العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

28 عاماً على مجزرة “قانا” الأولى والاحتلال وحلفائه أكثر طغياناً

قصفت قوات الاحتلال الصهيوني في 18 نيسان 1996 مقر الكتيبة التابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان، آنذاك، بعد لجوء المدنيين إليه هرباً من عملية “عناقيد الغضب”.

وظنّ أهالي قانا وبعض القرى القريبة، أن اللجوء إلى معسكر للأمم المتحدة سيحميهم على اعتبار أن مراكز “اليونيفيل” لا تُقصف، فجاء الجواب سريعاً بقصف المقر واستشهاد ما يزيد عن 118 مدنياً وإصابة العشرات بجروح، في واحدة من أفظع جرائم العدو الصهيوني.

تفاصيل المجزرة

أطلقت المدفعية الصهيونية المتمركزة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية 17 قذيفة بعيدة المدى من عيار 155 ملم على القاعدة المترامية الأطراف لقوة حفظ السلام الدولية في قانا الكبيرة.

وانفجرت بعض القذائف قبل ارتطامها بالأرض وعلى ارتفاع حوالي 7 أمتار منها في الجو، وانفجر الباقي مع ارتطامه بالأرض، وأدّى ذلك إلى استشهاد أكثر من 100 من الأطفال والنساء والرجال الذين لجأوا إلى هناك، وأُصيب بعض الناجين بجروح بالغة.

ووصل المصابون إلى المستشفيات المحلية بأجساد مشوّهة ومحروقة ومصابة بشظايا، ويرجع العدد المرتفع للضحايا إلى طبيعة القذائف التي كانت أكثرها من القذائف التي تنفجر في الجو.

ردود الأفعال

أجرت عدة منظمات عالمية مهتمة بحقوق الإنسان تحقيقات حول المجزرة، وكانت النتائج أن القصف الصهيوني كان متعمداً، وعلى معرفة وعلم بوجود المدنيين في مقر “اليونيفيل”، وليس نتيجة الخطأ التقني الذي ادعاه الكيان.

وقدمت قوات الطوارئ الدولية تقريراً أكّد سقوط جنود فيجيين، ومئات الأبرياء، وجوبه التقرير بـ”فيتو” أمريكي، بعد رفض تغيير طبيعته وإدانة الكيان لارتكابه جريمة وحشية.

وعلت الصرخات المطالبة بشجب واستنكار دوليين ضد هذه المجزرة التي استهدفت عن قصد مدنيين أبرياء، فاجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين الكيان ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض “الفيتو”.

“عناقيد الغضب”

حاول الاحتلال في نيسان 1996 القيام بعملية اجتياح جديدة في لبنان، إذ استمرت المعارك بينه وبين المقاومة لمدة 16 يوماً، ارتكب العدو خلالها عدة مجازر، لكن ذلك لم يساعده في تنفيذ مخططه، لفشل العملية بفضل عمليات المقاومة والحراك الدولي السياسي الذي قادته سوريا لإيقاف العدوان الذي عُرف بـ”عملية عناقيد الغضب”.

وقام الكيان بأكثر من 1100 غارة جوية وقصف شامل بحوالي 25132 قذيفة، بما فيها قصف موقع للأمم المتحدة في قانا.

واستمر كيان الاحتلال في طغيانه، إذ أعاد كرته على قانا خلال حرب 2006 باستهدافه للمدنيين في مجزرة راح ضحيتها حوالي 55 شهيداً، عدد كبير منهم من الأطفال، الذين كانوا في مبنى مكوّن من ثلاث طبقات في بلدة قانا.

ماذا يجري اليوم؟

لم يقف الاحتلال عند هذا الحد من الإجرام، فبعد 5 حروب كبيرة على غزة وسلسلة من الاعتداءات على القدس وعموم الأراضي المحتلة وسوريا ولبنان طالت المدنيين، تشنّ “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول الماضي عدواناً همجياً خرق كل الأعراف الدولية، أدّى لارتقاء ما يقارب 34 ألف شهيداً و 77 ألف مصاباً، وآلاف المهجرين والمفقودين.

يُذكر أن المقاومة الفلسطينية في غزة لم تتوقف عن ضرب الاحتلال بعمليات نوعية منذ بداية العدوان الأخير، بالرغم من الدعم الغربي اللا متناهي بقيادة واشنطن لكيان الاحتلال، عبر توريد السلاح المحرم دولياً أو عرقلة الهدن الإنسانية أو التغاضي عن جرائم الحرب التي يرتكبها بحق المدنيين في منازلهم أو في المشافي والمخيمات.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى