الموت يغيب الأديبة والكاتبة مهاة فرح الخوري

نعى اتحاد الكتاب العرب عبر حسابه الرسمي، الجمعة، الشاعرة والأديبة والمترجمة مهاة فرح الخوري، بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع والتميز الثقافي.

وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني لوكالة “سانا”: إن “اتحاد الكتاب العرب ينعي الأديبة والمترجمة الراحلة، ويؤكد أن أدبها ومواقفها الوطنية الصادقة ستبقى حاضرة بيننا من خلال ما تركته من أعمال أدبية وترجمات تحفل بها المكتبة السورية والعربية”.

ولدت الراحلة عام 1930 في القيمرية بدمشق، وبدأت دراستها في مدرسة راهبات البيزانسون، وتأثرت بوالدها “ميشيل فرح” الذي كان خطيباً وشاعراً وكانت تقرأ كل ما يكتبه من مقالات وأبحاث وقصائد.

وتزوجت “الخوري” من المرحوم وديع نعمة الخوري في العام 1949، وفي العام 1952 انتسبت إلى الجامعة السورية كلية الآداب، ولكنها لم تكمل دراستها بسبب الظروف العائلية، وتوفي زوجها في العام 1962 بعدما أنجبت منه ثلاثة أبناء.

ومارست الراحلة تعليم اللغة العربية للطلبة الفرنسيين في المعهد الفرنسي للدراسات العربية، ثم عملت مترجمة في وزارة الإعلام، ومحررة مترجمة في وكالة الصحافة الفرنسية وعملت بنفس الصفة في السفارة البولونية، وفي المركز الثقافي البلغاري ثم في السفارة الفنلندية.

وأسست “الخوري” فرع لدار مكتبة العائلة بدمشق، وظلت تعمل على إدارتها حتى أحيلت على التقاعد، وفي الوقت ذاته كانت تدير مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط بدمشق منذ تأسيسه وهي عضو في اتحاد الكتاب العرب في سوريا، كما أنها عضو في مؤتمر السلام المسيحي الدائم.

ونالت “الخوري” في أوائل السبعينيات شهادة ترجمان محلف بين اللغتين العربية والفرنسية، وبدأت الكتابة بالصحافة باسم مستعار “ميم” وفي مطلع الخمسينيات أعدت أحاديث عديدة لبرنامج المرأة الإذاعي بدمشق، ومن أبرز مؤلفاتها المطبوعة “وكان المساء”، “العصفور البشارة”.

وحصلت الراحلة على وسام الاستحقاق الثقافي البولوني عام 1973 لدراساتها عن الموسيقار فريديريك شوبان (1810 ـ 1849)، وعالم الفلك غاليليو (1473 ـ 1543).

وترجمت “الخوري” العديد من الكتب، منها “الفن في القرن العشرين”، و”عالمنا الرائع في مغامرة الحياة”، ومنحتها الحكومة الفرنسية “وسام السعف الأكاديمي” بدرجة فارس لجهودها في الترجمة والمشاركة في القضايا الإنسانية وعلى رأسها فلسطين.

يذكر أنّ اللجنة المركزية لكنيسة “المنونايت” في الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت للراحلة مهاة فرح الخوري شهادة تقدير عام 2002.‏