محليات

رفع سعر ربطة الخبز.. إشاعة أم “تهيئة” للرأي العام؟

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن قرب رفع سعر ربطة الخبز، أو ما يعرف ب”الخط الأحمر” خلال الأيام القليلة القادمة.

ويبلغ سعر ربطة الخبز المدعوم حالياً 200 ليرة (من باب الفرن) وتصل لخمسة آلاف ليرة (بعد كم متر من الفرن) و”على عينك يا تاجر”.

وضجت صفحات وسائل التواصل وبعض الصحف “الرسمية” بخبر عن قرب رفع سعر ربطة الخبز المدعوم مابين 300 حتى 500 ليرة للربطة الواحدة، والهدف كالعادة “تحسين جودة الرغيف”.

وحاول تلفزيون الخبر التواصل مع وزارة “حماية المستهلك” للوقوف على حقيقة الشائعة نظراً لأن الوزارة هي المعنية بموضوع التسعير، لكن الجواب جاء سريعاً مغلفاً باعتذار محترم عن الجواب حول هذا الموضوع.

هل هي “تهيئة”؟

تعرف سوريا بأنها البلد الذي يوجد به لجنة لتهيئة الرأي العام وتجهيزه لعمليات رفع الأسعار قبيل حدوثها من خلال التمهيد للأمر عبر الإعلام.

وتم قبل أيام رفع سعر المحروقات للمرة الثانية خلال 2024، ومن المعروف أن المازوت يدخل في عمليات صناعة الخبز وتحضيره وعليه فإن سعره حكماً سيخضع لتعديلات تتناسب مع ارتفاع سعر المحروقات.

وكان مدير مؤسسة المخابز مؤيد الرفاعي مؤخراً صرح وفق مانقلت صحيفة “تشرين” الرسمية، أنه “تم إنفاق أكثر من 7 مليارات ليرة خلال العام الماضي للجانب الفني لمعظم المخابز مع التأكيد أن المؤسسة وضعت في خطتها للعام الحالي إنفاق أكثر من 19 مليار ليرة”.

ووفق “الرفاعي” يتعلق الإنفاق بـ”عمليات الاستبدال والتجديد والتأهيل لخطوط الإنتاج من دون تجاهل أعمال الصيانة التي تتم بصورة دورية خلال دورة الإنتاج اليومية وذلك ضماناً لاستمرار جودة الرغيف”.

وبالبداهة السورية المعروفة إذا ما ربطنا بين رفع سعر المحروقات وتصريحات “الرفاعي” التي تصب بضخ مبالغ مالية لتحسين جودة الخبز، وإشاعة رفع سعر الربطة، واعتذار “حماية المستهلك” عن التصريح حول حقيقة الإشاعة نجد أننا أمام تهيئة للرأي العام باقتراب رفع سعر الربطة.

وكانت وزارة “حماية المستهلك” رفعت في السابع من تشرين الثاني 2023 سعر ربطة الخبز التمويني 1100 غ للمستبعدين من الدعم وبالكمية المخصصة لهم من 1250 ليرة للربطة إلى 3 آلاف ليرة مع بقاء سعر ربطة الخبز المدعوم بـ200 ليرة.

وخضع رغيف الخبز تاريخياً في سوريا لرقابة شديدة حيث شكل المعيار الأساسي للأمن الغذائي والاقتصادي، ويعتبر توفره بسعر وجودة مناسبين هو الخط الأحمر للعمل الحكومي والوطني.

وبعد سنوات الحرب غرق الرغيف في بازار العقوبات وارتفاع المحروقات وصعوبة تأمين المواد وغيرها من القضايا التي جعلت جودته متباينة حتى نسي المواطن طعم الخبز القديم وبات يعتقد أن الرغيف الحالي هو المعيار، حيث يتناسب ذلك مع التأكيدات الحكومية على استمرارية الخبز كخط أحمر.

يذكر أن التخبط في سعر الخبز وجودته بين المدعوم والمستبعد ومن “باب الفرن” أو الباعة الجوالين هو غيض من فيض قياساً بحالة التفلت التي يعاني منها الخبز السياحي.

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى