اختصاصية توضّح آلية العودة للحياة الطبيعية بعد شهر رمضان وإجازة العيد
يُعاني معظم الناس من صعوبة العودة للحياة الطبيعية بعد شهر رمضان وإجازة العيد، بسبب اعتيادهم على روتين يومي تفرضه طبيعة هذه الفترة.
وأوضحت الاختصاصية النفسية، “هبة موسى”، لتلفزيون الخبر، أن “معاناة العودة للحياة الطبيعية بعد رمضان وإجازة الفطر، يطلق عليها اصطلاحاً اسم غيبوبة العيد، ومفتاح العودة لها هو تنظيم الوقت”.
وأكملت “موسى”، أن “نظام تغيير النوم يختلف من شخص لآخر، فالبعض يُعاني من صعوبة بالتغيير السريع لنظام نومه، والبعض الآخر يعود خلال يومين أو أكثر، وخلال هذه الفترة، تظهر بعد أعراض حرمان النوم على الناس، مثل تقلّب المزاج، ضعف التركيز، ضعف الذاكرة، الخمول، الصداع، قلّة النشاط البدني، النعاس خلال النهار وغيرها”.
وتابعت “موسى”، أن “هناك أكثر من طريقة للعودة لروتين الحياة بعد رمضان، إما تقديم النوم أو تأخيره أو مابينهما، وتقديم النوم طريقة جيدة رغم صعوبتها، ويمكن تطبيقها عبر النوم مبكراً، إذ يمكن للشخص أن يعوّد نفسه على الاستيقاظ باكراً وبالتالي النوم باكراً”.
وأردفت “موسى”، أن “الطريقة الثانية هي تأخير النوم، أي النوم متأخراً ثم الاستيقاظ باكراً نوعاً ما، ويلي ذلك نشاط بدني، ما يجعل الشخص مضطراً لأن ينام أقل بساعة أو نصف ساعة من اليوم السابق، حتى يصل للنوم المعتاد قبل شهر رمضان”.
ولفتت “موسى” إلى أنها “طريقة غير محبّذة، كونها متعبة ومجهدة، ولا تناسب جميع الأشخاص، كالموظفين، الذين لديهم وقت محدد للاستيقاظ”.
وأشارت “موسى” إلى أن “الطريقة الثالثة وسطية بين التقديم والتأخير، وهي طريقة مثلى، وتقوم بالتدريج، إذ يبدأ بتأخير أو تقديم نومه تدريجياً حتى يصل للوقت المعتاد قبل رمضان، والمحافظة عليه”.
وبيّنت “موسى”، أنه “كوننا مقبلين على فصل الربيع يجب تعريض المنزل أو مكان التواجد للشمس، لأن ذلك يساعد على إعطاء الدماغ إشارات لإعادة الساعة البيولوجية، وبأن هذا الوقت هو وقت نهار وليس للنوم، وتثبيط إفراز هرمون النوم (ميلانتونين)”.
ويفرز هرمون النوم (ميلانتونين) من الغدة الصنوبرية، التي تقع منتصف الدماغ، وتلعب دوراً مهماً في تنظيم الساعة البيولوجية، ويعمل هذا الهرمون عند اختفاء الضوء والهدوء التام.
وأضافت “موسى”، أنه “يجب الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي كافيين ومنبهات، واتباع نظام غذائي عن طريق تخفيف الطعام ليلاً، وتناول طعام يحتوي هرمون الميلانتونين، مثل البيض”.
ونصحت “موسى” بـ”المشي والاسترخاء من خلال الاستماع للموسيقا، والابتعاد عن العصبية، كون ذلك يساعد على الانتقال من مرحلة اليقظة إلى مرحلة النوم”.
يُذكر أنه يستوجب على من يجد صعوبة كبيرة بالعودة للحياة الطبيعية، رغم اتباع جميع الإجراءات، بحضور جلسات التنفيس الانفعالي، لتخفيف الضغط عند عدم القدرة على تنظيم الوقت، بحسب “موسى”، أو الاستعانة باختصاصي في حال تفاقم المشكلة، مع الإشارة إلى أن هذه الحالة من الممكن أن تطول، لكنها ليست بالخطرة.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر