في ذكرى رحيل المعري .. الفيلسوف السوري الذي قطع رأسه في إدلب
حلت الجمعة الذكرى 967 لرحيل الشاعر والأديب والفيلسوف السوري أبو العلاء المعري الذي يعتبر أحد أبرز أعلام الحضارتين الإسلامية والعربية.
ومع بداية الحرب على سوريا كان واضحاً بشكلٍ جلي محاولة القائمين على الحرب والتابعين لهم من جماعات محلية وتنظيمات إرهابية استهداف الوجه الحضاري والتاريخي للبلاد عبر تدمير الآثار وسرقتها.
وقامت مجموعات إرهابية تابعة لجماعة “جبهة النصرة” الإرهابية في 2012 بمحاولة تدمير تمثال الفيلسوف السوري “المعري” في بلدة معرة النعمان جنوب إدلب، لكن الأمر جوبه برفض من أهالي المدينة ومثقفيها نظراً لما يحمله التمثال من إرث تاريخي يتغنى به الأهالي ما جعل الإرهابيين يعدلون عن تدميره.
وفي 12 شباط 2013 عاود الإرهابيون محاولتهم لتدمير التمثال زاعمين أنه يرمز للوثنية حيث تم إنزال هيكل التمثال كاملاً عن العمود الذي يحمله وتشويه الكتابات على جداره التي تعرّف بأنه تمثال للشاعر “المعري” ثم قطعوا رأس التمثال.
وتعتبر حادثة قطع رأس تمثال الفيلسوف السوري واحدة من أبرز الجرائم الثقافية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية في سوريا على مدار سنوات الحرب وتظهر بشكل لا يقبل للنقاش أهداف هذه الجماعات التي تدعي الحرية والديمقراطية لكنها في أعمالها تهدف إلى نشر السواد على امتداد البلاد.
ولم تتوقف جرائم الجماعات الإرهابية ومشغليها عند رأس تمثال “المعري” بل تم استهداف الآثار السورية عبر عمليات التدمير والنهب والسلب لهذا التراث والتنقيبات العشوائية وبيعها في السوق السوداء عبر شبكات المافيا التركية ومنها إلى السوق السوداء في العالم.
�وفي نهاية كانون الثاني 2020 تمكنت قوات الجيش العربي السوري من تحرير مدينة معرة النعمان من أيدي الجماعات الإرهابية وبسط الأمن فيها وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين.
يذكر أن “المعري” هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري ولد وتوفي في معرة النعمان في الشمال السوري وأصيب في الرابعة من عمره بالجدري فكفّ بصره من أبرز مؤلفاته “رسالة الغفران” و”تاج الحرة في النساء وأخلاقهن وعظاتهن”.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر