اقتصادالعناوين الرئيسيةمجتمع

القفّة والساموك والمعرجلينة.. ماذا تعرفون عن أساسيات البيوت القديمة؟

تحتضن رجاء سليمان (55 عاماً) بين يديها قفّةً مصنوعة من عيدان الريحان الوفيرة في منطقة ولادتها بقرية تنورين في ريف حمص الغربي، ما حرك الحنين بداخلها إلى فترة الطفولة التي عاشتها في منزل عائلتها.

تقلّب القفّة المصنوعة بإحكام ودقة وتنظيم، لتحكي لتلفزيون الخبر عن بعض أساسيات منزل العائلة، وعن أدوات أصبحت تراثية في ظل التقدم التكنولوجي الراهن.

وقالت رجاء لتلفزيون الخبر: “تصنع القففُ من عيدان الريحان، وهو النبات الذي كان يتواجد بكثرة بأراضي (جورة الريحان) في قريتنا، وهي الارض التي أخذت تسميتها بسبب كثرة الريحان فيها وقرب الانهار”.

“كانت مخصصة لنقل السليقة”، تكمل رجاء، فكانت القفف هي الأداة الرئيسية المستخدمة في نقل القمح المسلوق إلى سطح المنزل، بالإضافة إلى استخدامها خلال موسم التين أثناء صناعة الهبول وبموسم الزيتون للعيتون بالاضافة إلى استخدامات أخرى”.

مستندة إلى لوح خشبي كبير وسط منزل عائلتها، تتحدث رجاء عن الساموك، وهو جذع خشبي متين ينتهي بفرعين يُوضع بوسط الغرفة، ويعد دعامة هذه البيوت ويحميها من السقوط، ويستند عليه ما يسمى الطنب”.

وبينما تمشي في أرجاء المنزل، تشير إلى أسماء بعض أقسامه، فالسيباط هو الأرضية والعتبة مكان منخفض أكثر من السيباط تحيط بباب البيت وتتجمع فيها المياه قبل تصريفها للخارج”.

“أما الروزنة فلها عدة وظائف”، تتابع رجاء لتلفزيون الخبر، وهي فتحة هوائية في سقف المنزل تستخدم لإنزال التبن والحبوب عن السطح بعد تشميسهاّ

وفي داخل المنزل تعدد رجاء عدة أنواع من الخزانات منها السمندرة، وهي خزانة تتوضع داخل الجدار ومصنوعة من الخشب الأصلي، أما العنبر فهي خزانة خشبية مفتوحة من الأعلى ولها غطاء متحرك ومفتوحة من الأسفل بفتحات صغيرة ومقسمة لعدة حجرات لتخزين البرغل والقمح والعدس المجروش والحمص وغيرها”.

“الوجاق شيمينه عصرنا”، تردف رجاء، وهو موقد النار المعتمدة على الحطب وكان في أيامنا يصنع من التراب فقط، ويشبه (الشيمينيه) في البيوت الحديثة بعد أن تغيرت طريقة بنائه مع تقدم الزمن”.

وعن أسطوانة حجرية كبيرة مرمية إلى جانب جدار البيت القديم، توضح رجاء لتلفزيون الخبر أن اسمها الشعبي هو “المعرجلينة” وكانت تستخدم لدحل السقف من الخارج ومنع تسرب الماء إلى داخل المنزل”.

“النملية براد البيت”، تتابع رجاء شرحها عن مكونات المنازل في الأيام الغابرة، فكانت النملية تمثل البراد ويحفظ فيها مختلف أنواع الطعام بعد أن يتم تلبيسه بصفائح التنك وهو ما يمنع دخول الحشرات والنمل”.

 

ولبس ببعيد، عن ساحة المنزل، تتحدث رجاء عن مكونات وادوات المطبخ ومنها الميزر وهو مكان حفظ الخبز وهو قطعة قماش كبيرة يوضع الخبز ضمنها وتربط بإحكام، والكوز الذي يعد أصغر وعاء لتخزين مياه الشرب، وهناك الجرة والخابية أكبر منه”.

 

وأكملت رجاء لتلفزيون الخبر: “وهناك القصعة وهي وعاء لطبخ الطعام، والدست كذلك لكنه يستخدم للطبخات الكبيرة والسطيلة ويمكن تعريفها بأنها وعاء من النحاس يتسع ل2كغ لبن ويوضع في النملية”.

 

“أما الجرن فهو باق حتى أيامنا هذه”، تبين رجاء، وهو وعاء من الصخر القاسي يستخدم لصناعة القمحية بواسطة مدقّة لفصل قشور القمح عن حباته، وهناك الهاون وهو حجرة من النحاس الأصفر ولها مدقة من نفس الشكل وكان يستخدم بدلاً من الخلاط الكهربائي حالياً.

 

“وشو بدي عد لعد” تختم رجاء لتلفزيون الخبر عن الكثير من الأسماء الشهيرة في فترة طفولتها كالعدل والببور و الكارة وغيرها الكثير من أسماء لن يعرفها جيل الألفينات وما بعدها، بحسب ابنة قرية تنورين.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى