“تستطيع أن تنجز ما دمت تقرأ”.. رهف شاش كاتبة من ذوي الإعاقة تحمل روايتين في رصيدها
“تستطيع أن تحقق وتنجز ما دمت قادر على القراءة”، بهذه الكلمات بدأت الكاتبة رهف شاش من قرية “رأس كتان” بريف طرطوس حديثها لتلفزيون الخبر.
وأصدرت “شاش” روايتين من كتابتها، بالرغم من إعاقتها الحركية التي تعاني منها بسبب خلع الولادة، وعدم إكمال تعليمها الدراسي.
وقالت “شاش” (35 عام) لتلفزيون الخبر: “بدأت بالكتابة بعد جولة طويلة وسنوات من القراءة، ولم أكمل تعليمي الدراسي، وتوقفت في المرحلة الإعدادية، لأن تلك المرحلة تزامنت مع عملية جراحية وآلام جسدية”.
وتابعت رهف: “بدأت بكتابة أول رواية لي وهي “نصف امرأة وجواد” عام 2017، وصدرت عام 2020، وثاني رواية هي “قلب ثنائي الشغف” صدرت في نهاية عام 2023، برعاية السيدة الأولى أسماء الأسد”.
وأكملت “شاش”: “واجهتني عدة صعوبات، منها ما يتعلق بإعاقتي الجسدية، ومنها بعدم إكمال تعليمي، كون التعليم الأكاديمي يساعد بتحقيق الحلم وإثبات النفس، بالإضافة إلى أنه من الصعب إقناع المجتمع بوجود فكر بدون الحصول على شهادة اختصاص”.
وأردفت “شاش” لتلفزيون الخبر: “لكن ثقافتي التي اكتسبتها عن طريق القراءة الكثيفة والأفكار التي طرحتها ومجابهتي للظروف فكرياً، منحتني حضوراً قوياً، وسهلت إقناع المجتمع بأنني قادرة وأستطيع التحدي، وكنت أتحدى نفسي بالدرجة الأولى بأقل ما أملك للاستمرار في الحياة، قبل إثبات نفسي للمجتمع والآخرين”.
وأوضحت ابنة محافظة طرطوس: “أسعفتني القراءة جداً بالكتابة، بالقرار، بالتمرد، بالفكر، فكانت رواية “نصف امرأة وجواد” باكورة الأعمال الأدبية بالنسبة لي”.
وأضافت “شاش”: “تفاجأت باستحسان ولهفة وإقبال ورغبة الناس لقراءة العمل، حتى نفذت الطبعة الأولى منه، فكان بالنسبة لي الحافز كي أكمل، كون لهفة المحيط والأحبة والعائلة متوقعة، لكن إقبال الغرباء هو الذي لم يكن متوقعا ً”.
وقالت “شاش”: “دعمتني أسرتي بالدرجة الأولى بكل خطوة أقوم فيها لإثبات نفسي بظل ظروف الإعاقة، كون طريق المعاق معروف بصعوبته ووعورته في الوصول، لكن الحافز الأساسي كان من داخلي”.
ووجهت “شاش” رسالة لكل الأشخاص الذين يعانون من ظروف صعبة بأنهم “قادرون لكن المسألة تحتاج إلى قرار وصبر ومثابرة إلى تحقيق الهدف المنشود بما نملك”.
واعتبرت “شاش” أن: “ليس كل شخص متعلم هو مثقف وقادر على الإنجاز، ولكن العلم هو مفتاح تحقيق والطريق الأقرب لتحقيق اي هدف، ولكن إذا اعترضت الظروف ولم يستطع الشخص إكمال تعليمه فهو قادر على إثبات ذاته والسبل مهيأة دائماً، وعليه بالقراءة لأنها تصقل الشخص واتباع الثقافة كأسلوب حياة، وليس فقط كشهادة معلّقة على الحائط”.
وقالت “شاش”: “هناك مقولة للكاتب اللبناني “مارون عبود” قال فيها: “دخلت إلى الجامعة وأنا جاهل بلا شهادة خرجت منها وأنا جاهل ومعي شهادة”، وهو موضوع مهم لتسمية الشخص المثقف بمن يتبع أسلوب لبق، يخدمه شخصياً ويخدم المجتمع، لذلك أي شخص يستطيع تحقيق مايريد مادام يقرأ”.
وختمت “شاش” حديثها لتلفزيون الخبر عن “كاتبها المفضل”دوستويفسكي”، الذي تأثرت به وبمنهجه الفكري، والمنطق الذي يكتب فيه يجعل الإنسان يقف أمام أخطائه ويصلحها بنفسه، حسب تعبيرها.
فاطمة حسون – تلفزيون الخبر