“أبو الزلازل والأمطار وفيه يتساوى الليل والنهار”.. شهر آذار في الموروث الشعبي
ارتبط شهر آذار في بلاد الشام بالتراث والحكايا الشعبية والأمثال للتنبؤ بأحوال الطقس، واستطاعت تلك الأقوال أن تعكس تجارب كبيرة مرّ بها أجدادنا عبر مئات السنوات.
ويُعدّ شهر آذار من الأشهر التي تشهد تغيّرات مناخية، وفي يوم 16 آذار يتساوى طول الليل والنهار، وتكون الشمس مباشرةً فوق خط الاستواء، وبذلك يتساوى نصفا الكرة الشمالي والجنوبي في النهار والليل، ويطلق على ذلك “الاعتدال الربيعي”.
ثم تبدأ تدريجياً مدة الليل تقصر، والنهار يتقدم دقيقة يومياً، ويشار إلى ذلك بالموروث الشعبي، أنه “يأخذ النهار من الليل مرقة فارة”، أي دقيقة.
وقيل عن شهر آذار “حشيش آذار للشطار.. وحشيش نيسان للكسلان”، للإشارة إلى أن طقس آذار مناسباً للزراعة، ويجب استغلاله من قبل الفلاحين، وقيل أيضاً “أحرث في آذار لو السيل كرار”.
وكان يستدل على رحيل البرد، ودفء الطقس تدريجياً بحجم أوراق التين، إذ قيل “بس تصير ورقة التين قد رجل البطة نام ولا تتغطى”، و “في آذار بفتّح الورد أزرار أزرار”، للإشارة إلى اقتراب فصل الربيع واعتدال حرارة الطقس.
ويصادف في شهر آذار أخر سعودات الشتاء، وهو “سعد الخبايا”، إذ قيل “بتطلع من وكرها الحيايا.. وبتتفتل الصبايا”.
كما عُرف آذار أنه متقلّب “آذار أبو الزلازل والأمطار” و “في آذار مرة شمس.. مرة أمطار”، “هوا آذار بيقلع الأشجار”، “آذار أوله سقعه وآخره نار”، “آذار الهدار فيه الصواعق والأمطار”، “خبّي حطباتك الكبار لعمك آذار”، و “في آذار بعشش الدوري وتورّق الأشجار”.
ورغم ذلك اشتهرت شمس آذار في الموروث الشعبي بفوائدها، من خلال المثل الشعبي “قالت ستي شمس شباط لكنتي” وعرفت شمس شباط بأنها قوية وتسبب الجفاف، و “شمس آذار لبنتي” للإشارة إلى أنها خفيفة ومفيدة، و “شمس نيسان إلي ولشيبتي”.
الجدير ذكره أن “آذار أبو الزلازل والأمطار” لا تتعدى كونها مجرد مقولة، ولا دليل علمي صريح على دقتها، وبعد الرجوع إلى تاريخ الزلازل التي ضربت بلاد الشام والمنطقة فإن الأحداث التاريخية التي وقعت في هذا الشهر، بحسب السجلات الزلزالية، لا تجعل لآذار أولوية على غيره من باقي أشهر السنة لهذه الناحية.
تلفزيون الخبر