مع دخول شتاء هذا العام.. سعر السجادة الواحدة محلياً يعادل سعر منزل في “الزمن الجميل”
يبدو أن مفهوم “ارتفاع الأسعار” محلياً، بلغ مستويات لا يمكن تصوّرها، إذ تجاوزت هذه الزيادة حد التحمّل بالنسبة للسوريين من جميع الدخول، ومع قدوم فصل الشتاء، شهدت أسعار السجاد بكافة أنواعه ارتفاعاً مذهلاً، ووصل سعر السجادة الواحدة لأرقام تعادل سعر منزل مساحته 100 متراً مربعاً في عام 2010.
واشترى منذر (44 عاماً) سجادة صوف نخب أول قياس 12 مستعملة عن طريق “فيسبوك”، بقيمة مليون ليرة سورية، أي مايعادل سعر منزله بضاحية المهاجرين في حمص عام 2010، بحسب ما قاله لتلفزيون الخبر.
وأضاف “منذر”، والذي يعمل كسائق ميكرو في مدينة حمص: “لم استطع شراء سجادة جديدة بسبب ارتفاع سعر المتر الواحد للصوف إلى 500 ألف ليرة وما فوق، لذلك قررت البحث عن بدائل مستعملة على الانترنت”.
وتابع “منذر”، أب لطفلين، أن “أسعار السجاد ارتفعت كثيراً مقارنةً بأعوام سابقة، وأصبحت السجادة الواحدة تعادل سعر منزلي في عام 2010”.
واشترت “أم ميار” (45 عاماً) سجادة صوف جديدة ستاوية من جرمانا بدمشق، بسعر 4 ملايين ليرة، إذ “يتراوح سعر المتر ما بين 500 ألف ليرة سورية والمليون”، وفق ما ذكرته لتلفزيون الخبر.
وأكملت “أم ميار”، والتي تنحدر من ريف محافظة حماة، أنه “يوجد سجاد مستعمل عن طريق الانترنت، لكنني أفضل السجاد الجديد، ولا أثق بالمستعمل، رغم فرق الأسعار الكبير بينهما”.
وتابعت “أم ميار” (موظفة حكومية)، أنه “يتوفّر سجاد في المؤسسة الاستهلاكية وبقروض للموظفين، لكن راتبي لم يعد يتحمّل قروض إضافية، لذلك لجأت للاشتراك بجمعية اسددها من مردود عملي الخاص، لشراء سجادة جديدة”.
من جهتها، قالت مديرة صالة السجاد في مجمع “الأمويين” بدمشق، التابع للمؤسسة السورية للتجارة، نبال علي، إن “سعر متر السجاد صوف مئة بالمئة، إنتاج القطاع الحكومي 160 ألف ليرة، لكن بسبب الطلب الكبير عليه وقلّة العرض تنتهي الكميات بسرعة”.
وتابعت مديرة صالة السجاد بالمجمع، أن “سعر متر السجاد الخاص بالمجمع يبدأ من 200 ألف ليرة ويصل إلى 700 ألف تبعاً للنوع والجودة”، مشيرةً إلى وجود حسومات لبعض الفئات.
عودة للزمن الجميل..
وبالعودة لعام 2010، أوضح الخبير العقاري في حمص، سليمان صارم، لتلفزيون الخبر، أن “سعر المنزل مساحة 100 متراً في محافظة حمص بمنطقة المهاجرين مثلاً كان يتراوح بين 600 ألف ليرة و 1.200.000 ليرة سورية”.
وأضاف “صارم”، أن “العقار مرتبط بالعرض والطلب وبأسعار مواد البناء غير المستقرة حالياً، ويختلف تبعاً للمحافظة وللمنطقة، لكن متوسط الأسعار في حمص عموماً للمنزل في عام 2010، كان مليون ليرة سورية فقط”.
وقال أحد أصحاب المكاتب العقارية في مدينة طرطوس، لتلفزيون الخبر، أن “أسعار المنازل مساحة 100 متراً مربعاً جاهزة للسكن في عام 2010، كانت تتراوح في طرطوس ما بين 800 ألف ليرة وأقصاها مليونين ليرة، بحسب المنطقة وميزاتها”.
يُشار إلى أنه وبالرغم من ارتفاع أسعار العقارات في دمشق عام 2010، بحسب دراسة لمؤسسة “كوشمان وويكفيلد” المتخصصة بمتابعة أسعار العقارات حول العالم، إلّا أن سعر السجادة حالياً كان يشتري منزلاً مساحته 100 متراً مربعاً آنذاك.
وذكرت الدراسة حينها، أن “أسعار العقارات في دمشق لا تناسب متوسط دخل الفرد الذي يقارب 240 دولاراً شهرياً (ما يعادل 11 ألف ليرة سورية حينها)، حيث تتراوح أسعار العقارات في منطقة دمر مثلاً بين 5 ملايين ليرة و 50 مليون، بحسب المواصفات”.
يُذكر أن معظم السوريين هذا العام تجهزوا على “الموكيت”، كبديل اقتصادي عن السجاد، بالرغم من ارتفاع أسعاره أيضاً، إلّا أنه أكثر ملائمة مع دخلهم وظروفهم الاقتصادية، إذ وصل سعر السجادة الواحدة في الأسواق إلى 6 ملايين ليرة، وفقاً لنوعها ونخب الصوف المتكوّنة منه.
بشار صارم – تلفزيون الخبر