العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

24 عاماً على رحيل “عراب المنطقة” وأحد زعمائها التاريخيين الرئيس حافظ الأسد

تمر اليوم الذكرى الـ24 على رحيل “عراب المنطقة” وأحد زعمائها التاريخيين الرئيس حافظ الأسد، الذي أجمع أصدقاؤه وأعداؤه على حد سواء على وصفه بالقائد التاريخي لسوريا.

 

ولد الرئيس الراحل حافظ الأسد لأسرة فقيرة في اللاذقية عام 1930، ودرس في مدارس المحافظة، وانضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946 بصفة طالب ناشط كما اهتم بالتنظيمات الطلابية حيث كان رئيس فرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ثم رئيساً لاتحاد الطلبة في سوريا.

 

وانتسب الرئيس الراحل للكلية الحربية في محافظة حِمص عام 1952، وتخرج بعد ثلاث سنوات بدرجة بكالوريوس طيران حربي برتبة ملازم طيار، واُختير للذهاب إلى مصر للتدرب على قيادة الطائرات النفاثة ومن ثم أرسل إلى الاتحاد السوفيتي ليتلقى تدريبًا إضافيًا على الطيران الليلي بطائرات ميج 15 وميج 17 والتي كانت تزود بها القوات الجوية العربية السورية.

 

وانتقل الرئيس الأسد لدى قيام الوحدة بين سوريا ومصر مع سرب القتال الليلي التابع للقوات الجوية العربية السورية للخدمة في القاهرة، وكان حينها برتبة نقيب طيار، ولم يتقبل مع عدد من رفاقه قرار قيادة حزب البعث بحل الحزب عام 1958 استجابة لشروط الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة، فقاموا بتشكيل تنظيم عسكري سري عام 1960 عرف ب”اللجنة العسكرية”.

 

وقام حزب البعث بالتعاون مع عدد من الأحزاب في سوريا بالتوقيع على وثيقة الانفصال في عام 1961، وعلى إثر ذلك اعتُقل مع عدد من رفاقه في اللجنة العسكرية في مصر لمدة 44 يوماً.

 

وأطلق سراحهم بعد ذلك وأُعِيدوا إلى سوريا في إطار عملية تبادل مع ضباط مصريين كانوا احتُجزوا في سوريا.

 

وفي 8 ٱذار 1963 قامت ثورة البعث ليعود بعدها الأسد إلى الخدمة العسكرية ويعين قائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي، وفي 1966 تولى منصب وزير الدفاع حتى قيامه مع رفاقه عام 1970 بما عرف بالحركة التصحيحية.

 

وتولى الرئيس الأسد بعد الحركة منصب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ونائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في 21 تشرين الثاني 1970، ثم ما لبث أن أصبح رئيس الجمهورية العربية السورية وأمين عام حزب البعث العربي الإشتراكي والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في 22 شباط 1971 ليثبت في 12 آذار 1971 رئيسًا للجمهورية العربية السورية لمدة سبعة سنوات بعد إجراء استفتاء شعبي.

 

علاقاته العربية

أسس حافظ الأسد مع كل من الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس الليبي معمر القذافي اتحاد الجمهوريات العربية وتم التوقيع على اتفاقية ودستور دولة اتحاد الجمهوريات العربية في بنغازي بتاريخ 18 نيسان 1971، وأجري عليه استفتاء شعبي في الأقطار الثلاث.

 

كما حاول تشكيل وحدة مع العراق عام 1979 لكنها لم تصل للتطبيق بعد حدوث انقلاب صدام حسين في العراق.

 

وشكل الرئيس الأسد مع الرئيس المصري حسني مبارك وملك السعودية ٱنذاك فهد، ثلاثي القرار العربي حيث كان اجتماع القادة الثلاث يضع خارطة الطريق لجميع القرارات العربية ويحقق التوازن العربي، كما شكل خلال فترة تواجد الجيش السوري في لبنان مع السعودية ما عرف بمعادلة (س-س) التي ساهمت بحفظ استقرار لبنان بعد الحرب الأهلية.

 

العسكر والحرب

قاد الرئيس الراحل الجيش العربي السوري حرب 6 تشرين 1973 ضد كيان الاحتلال بعد توحيد الجبهات بين سوريا ومصر واستمرت العمليات القتالية حتى يوم 21/10 من ذات العام، وهو اليوم الذي قبلت به مصر وقف اطلاق النار بشكل منفرد، وذلك بعد تحرير القوات السورية لمدينة القنيطرة والقوات المصرية لشبه جزيرة سيناء.

 

وانطلقت بعدها “معارك الاستنزاف” التي خاضها الجيش العربي السوري منفرداً ضد الاحتلال لمدة 90 يوماً والتي كبدت العدو خسائر فادحة.

 

وشارك الجيش العربي السوري بتوجيه من الرئيس حافظ الأسد ضمن نسيج قوات “الردع العربي” في عملية وقف الحرب الأهلية التي دارت في لبنان انطلاقاً من عام 1976، حيث كان العنصر الأكبر في هذه القوات الهادفة لإحلال السلام بين اللبنانيين.

 

وتصدى الجيش العربي السوري في عهد الرئيس الراحل رفقة فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية للغزو الصهيوني 1982 لجنوب لبنان، حيث قدم جيشنا آلاف الشهداء والجرحى لحماية بيروت من الاجتياح ومن ثم تحرير لبنان عام 2000.

 

وعانت سوريا خلال الفترة الممتدة من نهاية السبعينات حتى أواسط الثمانينات من مؤامرة عربية دولية لكسر سوريا ومنعها عن القيام بمهامها القومية بوجه الاحتلال الصهيوني، وتمثل ذلك بخوض معارك مع ميليشيا “الأخوان المسلمين” على الأراضي السورية.

 

حيث نفذ “الأخوان” عمليات تفجير ضد المدنيين واغتيالات للنخب السورية بقصد إحداث حرب أهلية داخل البلاد، لكنها باءت بالفشل نتيجة تصدي قوات الجيش العربي السوري لها.

 

وانضم الجيش العربي السوري بتوجيه من الرئيس الأسد لقوات التحالف الدولي المشاركة في عملية تحرير الكويت من الغزو العراقي في آب 1990، حيث شارك 14300 مقاتل سوري في العمليات لكن تحت شرط أن تكون القوات السورية تحت إدارة قيادة عربية مشتركة لا قيادة أميركية، واستمرت القوات في المشاركة حتى نهايتها في شباط 1991.

 

دعم المقاومة

قدمت سوريا وجيشها في عهد الرئيس حافظ الأسد دعماً مطلقاً لحركات المقاومة العربية بوجه الاستعمار التقليدي وكيان الاحتلال الصهيوني، حيث قامت سوريا بتبني حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وفتح مراكز تدريب للمقاتلين على الأراضي السورية.

 

إضافة لمد هذه الحركات بمختلف أنواع الأسلحة خصوصاً خلال معارك تحرير لبنان والانتفاضتين الفلسطينيتين، وشكل علاقة ممتاز مع الجمهورية الإيرانية بعد انتصار الثورة على الشاه.

 

على الصعيد الداخلي

 

وضع الرئيس الأسد أُسس دستور سوري جديد مع بداية رئاسته في مطلع السبعينات كما تم استصلاح الأراضي الزراعية وتوزيعها على الفلاحين وتشييد سد الفرات وبناء الجامعات والمدارس وتحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي التي حمت سوريا أمام العقوبات الغربية والأمريكية كما دعم الفن والمرأة والرياضة واستضافت سوريا في عهده بطولة البحر الأبيض المتوسط.

 

ورفض الأسد الراحل اتفاقيتي “كامب ديفيد” و”أوسلو” معتبراً أن حل الصراع العربي مع الكيان يجب أن يكون شاملاً على مبدأ العدل والمساواة والأرض لأصحابها ورفض توقيع اتفاق مع الكيان رغم الوساطات الأمريكية والتي كان ٱخرها عام 1998.

 

يذكر أن الرئيس حافظ الأسد توفي في 10 حزيران 2000 وتم دفنه في مدينة القرداحة مسقط رأسه بعد تشييع شعبي ورسمي غير مسبوق حضره عدد كبير من قادة ورؤساء العالم.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى