الخبزية أو القرمشلية .. الحلاوة الحمصية التي لا خلاف مع الحموية على أصلها
تميزت مدينة حمص بصناعة حلوى الخبزية أو القرمشليّة، وتذهب لتكنى باسم المدينة في محافظات أخرى ( الحلاوة الحمصية)، وهي الحلوى التي لا خلاف على هويتها عند كل السوريين، مثل حلاوة الجبن، والتي تخضع لخلاف تاريخي بين الحماصنة والحموية على أصلها.
وتعد الخبزية من معالم أسواق العدية الغذائية التي تتزين بها، بشكل خاص خلال فترة الأعياد بلونيها الزهري والأبيض وشكلها الهرميّ.
ويكثر شراء القرمشلية خلال فترة الاحتفال بعيد خميس الحلاوة أو خميس الأموات، وفق أبو مصطفى، وهو أحد الخميسات السبع المعروفة في تاريخ المدينة، وتعتبر سيدة الحلاوة الحمصية وتتربع على عرش الحلويات الشعبية إلى جانب أصناف أخرى مشهورة، مثل البشمينة والسمسمية والراحة وبلاط جهنم”، وفق الرجل السبعيني.
وتأتي قيمة القرمشلية من ارتباطها روحيّاً بزيارة ممن رحلوا عن الدنيا، يكمل أبو مصطفى، حيث كان يطلق على خميس الحلاوة اسم خميس الأموات مع توجه سكان المدينة إلى المقابر لزيارة موتاهم وغرس الآس على القبور وتوزيع الحلوى على الزائرين.
واستمر شراء القرمشلية لاحقاً ليشمل كل أيام السنة، ولم يعد بالتالي يقتصر على خميس الأموات، يشير أبو مصطفى، ولذلك نشطت عمليات صنعه وبيعه طوال العام كنوع من الضيافة و تقديمها في الزيارات أيضا ً.
وبين أبو مصطفى أن: “صناعة القرمشلية يدوية بشكل كامل وعلى عدة مراحل، حيث يتم بداية خلط الطحين الأبيض مع الماء والملح ويسكب على دفعات بمقلاة كبيرة مسطحة تدهن بالزيت أو السمن النباتي وتحمى على النار لدرجة كبيرة وبعد سكب السائل لمدة ثوان قليلة يصبح كرغيف الخبز”.
وأضاف أبو مصطفى: “نقوم بعدها بنشر الخبز على منشر نظيف ونتركه يومين أو أكثر ريثما يجف، ثم نضعه داخل أكياس السكر لمدة خمسة عشر يوما بداخلها حتى تتعفن الطبخة، ثم نخرج الرقائق المكسرة من الكيس ونقليها في وعاء كبير مليء بالزيت ونصفّيها”.
وأردف ابن حي باب السباع: “نترك الخليط ليجف مرة ثانية ثم نضعه في وعاء كبير ونسكب فوقه القطر ونخلطه جيداً ونباعد بين الرقائق حتى لا تلتصق، ثم نخرجها ونتركها نصف ساعة لنقوم بعدها بتعليبها استعداداً لبيعها للمحال التجارية”.
أما عن ألوان القرمشلية، أوضح أبو مصطفى أنه: “ناجم عن استخدام صبغات غذائية صحية، ولا أدري تماماً سبب اختيار هذين اللونين لكنهما وبشكل واضح يعطيان شكلاً جميلاً يجعل المارة يميزونها من بعيد، فأصبحت تقليداً لمن يزور مدينة حمص”.
يشار إلى أن الشاعر الحمصي الشيخ عبد الهادي الوفائي ذكر الحلاوة في إحدى قصائده قائلاً:
ومن بعده يأتينا يوم تلوح به حلاوةٌ أكلها عند النسا وجبا
أهل القرى نقلوا عن جدهم خبراً من لم يذق طعمها في عامه جربا
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر