طلاب “البكالوريا” يتعرّضون لصدمة ثالثة بعد صدور برنامج الامتحانات.. والوزير يربط الأمر بعطلة “العيد”
أثار برنامج امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي لعام 2024، والذي أصدرته وزارة التربية، قبل يومين، موجة واسعة من الاستياء والانتقادات بين الطلاب وأهاليهم لتقليص الفارق الزمني بين المواد الامتحانية، فجأة، و “كما جرت العادة هذا العام”، في سنة دراسية مصيرية، على عكس ما كان معمول به في أعوام سابقة.
وتبدأ الامتحانات بحسب البرنامج الصادر بتاريخ 26 أيار وتنتهي في 13 حزيران، بمعدل 3 مواد كل أسبوع، ليشكّل هذا الأمر عامل ضغط إضافي على طلاب الشهادة الثانوية لدورة 2023/2024، الذين ضاعوا هذا العام بين اعتماد الأتمتة ثم إلغائها، وبين إلغاء التكميلية وإعادة اعتمادها، ليأتي البرنامج الامتحاني “المستعجل” و “يزيد من الطين بلّة”.
وعلّقت “فداء” (مدرسة) عبر “فيسبوك”، قائلةً إن: “يوم المادة فيه طلاب بدها ساعات لتوصل لبيتها، واليوم الثاني الله وكيلكم ما بيكفيها تقلّب أوراق كتاب العلوم”، وأردفت: “عيب”، إذ يأتي امتحان علم الأحياء للفرع العلمي يوم الخميس بفارق يوم واحد فقط عن سابقه، وهنا الحديث على سبيل المثال لا الحصر، “فالحال من بعضه لبقية المواد”.
ونشرت صفحات مهتمة بالشأن التربوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات الطلاب لضرورة تعديل البرنامج الصادر والرجوع عن قرار تقليص المدة الزمنية بين المواد، لما لهذا الأمر من انعكاسات، نتيجتها عدم تمكّن الطالب من مراجعة معلوماته، بالتالي تأثّر تحصيله العلمي سلباً، وهذا من باب (تكافؤ الفرص) حالهم حال طلاب السنوات السابقة ممّن خضعوا لذات المناهج والأنظمة الامتحانية.
وعلّق أحد المتابعين عبر “فيسبوك” ساخراً من تخبّط القرارات وفُجائيتها هذا العام، وعدم مراعاة الظروف التي يعيشها الطلاب، قائلاً “وزارة التربية بدلاً من حل المشكلة التي أوقعت الطلاب بها عند اعتماد الأتمتة ثم إلغاءها.. وما هدرته من وقت كبير لجيل كامل، قامت بوضع السكين على رقبة طلاب البكالوريا بالبرنامج الامتحاني، دون مراعاة لوضع الكهرباء والتدفئة وغيرها”، مُتسائلاً عن “مبرراتها المنطقية لذلك”.
وزارة التربية ترد
وقال وزير التربية، الدكتور “محمد عامر مارديني”،إن “عيد الأضحى سيأتي هذا العام بموعد استثنائي، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة الانتهاء من الامتحانات قبل حلوله بيومين أو ثلاثة، ليتسنى للجميع السفر والنقل والانتقال قبل العيد”، بحسب ما نقلته عنه صحيفة “تشرين” الرسمية.
وتابع وزير التربية، أنه “بالإضافة إلى إقرار الدورة الثانية هذا العام، بالتالي فإن عمليات التصحيح اليدوية ستكون محكومة بالوقت لإصدار النتائج”.
وأضاف الدكتور “مارديني”، أن “الفترة بين مادة صعبة نسبياً وأخرى هي فترة طويلة نوعاً ما، ويتخللها مواد خفيفة إن صح التعبير، والدراسة يجب أن تنتهي قبل بدء الامتحانات، أما الفترات بين امتحان وآخر فهي مخصصة للمراجعة السريعة”.
يُذكر أن طلاب الشهادة الثانوية هذا العام، كانوا ضحية قرارات وصفت بـ”العشوائية”، غيّروا بسببها نمط دراستهم أكثر من مرة وهدر وقتهم، دون مراعاة للانعكاسات النفسية لهذه القرارات على الطلاب، وبالتالي تحصيلهم العلمي، ما دفع العديد منهم لتجديد المناشدات للوزارة للرجوع عن قرار تقليص مدة الامتحان، حتى لا يصبحوا ضحايا عطلة عيد الأضحى، والالتفاف على مبرراتها بحلول أقل تأثير على مستقبل الطلاب الدراسي.
ووجد وزير التربية في حديثه للصحيفة، أن “العودة للحديث عن التخبّط الذي سببته الامتحانات المؤتمتة، لم يعد مجدياً، لأن الأمر كان مقترحاً كحزمة متكاملة، ومرتبطاً مع إلغاء الدورة الثانية، لكن طالما أن الدورة الثانية بقيت كما هي لهذا العام، فإن الأمور عادت إلى نصابها”، ما دفع الطلاب لمناشدته وكافة المعنيين لإبقاء البرنامج الامتحاني أيضاً على ما كان عليه، وفقاً لمنطق تصريحه.