من منا لم يتفاخر ب”الشحاطة” ويتغزل ب”الدبدوب” .. أسماء الموبايلات “أيام العز”
محمياً داخل بيت جلد صغير اتخذ مكانه على قشاط بنطاله، يحرص أبو دانيال على حماية موبايل “الشحاطة” الذي اشتراه في سنوات ما قبل الأزمة وخاض معه حروب الحياة، بل إنه “فلح فلاحة” حسب تعبيره.
“كل شي إلا الشحاطة”، يبدأ أبو دانيال (متقاعد، 60 عاماً) حديثه لتلفزيون الخبر بإظهار أهمية جهاز النوكيا 3310 وهو المعرف الخاص بإسم هذا الجوال، لكنه اشتهر عبر الأجيال بذلك اللقب نتيجة حجمه الكبير في اليد.
وأضاف الرجل القاطن في حي السبيل بمدينة حمص بأن: “كل أجهزة الجوال عرفت خلال تلك الفترة بأسماء غريبة، مثل الدبدوب، الهامر، أصالة، الراجمة، الدمعة وغيرها من أغرب الأسماء التي قد تسمعها، لكنها كانت ولا تزال صامدة وقوية وقادرة على القيام بالمطلوب منها رغم محدودية ميزانيتها”.
الأسماء أسهل من الأرقام
اعتاد من عاش في مطلع الألفينات على إطلاق الأسماء على الجوالات عوض أرقام موديلاتها، وكان ذلك يتم عبر تقريب أشكالها إلى ما هو مألوف، فالدمعة واضحة المعالم، والباندا يماثل ذلك الحيوان من حيث الشكل واللون، بحسب راكان (صاحب محل موبايلات في حمص).
ويضيف راكان لتلفزيون الخبر: “كما انتشرت أسماء موبايلات نسبة إلى بعض الفنانين المشهورين، والجميع يتذكر موبايلات راغب وأصالة، وغيرها من الموديلات التي كانت مصدر فخر لمالكها في بداية الألفينات”.
أما الآن فقد باتت الموديلات أكثر من أن تحصى، والشركات على “قفا مين يشيل” يكمل راكان، بعد أن كانت محصورة ببضعة شركات تنافست فيما مضى على احتكار السوق، مثل النوكيا والسوني و htc, بينما أصبحت اليوم بالعشرات نتيجة التطور وانفتاح الأسواق العالمية”.
شركات جديدة دخلت على الخط
أدى التقدم التكنولوجي العالمي إلى ظهور شركات متخصصة في صناعة الموبايلات وتنافست في إصدار أقوى وأحدث الميزات من حيث الذاكرة والكاميرا والبطارية ومتانة الجوال ذاته، وفق جورج (صاحب محل في حي الأرمن)
وأوضح جورج لتلفزيون الخبر أن: “أكثر الشركات انتشاراً في الوقت الراهن هي سامسونج، إذ يميل معظم السكان لشراء منتجاتها مع كل إصدار جديد يكتسح السوق، فكانت فئات note فيما مضى ومن ثم فئة A بكل ما فيها من إصدارات التي ما يزال ينتج منها حتى الآن مثل a14, a32”.
وأكمل جورج: “أما الآن فقد انتشرت شركات أخرى مثل شاومي، انفنكس، تيكنو، وتراجعت شركات أخرى مثل هواوي بينما انقرضت واختفت شركات بالكامل مثل سوني ونوكيا وhtc”.
الأسعار “مريخية”
ارتفعت أسعار الموبايلات بشكل كبير مع تعاقب السنوات، متأثرة بعدة عوامل أبرزها سعر الصرف وتحكم التجار وغيرها، وأصبح شراء موبايل يحتاج إلى جمعية أو قرض، بحسب تعبير جورج، مع عدم توفر أي موبايل بسعر يقل عن مليون ونصف إن كان جديداً وغير مجمرك بالطبع.
وأضاف: “تختلف نشرة الأسعار بشكل شبه يومي وأحياناً في اليوم نفسه، وبطبيعة الحال فإنها دائماً تأخذ منحى تصاعدي باستمرار مع تذبذب سعر الدولار كونه العامل الأساسي المؤثر في ذلك”.
وأشار جورج لتلفزيون الخبر إلى أن: “ارتفاع أسعار الموبايلات ومعها قضية الجمركة دفعت الكثيرين للبحث عن طريقة لشراء جوال وعدم دفع قيمة جمركته لعدم تناسبها مع سعره والبالغة نحو 60%، إذ يلجأ البعض لشرائه دون جمركته والبعض الآخر يعمل على كسر الآيمي مع كل مخاطر ذلك.
ولفت جورج إلى أنه أصبح من المألوف رؤية بعض الأشخاص وبشكل خاص من فئة الشباب يحملون جهازين في أيديهم، أحدهما لتصفح الانترنت فقط والآخر يكون بمثابة (بثاثة) الشبكة للأول بالإضافة لإجراء الاتصالات كونه قابلاً للعمل على الشبكة.
وعاد النوكيا “الشحاطة” للظهور مجدداً بعد أن كاد يختفي رفقة طرازات قديمة أخرى، في مشهد كثيراً ما يثير الحنين لمن حمله في حقبة زمنية يصفها ويختصرها أبناء ذلك الجيل بعبارة فيسبوكية تقول “عندما كنا لا نحمل همّاً”.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر