العناوين الرئيسيةحلوة يا بلدي

جامع الأربعين في حمص.. آخر الابراج الدفاعية في المدينة القديمة

على الزاوية الشمالية الغربية من سور حمص الأثري، يشمخ البرج الدفاعي الوحيد الباقي من أبراج المدينة القديمة، ويبدو ظاهراً بحجارته السوداء الشهيرة، ليصبح فيما بعد جزءا ً من جامع الأربعين.

يتوسط جامع الأربعين قلب مدينة حمص، بين قسميها الحكومي والأثري، بين مؤسسات المالية والمصرف المركزي والمحافظة من جهة، وبقايا سور المدينة القديمة وسوقها المسقوف من جهة أخرى.

وبالعودة إلى بناء الجامع فيرجع إلى عهد الأمير “حسين بن قراكوز الكوجكي”، وكان يعرف باسم جامع “الكوجكي”، ويطلق عليه أيضاً مسجد “شهاب الكوجكي”، كما ورد في “وقفية الجلبي” المؤرخة عام 1568م.

وشيد في عام 1569م بجانب الجامع، مدرسة ودار للطلبة الأيتام على سور المدينة ظل قائماً حتى أواسط الأربعينيات من القرن الماضي.

أما عن تسمية الحي والجامع بالأربعين، فقد ورد في الوثيقة المذكورة أنه: “في أحد جوانب حرم الجامع ضريح فوقه لوحة تأسيسية كتب عليها (الحمد لله رب العالمين هذا مقام أحد الأبدال المنوه عنهم في الحديث التالي، رواه أحمد في مسنده عن “علي” رضي الله عنه عن النبي عليه السلام قال: الأبدال في الشام وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف بهم عن أهل الشام العذاب).

ووفق وثائق وسجلات دائرة آثار حمص، فجامع الأربعين مسجل في عداد المباني الأثرية بالقرار رقم (485) تاريخ (12/11/1945)، وجاء في إحدى وثائق دائرة الآثار عن مئذنة جامع الأربعين أنها: “بنيت فوق البرج الشمالي الغربي من أبراج سور المدينة وهو البرج الوحيد الباقي إلى هذه الأيام”.

ويعود بناء البرج إلى العصر الأيوبي، وفق الوثائق، وربما حمته المئذنة فلم يهدم كما هدم غيره من الأبراج فهو تحت دعامتها، وهي مئذنة متواضعة لا يتجاوز ارتفاعها ثلاثة أمتار فوق البرج.

وذكر الباحث “نعيم الزهراوي” عن الجامع في كتابه (أسر حمص وأماكن العبادة) أنه: “تم تجديد الجامع في الأربعينيات من القرن الماضي من قبل “آل الشيخ عثمان”.

كما تجدد في الستينيات أيضاً من قبل هذه الأسرة التي لا تزال تقوم بخدمة الجامع إلى اليوم، وتعود قيمته التاريخية والدينية لكونه مقام على سور المدينة القديمة.

وتعرض السور لنكبات كثيرة قبل أن يتم تشييد المسجد عليه، كان آخرها زلزال “حمص” الكبير عام 1157 ميلادي،والذي أدى إلى انهيار جزء كبير منه وتخريبه، لكن السلطان “نور الدين محمود الزنكي” أمر بإعادة بناء البرج والسور، ليقوم بعده “الكوجكي” ببناء الجامع.

الجدير بالذكر أن حي الأربعين القديم في “حمص” تم هدمه في أواخر القرن الماضي، وشيدت مكانه مجموعة من الأبنية الحديثة التي ضمت عدداً من المديريات والمؤسسات الحكومية والخاصة، نذكر منها مديرية المالية، والمصرف المركزي، وفرع مؤسسة التأمينات الاجتماعية ومجموعة من المحال التجارية.

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى