“الشنكليش” أو “السوركة”.. من مازَة إلى “شهوة” صعبة المنال على موائد السوريين
“لا الشنكليش ممكن يصير مربى ولا قليل الأصل ممكن يتربى”، تبدأ سميّة (55 عاماً) حديثها لتلفزيون الخبر بأحد الأقوال الشعبية المرتبطة بهذه الأكلة الشهيرة في مختلف المحافظات السورية.
واشترت الموظفة “سميّة” بعد عناء طويل كيلو قريشة من سوق الحميدية بمدينة حمص، كي تجهز ما تيسّر من مؤونة الشنكليش، الأكلة المحببة والمرغوبة في كل أوقات العام، كما قالت لتلفزيون الخبر.
وتفرِك المرأة التي تنحدر من ريف حمص الغربي كميات القريشة بمقدار مناسب من الملح بعد وضعها في وعاء كبير، لتبدأ من بعدها بتشكيل أقراصٍ ستتحوّل بعد فترة من الزمن إلى الشنكليش.
وذكرت “سمية” لتلفزيون الخبر، أن: “أسعار القريشة وهي المكوّن الأساسي للشنكليش ارتفعت إلى مستويات قياسية لم يعد بالإمكان تحمّلها دائماً، إذ وصل سعر الكيلو الواحد إلى 27 ألف ليرة”.
وأضافت سمية، وهي أم لأربعة أبناء، أن: “الأسعار تتراوح وتختلف حسب جودة القريشة، فبعضها يبدو للناظر بلون ناصع البياض لكن طعمه مر، بينما لا يمكن اكتشاف النوع الجيد إلا بالتذوق، ويمكن أن تجد سعر الكيلو بما يقارب 15 ألف لكن يا مسترخص اللحم عند المرقة بتندم”، حسب تعبيرها.
وتحدثت سمية لتلفزيون الخبر عن المراحل اللاحقة، بأنه: “بعد أن يتم تشكيل العجينة على شكل كرات توضع فوق صينية حتى تجف لمدة يومين أو ثلاثة ثم تنقل إلى القطرميز، وتتم تغطيته بقطعة قماش مع تجنب إغلاقه بشكلٍ تام لمدة تتراوح بين 15 و20 يوماً”.
وأكملت سمية، أن “يُعدّ الشنكليش من أساسيات الفطور إذ يمكن تناوله مع باقي الحواضر من الزعتر والمكدوس والبيض، كما يمكن صنع أكلات أخرى كالجعيفورة، وذلك بعد إضافة البصل والبندورة الفليفلة والزعتر الاخضر”.
وعادت سمية في الذاكرة إلى وقت كان فيه الشنكليش الحاضر الدائم على المائدة طوال فترة العام، حيث كانت والدتها تربي الأبقار، وبالتالي كان الحليب وجميع مشتقاته متوفرة بكميات كبيرة، فكان يمكن إعداد كل ما طاب للعائلة من السمنة والزبدة والقريش وغيره.
وتابعت سمية لتلفزيون الخبر، أنه “بعد وفاة والدتي وبيع الأبقار بتنا نشتهي أي من مكونات ومشتقات الحليب مع تراجع تربية المواشي، وأصبح سكان القرى أنفسهم يشتهون قرص الشنكليش فبات بعيد المنال وينضم بدوره إلى قائمة الممنوعات”.
وفي جولة على أسواق مدينة حمص، تبيّن ارتفاع سعر كيلو الشنكليش إلى 100 – 125 ألف بحسب السوق ومنطقة المنشأ ما بين أرياف المحافظة الشرقية والغربية، وبحسب بعض الباعة فقد أصبح وكغيره من المواد الغذائية حكراً على الميسورين.
يُشار إلى أن الشنكليش يصنّف ضمن ما يُعرف بـ“المازَة”، وهي كلمة فارسية تستخدم في بلاد الشام، وتعني المشهّيات (المقبلات) وهي أصناف المأكولات التي تُؤكل قبل أو مع الطعام لكي تحفّز وتزيد من الشهية، وفق موقع “ويكيبديا”.
عمار إبراهيم – تلفزيون الخبر