العناوين الرئيسية

ماذا تعرف عن الصواعق الرعدية وكيفية تفادي الإصابة بضرباتها؟

 

أفاد رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، “شادي جاويش”، لتلفزيون الخبر، أنه “سنشهد الأسبوع القادم منخفض جوي يحمل الكثير من الصواعق، وتحديداً يومي الاثنين والثلاثاء، وذلك لتوفر شروط ملائمة لتشكلها، من خلال حالة عدم الاستقرار المتوقعة لهذا النوع من المنخفضات”.

وأوضح “جاويش”، أن “الصواعق تحدث من نوع الغيوم الركامية الكبيرة المعروفة باسم (السحب الرعدية)، والتي تتكوّن عندما يكون هناك تداخل للهواء الدافئ والرطب مع الهواء البارد في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، كما في الفصول الانتقالية”.

وأردف الراصد الجوي، أنه “بالتالي هذا الوقت من العام مناسب لتشكلها، بسبب امتداد منخفض البحر الأحمر الذي يترافق بتيارات مدارية دافئة ورطبة تلتقي بالكتل الهوائية الباردة القادمة من القارة الأوروبية إلى منطقة بلاد الشام”.

وأضاف “جاويش”، أن “السحب الرعدية تتميّز بارتفاعها الكبير وشكلها الضخم، وتتكوّن الصواعق داخلها نتيجة لتوليد شحنات كهربائية بين طبقات مختلفة من السحابة، وعادةً ما تفرغ هذه الشحنات كمية كبيرة من الطاقة على شكل صاعقة كهربائية”.

وحول المناطق التي تصيبها الصواعق، قال “جاويش”: “تعتبر المباني العالية والمباني التي تتميز بأجزاء معدنية كبيرة من أكثر المباني عرضة لضربات الصواعق، كأبراج الاتصالات والتي تعتبر من أكثر المباني عرضة للصواعق نظراً لارتفاعها الكبير ووجود الهياكل المعدنية”.

وتابع “جاويش”: “كذلك الأبراج السكنية العالية، إذ تكون عرضة للصواعق نظراً لارتفاعها، والمباني التجارية الكبيرة مثل المراكز التجارية والمولات التي تتميز بحجمها الكبير ووجود هياكل معدنية، إضافةً إلى المباني الصناعية والتي تشمل المصانع والمرافق الصناعية التي تحتوي على هياكل معدنية وأسطح معدنية عرضة للصواعق”.

وذكر “جاويش”، أن “الملاعب والمرافق الرياضية التي تتميز بأبراج إضاءة عالية وهياكل معدنية كبيرة تجذب الصواعق أيضاً، مع ملاحظة أن أي مبنى يمكن أن يتعرّض للصواعق في حال كانت الظروف مناسبة لذلك”.

ولفت “جاويش”، إلى أن “أي أبراج قريبة أو أسلاك في منطقة الصواعق ربما تكون خطيرة وتلعب عامل جذب”، مشيراً إلى ضرورة العمل على مجموعة من النصائح لتجنّب الصواعق.

وقال “جاويش”، إنه “من الضروري البقاء بعيداً عن المناطق المفتوحة والأماكن التي تكون عرضة للصواعق مثل الحقول والشواطئ والساحات، وتجنّب البقاء بالقرب من الأشجار العالية أثناء العواصف الرعدية، إذ أنها تعتبر هدفاً سهلاً للصواعق”.

وأشار “جاويش” إلى “أهمية البقاء داخل المباني وتجنّب الخروج إلى الخارج ما لم تكن مضطراً لذلك، وتلافي استخدام الأجهزة الكهربائية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون والهاتف الأرضي، إذ يمكن أن تتعرّض للتلف في حال وقوع صاعقة”.

ونوّه “جاويش” إلى “ضرورة الابتعاد عن المياه أو مناطق تجمع الأمطار، إذ يمكن أن تكون المياه موصلاً جيداً للكهرباء، بالتالي تزيد من احتمالية تعرّضك للصاعقة”.

وينصح بحسب خدمة الطقس الأمريكية بإغلاق النوافذ، وتجنّب استخدام الأجهزة الكهربائية السلكية داخل المنازل، كما يجب تجنب الاستحمام أو حتى غسل اليدين أثناء العاصفة الرعدية، لكون ذلك يشكّل خطراً.

وحول احتمالية أن تلعب ألواح الطاقة الشمسية دوراً كعامل جذب للصاعقة، أجاب “جاويش”، أنه “من الممكن ذلك، لأن خلايا الطاقة الشمسية تحتوي على مواد موصلة مثل الألمنيوم والسيليكون، وللتقليل من خطر تضرر خلايا الطاقة الشمسية من الصواعق، يمكن تثبيت نظام تأريض لتوجيه الصواعق بعيداً عن الخلايا الشمسية باستخدام موصلات أرضية”.

وبيّن “جاويش”، أن “الصواعق تولد طاقة كبيرة،إذ يمكن أن تصل درجة حرارة الصاعقة إلى حوالي 10.000 درجة مئوية أو أكثر ، وهذا يعني أن درجة حرارة الصاعقة تكون ضعف درجة حرارة سطح الشمس التي تبلغ حوالي 5.500 درجة مئوية”.

وأضاف الراصد الجوي، أن “هذه الحرارة الهائلة تولد نتيجة لتيارات الكهرباء العالية التي تمر عبر الصاعقة، مما يؤدي إلى تسخين الهواء المحيط بسرعة كبيرة وبشكلٍ مفاجئ، بالتالي إلى إطلاق الطاقة الحرارية الهائلة”.

وتابع “جاويش”، أن “هذه الدرجات الحرارية العالية تسبب في ذوبان الصخور مكان سقوط الصاعقة، إذ أن معظم المواد تذوب في درجة حرارة أقل من 2000 درجة مئوية، ويمكن أن تسبب أضراراً جسيمة للمباني والأشجار والأشياء الأخرى في مسارها”.

يُذكر أن كمية الكهرباء التي تتولد في المتر الواحد من الصاعقة تتراوح من مليون إلى 3 مليون فولط للمتر الواحد، أي يمكن أن تصل إلى ملايين الفولطات خلال صاعقة واحدة، وهذا التيار أكبر بكثير من التوتر العالي للكهرباء التي تولد من السدود أو محطات توليد الكهرباء، وفق “جاويش”.

يُشار إلى أنه بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تم اعتماد أطول وميض برق في العالم جرى التقاطه حوالي 768 كيلومتراً في 29 نيسان 2020، وكان الرقم القياسي القديم 706 كيلومتراً في البرازيل عام 2018.

وأخمدت فرق الإطفاء باللاذقية حريقاً اندلع بمدرسة بلدة “الشراشير” بريف جبلة، جراء صاعقة رعدية، الجمعة، دون وقوع أي إصابات، إذ اقتصرت الأضرار على الماديات، وفق ما أفاد به قائد فوج إطفاء اللاذقية، “مهند جعفر”، لتلفزيون الخبر.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى