أول من خط القرآن الكريم بالخط الفارسي.. وفاة عميد الخطاطين العرب محمد بن سعيد الأسدي
توفي الخطاط الفلسطيني السوري محمد بن سعيد الأسدي، في دمشق عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد معاناة مع المرض.
ولد “الأسدي” في صفد الفلسطينية، وانتقل مع أسرته إلى دمشق بعد نكبة 1948، وتوفي فيها.
ودرس “الأسدي” في ابتدائية “الملك الناصر” في منطقة الشيخ محي الدين بن عربي، ثم تابع تعليمه في ثانوية “جودت الهاشمي”.
وتتلمذ “الأسدي” على يد خطاط بلاد الشام الأول محمد بدوي الديراني المعروف بـ”شيخ كار الخطاطين” صاحب الدكان الشهير حينها في حي الحريقة، وتعلم منه عدة خطوط، من بينها الخط الفارسي، الذي قرر لاحقاً خط القرآن الكريم به، ليكون أول خطاط عربي يقوم بذلك.
وخلال دراسته الجامعية، توفي أستاذه “الديراني”، ليكمل رحلته في دراسة الخطوط العربية وأوزانها واختص بها.
وبدأ “الأسدي” في عام 1979 وحتى 1987 بكتابة المصحف بخط النسخ، وبتشكيل الرسم العثماني، وقراءة حفص عن عاصم، ثم قرر سنة 2004 البدء بكتابة القرآن الكريم بالخط الفارسي الذي استمر بالعمل عليه لسنوات طويلة، واحتفظ لاحقاً فيه ضمن أرشيف ضخم، حيث لم يكتب له نشره.
واستمر شغف الراحل بالتخطيط حتى بعدما حولها لهواية لا لمهنة (حيث قام بتدريس اللغة العربية والنحو لما يزيد عن ثلاثين عاماً)، بعدما غدا “التصوير الالكتروني والطباعة محتلين للوسط وسمحا لكل من رغب بالكتابة والتخطيط” على حد تعبيره.
ويقول “الأسدي” في لقاءات سابقة أنه على “خطاط القرآن الكريم أن يتوفر لديه الإيمان القوي والصدق والبر بالوالدين، لأن من يريد خط المصحف، عليه الدخول إلى عالم التشريع الإلهي بقلب يخلو من الحقد والضغينة”.
ويرى “الأسدي” أن أكثر ما يعتز بتخطيطه هو (البسملة) بسم الله الرحمن الرحيم، لكونها أول ما كتب على اللوح المحفوظ”.
ورحل الخطاط محمد بن سعيد الأسدي، الملقب بـ”عميد الخطاطين العرب”، الأربعاء بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركاً خلفه مخطوطاته العربية ولوحاته التي قضى في رسمها وخطها أكثر من ستة عقود من الزمن.
لين السعدي – تلفزيون الخبر