقاطعة لهذا المنتج الذي يعتبر داعم بشكل رئيسي لكيان الاحتلال والذي أطلق حملات استفزازية للشارع العربي في عدة بلدان عربية؟ هل تقبل الشركة أن تكون شريكاً في ما يجري بفلسطين؟.
وإذا فرضنا أن المنتج المطروح في سوريا لا ينتمي للشركة الأصلية الداعمة للاحتلال، ولا يملك امتيازاً لبيعه في سوريا من قبلها، وأن الكلام المنشور على العبوة هو بقصد “التمايز” التجاري عن المنتج المحلي.. هل من المنطق بيع المنتج بسعر مقارب لسعره العالمي الذي خصصته الشركة الأصلية؟
وإذا لم يكن الامتياز سار المفعول حتى تاريخه ألا يعتبر كتابته على العبوات غش تجاري بحاجة عقوبة؟.
بما أن مكتب “مقاطعة “إسرائيل”” كان وما يزال مسؤولاً عن تنفيذ إجراءات مقاطعة عربية صارمة في حق كل من يتعامل اقتصادياً مع الكيان الصهيوني بصورة مباشرة أو غير مباشرة فكيف يسمح المكتب لشركة محلية تملك امتياز شركة تدعم بشكل مباشر الاقتصاد الصهيوني الترويج لمنتجاتها ضمن الأرض السورية؟
في أب 2021 نفى مصدر في شركة “جود” باللاذقية الوكيل الحصري لشركة “بيبسي” في سوريا لتلفزيون الخبر الأنباء المتداولة عن سحب رخصة “بيبسي” من سوريا وتوقف المنتج عن المبيع بالأسواق السورية مؤكداً أن “إنتاج بيبسي على خطوط شركة جود لا يزال مستمراً على مدار 24 ساعة”.
وتأسست “مجموعة جود” عام 1933 وتمتلك شركات صناعية عدة منها “جود للحديد” و”جود للاخشاب” وللصناعات المنزلية وللصناعات الغذائية.
يشار إلى أن الإقبال على المشروبات الغازية التي تنتجها شركات عالمية في المنطقة العربية ومنها “بيبسي” الداعمة للكيان تراجع بشكل كبير مع إقبال ملحوظ على المنتجات الوطنية.
يذكر أنه في عام 2023 قامت “بيبسيكو” بشراء شركة “سوداستريم” الصهيونية مقابل 3.2 مليار دولار وتمتلك أيضاً 50٪ من شركة الأغذية الصهيونية “سابرا” وغيرها من الصفقات التي تساهم في إنعاش الوضع الاقتصادي لدى الكيان، وبدوره يؤثر على النشاط السياسي والعسكري للكيان في المنطقة وخصوصاً في فلسطين.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر