سائق تكسي ينقل مرضى السرطان وغسيل الكلى مجاناً في دمشق

بوساطة سيارة تكسي “الفيرنا” التي يعمل عليها على طريقة الضمان، قرر بسام كويفاتي (45 عاماً) مساعدة مرضى السرطان وغسيل الكلى بطريقته الخاصة، بعد تجربة مرّت في حياته الشخصية.

 

وكانت إصابة والده بمرض السرطان شرارة الفكرة والمبادرة التي بدأ فيها منذ نحو عام ونصف، كما قال لتلفزيون الخبر، وتتمثل بتوصيل مرضى السرطان وغسيل الكلى مجاناً في محافظة دمشق وصولاً إلى مشفى “البيروني” في منطقة حرستا بريفها.

 

وقال “كويفاتي”، لتلفزيون الخبر، إنه “بدأت الفكرة عندما كنت أذهب مع والدي إلى مستشفى البيروني، وسماعي لقصص كثيرة في الغرف ومعاناة المرضى ومرافقيهم جراء التنقل وتكاليفه والمسافات الطويلة التي يقطعونها للوصول”.

 

وأضاف “كويفاتي”، أن “سمعت معاناة أشخاص لا يملكون نقوداً للعودة إلى منازلهم فاضطروا للنوم في أروقة المستشفى، وظلّت تلك المعاناة في ذاكرتي بعد وفاة والدي، لذلك قررت مساعدتهم حسب قدرتي عبر توصيلهم مجاناً”.

 

وأردف “كويفاتي”، أن “كتبت على الزجاج الخلفي عبارة التوصيل المجاني، ولاقت مبادرتي استحساناً كبيراً وتشجيعاً من مختلف السكان، حتى من قبل شرطة المرور، إذ يغضّ بعض عناصرها النظر أحياناً عن مخالفات صغيرة أقوم بها تقديراً منهم لهذه المبادرة”.

 

وأشار “كويفاتي” إلى أنه “خلال أسبوع واحد قمت بتوصيل 13 عائلة إلى المستشفيات، علماً أنني أخبرهم عند عدم قدرتي على ذلك جرّاء ضغط العمل، كما أتلقى العديد من الاتصالات خلال العمل وأحرص على ألّا أخذل أحداً حتى أنني أقوم بدفع أجرة تكسي أخرى وتوصيلهم عندما لا استطيع ذلك بسيارتي”.

 

“تكفيني دعوة من قلب مريض أو مرافقه”، يضيف الرجل المتزوج والأب لثلاثة أبناء والقاطن في منزل بالإيجار، ويكمل حديثه لتلفزيون الخبر، بأن “تلقيت الكثير من اتصالات الشكر من داخل البلاد وخارجها وأشعر أنني لا أقوم إلّا بواجبي تجاه المرضى وحسب قدرتي”.

 

وأكمل “كويفاتي”، أنه ” أتمنى من أي شخص قادر على مساعدة المحتاجين والمرضى والعاجزين ألّا يتردد في ذلك، قدر الإمكان، دون النظر إلى الجانب المادي كربح أو خسارة، بل من جانب إنساني تجاه أبناء البلد في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة”.

 

وختم صاحب المبادرة حديثه، بأن “الحزن وشعوراً بالنقص يصيبني عند مرور يوم واحد دون أن أساعد أحد المرضى، إذ أنني أشعر بدعواتهم ومشاعرهم تجاهي، ولذلك آمل أن تعمم مبادرتي كي نتجاوز المحنة التي نمر فيها”.

 

عمار إبراهيم – تلفزيون الخبر