“الفورة”.. طقس الديريين المحبب يوم الجمعة
تعتبر “الفورة” من الأكلات الديرية المشهورة والأكثر شعبية بمدينة ديرالزور ، وطقس من الطقوس المحببة لدى أبنائها والذي يتم تحضيره وتناوله في صباح يوم الجمعة خلال فصل الشتاء.
وتبدأ النساء في ديرالزور بتحضير مكونات الأكلة الشعبية المختلفة منذ فصل الصيف والتي تبدأ من مونة “الكشك”، إضافة لتموين اللوبياء أو “العوين” كما تسمى في ديرالزور، وذلك لإضافتها “للفورة” عند عملية طهيها.
وتتحدث (أم ماجد)، سيدة ستينية عن “الفورة” لتلفزيون الخبر، قائلة: “هي الحساء الأكثر شهرة في ديرالزور وبالأخص في فصل الشتاء، كوننا اعتدنا منذ صغرنا على تناوله في أيام البرد لأنه يشعرنا بالدفء والشبع بذات الوقت”.
وشرحت “إم ماجد” أقوم بتجهيز “أقراص الكشك” في فصل الصيف لكي تجف بشكل جيد بحرارة الشمس، ومن ثم أقوم بوضعها بأكياس “خام” لتخزينها في فصل الشتاء”.
وسردت، “السيدة” قائلة “اعتدنا منذ زمن طويل في ديرالزور على طهي الفورة في صباح كل يوم جمعة، كون غالبية العائلات الديرية يتناولونها في فصل الشتاء كوجبة فطور صباحية، أو باقي أيام الأسبوع لتشعرهم بالدفء والشبع، كونها تتألف من عدة مواد مغذية ومفيدة للجسم من فشيق وبرغل ناعم ولبن الضأن، إضافة لطهيها بالسمن العربي وإضافة “العوين” الذي يزيد من قيمتها الغذائية”.
أما عن تحضير الفورة، تشرح السيدة الديرية “أم ماجد”: بداية “أقوم بنقع أقراص “الكشك” و”العوين” في إناء في ليلة يوم الخميس و في صباح الجمعة، أقوم بسلق العوين، إلى أن يستوي بشكل كامل، ومن ثم أبدأ بعصر أقراص الكشك ونردها للماء إلى أن تصبح مسحوق بشكل كامل، ومن ثم أقوم بتصفيتها، ووضع الحساء المصفى في قدر على النار واستمر بتحريكه حتى يغلي”.
وتابعت بعد ذلك “أقوم بإضافة “العوين” المسلوق إلى “الفورة” واستمر بالتحريك لأكثر من نصف ساعة، إلى أن تصبح لزجة ومتجانسة، ثم أقوم بتقشر الثوم وهرسه ووضعه بإناء صغير على النار مع كمية من السمن البلدي من أجل وضعها على الفورة، وتقدم ساخنة بجانبها خبز التنور.”
وفي ابتسامة تملؤها الحسرة، تحدثت السيدة “أم ماجد” عن قلة “الجمعات الصباحية ولمة العائلة والأبناء يوم الجمعة، وذلك بسبب هجرة الأبناء والانشغال بتأمين لقمة العيش، والآن نقوم بطهي “الفورة” وتصوير الصحن الممتلئ بحسرة قلوبنا على غيابهم، ومن ثم إرساله برسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع بعض الكلمات التي تعبر عن أشواقنا الملتهبة بغيابهم”.
وختمت “السيدة الديرية” حديثها، أن” معظم أهالي ديرالزور لم يعُد باستطاعتهم طهي “الفورة”، وأصبحت تُقدم كوجبة غذاء، وليست كوجبة صباحية لدى معظم العوائل الديرية، وذلك لغلاء المواد الداخلة بتحضرها، والبعض الآخر قام بالاستغناء عن السمن العربي وابداله بالزيت.
“كذلك الاستغناء عن “العوين” لغلاء سعره، واستبدال لبن الضأن باللبن العادي في تحضير أقراص “الكشك”، كغيرها من الطبخات التي قمنا بالاستغناء عن مكوناتها واستبدالها بمكونات أخرى لغلاء أسعارها في السوق”.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور